عندما نحاول التصدى لوقائع تاريخيه لمسناها وعايشناها ... وكانت الأحداث الظاهرة منها نادرة وشحيحة فالتنقيب عن الجزء المختفى _بفعل فاعل_يحتاج إلى جسارة وإقدام لاقتحام مغارات المجهول ونفس طويل مع خليفة علمية ودراسة وثائقية فيها احترام للذات وسد منافذ تيارات الهوى الشخصى أو العقائدى ... فالتاريخ لا يرحم فقد يقودك إلى نفق مظلم إذا لم يدرك الحقيقة فى مكمنها، وقد يهديك إلى راحة الضمير من خلال إدراك الحقيقة ... وإدراك مساحات الصراحة والوضوح بعد نزع غطاء المجهول الذى يكثف الأحداث والشخوص . يروى أن زوجه عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه .. دخلت عليه عقب توليه الخلافة فرأته يبكى فسألته عن سبب ذلك . فقال : لقد توليت أمر أمه سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) ففكرت فى الفقير الجائع ، والمريض الضايع ، والعارى المجهول ، والمقهور ، والمظلوم ، والأسير ، والشيخ الكبير وعرفت أن ربى سائلى عنهم جميعاً . فخشيت ... فبكيت ...!! فإذا وضعنا الرئيس المخلوع مبارك وثلاثة عقود من حكمه الإستبدادى السلطوى... على ميزان هذا القول الجامع المانع الذى وضع حكمه بالغة وأساس إنسانى وايمانى لحكم المسلمين وأهل الكتاب فى آن واحد وعرفنا أن فى عهد هذا الحاكم العادل إختفت البطالة والفقر والحاجة والعوز وعاش الناس_كل الناس فى أمان و إطمئنان... حتى أنه يقال أن أهل الكتاب الفقراء كانوا يأخذون نصيبهم من بيت المال فهذا هو حكم الإسلام الحقيقى . أما الرئيس المخلوع ... مبارك ،، خان الأمانة والعهد والميثاق الذى يحافظ على كرامه وأمن وأمان المصرين ... فعندما اعتلى الحكم نسى ربه ، ونسى أهله .وقام بتخريب بلده .. بالفساد والإفساد ..ودمر إقتصاد بلده بالنهب والسلب ،وغرس الأمراض بأنياب مسرطنة فأصاب الجسد المصرى بكافه الأمراض وأقام جسور المودة والعشق والوله بينه وبين العدو الإسرائيلى ... حتى جعل مصيره وبقاؤه فى الحكم فى يد العدو الإسرائيلى والأم الرءوم أمريكا ... باع الأرض والعرض و الكرامة والشرف ... واختفت الدماء الحمراء من عروقه ... فكان الجندى المصرى الذى يحمى الحدود يقتل برصاص الغدر من العدو الإسرائيلى فكان يقابل هذا الأمر بحس متبلد ... كل هذه الأمور لو وضعت فى ميزان القول الجامع المانع لخليفة المسلمين العادل عمر بن عبد العزيز لنال الرئيس المخلوع مليون صفر... لان صفحته الإنسانية والسياسية سوداء ... سوداء... وللأسباب الآتية ذكرها: 1_ خضع لغواية ووسوسة هامان مصر الأكبر زكريا عزمى ، وفاروق ... حسين سالم ، ولهو القواد صفوت الشريف ... أعطاهم أذنيه وعقله وقلبه وأدار ظهره للشعب .. فأصبح أسير لهم .. وأغرق عليهم بالغنائم والأسلاب من دم الشعب .. وحق الشعب.. 2_ ارتمى فى أحضان.. السيد الأكبر .. الولاياتالمتحدةالأمريكية .. وغرق فى مستنقع التدنى السياسى ..