أزمة أنابيب البوتاجاز هي المشكلة الوحيدة التى نتحدث يومياً عن حلول لها لكنها تتفاقم ، ووصل الأمر لتجمع عدد كبير من المواطنين الذين يسكنون بالمعادى بميدان الحرية وهم يحملون علي اكتافهم أنابيب البوتاجاز ، الغريب أنهم لا ينتظرون سيارة الأنابيب .. لكنهم يعتصمون لأنها لا تأتي ! . الأزمة لم تبدأ اليوم .. بل منذ أسبوع تقريباً ذهب أهالى المنطقة لمستودع الأنابيب بسوق المعادى ليستبدلوا أسطوانات الغاز الفارغة بأخرى مملوءة ، لكن كانت المفأجاة عندما أخبرهم صاحب المستودع أنه لاتوجد أنابيب .. فالسيارة لا تأتي ، فى اليوم الثانى عاود السكان الذهاب للمستودع ليقول لهم صاحبه نفس الكلام ، والفارق الوحيد فقط أن عدد الناس زاد عن اليوم السابق ، وظل الحال هكذا حتى أمس والطلب على أسطوانات الغاز فى تزايد ، ولذلك قرر الأهالى ألا يعودوا إلى بيوتهم ويظلوا بالشارع حتى تحل هذه الأزمة. رجب عبد العاطى 40 سنة حارس عقار بالمعادى يقول : لن نترك ميدان الحرية حتى تحل أزمتنا ، فنحن ناس بسطاء لانستطيع أن نقوم بشراء الأنبوبة ب30 جنيهاً من السوق السوداء ، والمشكلة أن الأنابيب تأتى يوميا ولكن العربية يتم تهريب حمولتها وتباع بالسوق السوداء قبل أن تدخل المستودع ، فأين الرقابة ؟! فالفساد أصبح أكبر وأكثر ولايوجد أحد يسأل فينا ، حتى أعضاء مجلس الشعب الذين أنتخبناهم لم يأتوا إلينا ولايردون على هواتفهم.. وفي اثناء حديثنا مع رجب قاطعتنا امرأة عجوز وقالت لنا " هو أنتم يابنى المسئولين بتوع الحكومة " فقلت لها لا .. ولكن يبدو أنها لم تصدقني واكملت حديثها " يا أولاد حرام عليكم انا معنديش غير معاش زوجى المتوفى اللي بيكفينى بالعافية ، مقدرش اشتري أنبوبة ب 40 جنيه وعشان كده اروح للمستودع لإنها هناك ب 6 جنيه ، لكن من أيام بيقولوا مفيش " . وكان من بين المعتصمين محمد العسقلانى صاحب مستودع أسطوانات غاز بالمعادى، فسألناه عن سبب عدم وجود الأنابيب والإتهامات الموجهة ضده بالمتاجرة بها فى السوق السوداء ، فقال : لا أعرف سبب لهذه الأزمة .. فهى لم تبدأ إلا من يوم الأحد الماضى ، قبل ذلك كانت الأمور تسير بشكل طبيعى ، سيارة الأنابيب تأتى كل يوم فى موعدها من مصنع القطامية تعطينا حصتنا والتى تبلغ 200 أسطوانة غاز ، ثم نقوم بإعطاءها للمواطنين بالسعر الرسمى وهو ستة جنيهات ونصف بعد أخذ البون الذى يحصلون عليه من مكتب تموين المعادى والإطلاع على بطاقة الرقم القومى لكل شخص والتأكد من أنه أحد سكان المنطقة، فهذه الأزمة لا تسألوني عنها بل أسالوا الحكومة، وعن إتهامى بالمتاجرة بالسوق السوداء فهذا إفتراء وكذب .. فطوال عمرى أبيع الأنابيب بالسعر الرسمى ولا أقوم بتهريبها ، فحتى يوم السبت الماضى كنت أفعل ذلك وقت أن كان لدينا أنابيب. وعندما سألنا أحمد كمال مسئول الرقابة على التموين بالمعادى عن أزمة أسطوانات الغاز أخلي مسئوليته هو أيضاً ، قال : التموين ليس له دخل فى هذه الأزمة ، فنحن نرسل السيارات كل يوم إلى مصنع الغاز بالقطامية والمسئول عن تغذية جنوبالقاهرة باسطوانات الغاز ، لكن السيارات تقف أمام باب المصنع بسبب توقف خطوط الإنتاج ، هذا ما يقولوه لنا، فوقت أن يعطينا المصنع سنرسل فى الحال إلى المستودع ، وبالفعل نحن أبلغنا المصنع والجهات المسئولة عن تصاعد الأزمة والوضع وغضب الناس بالمعادى ووعدونا بأن هناك سيارة سترسل مساء اليوم حتى تستقر الأمور وتعود لطبيعتها.