حتى أذنيه .. حتى يقال أنه كان عميلاً فى المخابرات ولعل أصابع الإتهام تشير أنه كان ضالعاً فى مؤامرة قتل السادات حيث أنه عاد من الولاياتالمتحدة فجر 4 أكتوبر أى قبل الاغتيال بيومين .. وأن إسرائيل وأمريكا عقدتا النية التخلص من السادات لأنه شخص سياسى محنك .. حاد الذكاء .. قوى فى اتخاذ القرارات ثم فتح مصر على مصراعيها للتواجد الأمريكى والإسرائيلى فى مصر ، وقد ساهم بصورة تآمرية فى ضرب العراق حيث أن مطارات سيناء المصرية خرجت منها الطائرات الحربية الأمريكية لتدك أرض العراق .. خرجت 32 ألف طلعه جوية وكان يقوم بخدمه هذه الطائرات وإمدادها بالوقود والماء والطعام فريق مصرى برعاية مبارك نفسه وكانت للبوارج الجوية والمدمرات والغواصات الذرية تعبر قناة السويس فى اتجاه الخليج العربى بعد إطفاء الكهرباء عن مدن القناة .. وكان المقابل زيادة المعونة الأمريكية لمصر إلى 2 مليار دولار نصفها معدات حربيه وسلاح وكان مبارك يأخذ عمولته نقداً وعداً..، وأيضا التواجد فى كافه مناحى الحياة المصرية بمستشاريه أمريكان يهود فى كافه الوزارات السيادية ..وكان أبرزهم المستشارين المتواجدين فى وزارة الزراعة فى عهد يوسف والى والتى رسمت السياسية الزراعية بالكنتالوب والفرواله وإلغاء الدورة الزراعية وعدم زيادة الرقعة الزراعية بالقمح أو القطن المصرى طويل التيله لتظل مصر تتسول غذائها من أمريكا بينما الدكتور عبد السلام جمعه (أبو القمح) طرحه ورقه عمل لزيادة زراعه القمح حتى فى الأراضى المستصلحة وفى الصحراء بالمياه الجوفية ولكنهم حاربوه بضراوة بأوامر سيادية من مبارك نفسه ... لتظل مصر راكعة أمام البيت الأبيض تطلب الغذاء ...!! 3_ بيع أرض مصر الغالية للأجانب بأبخس الأثمان .. طالما اللوبى المحيط بالرئيس يحصل على عمولته .. هذا اللوبى القذر أضاع على مصر مليارات الدولارات ..نهبوها لأنفسهم وبرعاية مبارك _الشيطان الأكبر_ 4_ باسم الخصخصة باعوا مصانع الشعب ألعملاقه التى أقامها الزعيم جمال عبد الناصر للأجانب ومستثمرين خليجين لهم علاقات مع اليهود.. وضربوا الصناعة الوطنية فى مقتل مثل صناعه الحديد والصلب ، والغزل والنسيج والأسمنت . كل هذا برعاية الشيطان الأكبر مبارك الذى حرق رداء الوطنية والشرف والكرامة وظل يرقص فوق الرماد.. لأنه متبلد الحس الوطنى وتجرد من الإيمان لصفقات المريبة من أجل المال ..!! 5_ إشترى الذمم والضمائر وخاصة الصحفيين والإعلاميين .. كدابين الزفة .. والطبالين والزمارين بمرتبات خياليه مثل سمير رجب الذى راتبه فى الشهر ثلاثة ملايين غير عمولات الإعلانات ، وكذلك إبراهيم نافع نفس الرقم وأسامة سرايا الصحفى المغمور فى الأهرام أصبح ملكا متوجاً على صفحات الأهرام العريقة بأكثر من ثلاثة ملايين جنيهات وأثبت التحقيقات أن ثروته وصلت إلى مليار جنيه .. كل هذا من أجل دق الطبول وإشعال البخور حباً وهياماً فى النظام الفساد الذى أتى على الحرث والنسل 6_أقام أكبر جهاز قمعى لم يشهده مصر طوال حياتها جهاز أمن الدولة الذى أثار الرعب والفزع فى قلوب المصريين حتى أنه قيل أنهم كانوا يعدون أنفاس المواطنين علاوة على تلفيق التهم .. والاعتقالات المفتوحة على البحرى وصار هذا الجهاز يسرى فى شرايين المصالح الحكومية وأصبحت الترقيات واعتلاء المناصب القيادية بأمر ساده هذا الجهاز .. المقربين منهم .. الموالسين معهم .. المتلصصين والنمامين .. كل هذا الجبروت والقمع والذل والإذلال والتعذيب الهجمى كان يسعد الشيطان الأكبر مبارك مدعياً أن هذه قواعد الأمن والأمان لكرسى السلطان ..!! 7_قام بتدمير صحة الشعب المصرى باستيراد المبيدات المتسرطنة بالأمر المباشر .. ومن إسرائيل بالذات التى تريد القضاء على البنيان البشرى للشعب المصرى لأنه هو التحدى الأكبر والأعظم لهم .. وأصبحت صحة المواطن المصرى مهدده فى ظل نظام سلطوى فاسد .. وكذلك قام بتدمير عقل وفكر الشعب المصرى بتدنى التعليم والثقافة .. فأصبحت مصر العملاقة ثقافياً وفكرياً فى الدول الأسفل من العلم والبحث العلمى .. هذا برعاية الشيطان الأكبر مبارك الذى اشتهر فى أول عهده بحكم مصر بالبقرة الضاحكة .. للغباء.. وقله الفهم وتدنى الثقافة لديه ..!!َ 8_تدهور دور مصر القيادى والريادى فى المنطقة العربية والإفريقية والعالمية .. حتى أن دوله صغيرة مثل قطر بدأت تنافسنا فى رسم سياسية الأمة العربية ..، وكان هذا نتيجة توغل الأمريكان والإسرائيليين فى أحشاء الواقع السياسى المصرى لتبعد مصر عن مصدر قوتها فى الكم الهائل من الساسة والقادة والمفكرين الذين تزخر وتفخر بهم مصر ، والذين أبعدهم الشيطان الأكبر مبارك عن القيام بدورهم فى مد جسور السياسية والثقافة والفكر خارج حدود مصر.. لأنه يخضع لأوامر اللوبى الصهيونى . هذه أوله اتهام مباشر من واقعنا المر الأليم الذى أدمى قلوبنا وحطم عقولنا على مدى ثلاثين عاماً من حكم فرعون مصر الجديد .. وبطانته التى أغرقت من دماء الشعب المصرى الكثير والكثير..!! وقد قال العلى القدير فى محكم آياته : أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ، صدق الله العظيم ، فقد أرسل الله سبحانه وتعالى جنوده من شباب مصر ليقتلعوا من أرض مصر هذه الطاغية الظالم فى يوم 25 يناير المضئ بنور الحرية والعزة والكرامة . ولعل وجود الشيطان الأكبر وبطانته خلف القضبان فى محاكمه شهدها العالم بأسره ولعلها تكون عبره للطغاة المتجبرين على شعبهم هذه هى محاكمه بشريه ، ولكن الله سيسأله عن : _ سكان القبور والعشوائيات بينما هو ينعم ويرفل هو وحاشية فى قصور شاهقة. _ عن الجائع .. المحروم من أبسط أنواع الطعام بينما الطائرات تحمل له الطعام الساخن من مطاعم مكسيم بباريس بما لذ وطاب ومن أشهى المأكولات. _عن الشعب المريض بالفشل الكبدى والكلوى بينما هو وأولاده يعالجون فى أشهر مستشفيات العالم فى أوربا وأمريكا . _عن الشباب العاطل بالملايين الذين يقعون فريسة سهله للإدمان وللإنحراف من الفقر والعوز والحاجة وعدم مقدرته على الزواج بينما أولاده وأولاد حاشية يغترفون الأموال نهبا وسلباً ويهربونها إلى بنوك أوربا وأمريكا . _عن الشهداء الذين سقطوا على الحدود بسلاح الغدر بينما ولديه يمرحون على شواطئ العراة فى شرم الشيخ والساحل الشمالى . _على وقوفه مع العدو الإسرائيلى ومشاركته فى حصار أهالينا فى غزة بينما نواب حزب خراب مصر الوطنى سابقاً يصفقون ويهللون وتدمى أياديهم نفاقا ورياءاً لرئيسهم الجليل فى مواقفه الشجاعة ،، الملف قاتم السواد .. والجسد مثخن بالجراح .. والآلام على حاله مصر المتردية .. والمتدنية سيقف هذا الطاغية أمام قيوم السماء يحاسبه على ما اقترفته يداه فى حق شعب مصر المسالم .