أكد المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي أن مصر في حاجة إلى استكمال أهداف ثورتها ، موضحا ان الحديث عن "ثورة جديدة" هو إهدار لدماء الشهداء، وبه إغفال لما أنجزته الثورة عندما توحَّد المصريون ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك وما تبعه من إسقاط رأس النظام. وفي حوار مع جريدة "الحياة" اللندنية شدد حمدين صباحي على ضرورة "قبول نتائج الاختبار الديمقراطي وما تفرزه صناديق الاقتراع". واعتبر صباحي ان الناخبين لم يختاروا التيار الإسلامي بسبب الدين، بل لأنهم الأقرب إليهم في الدوائر، ولا يتوقع صباحي حدوث "تطاحن" بين القوى السياسية خلال وضع الدستور، واصفاً المعركة حول هوية مصر والمادة الثانية من الدستور بأنها "وهمية". وعن شكل رئيس مصر بعد الثورة ودور السيدة الأولى قال :"أقرب نموذج لي هو جمال عبدالناصر أبحث عن تكريس صورة "الرئيس المواطن"، سأرتدي الملابس الأنيقة، لكني سأعبر عن حبي للناس وإيماني بقضاياهم". وأضاف :"أريد أن يحدث اتساق بين "أنا الرئيس" و "أنا المواطن"، لدي صلاحيات وعلي مسئوليات. سأستخدم صلاحياتى لتلبية الحاجات المشروعة للمصريين ويجب أن يكون لدي القدرة على طرح البرامج وتنفيذ سياسات وتحريك جهاز الدولة من أجل تلبية المواطن. سأقلص موازنة الرئاسة، وأنهي عصر إغلاق الشوارع من أجل موكب الرئيس، وأجلس وسط الناس. ومن المؤكد سأركب سيارة مكشوفة في الشوارع. لن أقيم في قصور، ولن يكون لدي سيدة أولى، وسيقتصر دورها على لقب "قرينة الرئيس" وستفعل ما تفعله الآن، ومن دون أية صلاحيات ومن دون تسليط إعلامي عليها. الحال نفسه على أبنائي". وأكد صباحي ان نراه الآن حول الصراع على قطف الثمار أمر طبيعي قائلا :"هذا طبيعي فما حصل في انتخابات البرلمان مثلاً كان في إطار التنافس، لكننا في الوقت نفسه وجدنا الاثنين الماضي اجتماعاً يضم أحزاباً إسلامية وليبرالية ويسارية تتفق على تسمية رمز إخواني رئيساً للبرلمان المقبل، وهو ما يعطينا صورة مغايرة عما سبق، ودليلاً على اختيار القوى السياسية ضرورة الوحدة ويرسخ لدينا اعتقاداً بأن الصورة العامة للبرلمان المقبل سيحصل عليها تعديل جوهري في الانطباع؛ فبدلاً من برلمان يهيمن عليه الحزب الوطني بات لدينا برلمان للشراكة الوطنية". وحول الأخطاء التي وقعت فيها القوى المدنية قال صباحي :"يجب أن تتعلم القوى المدنية أن الانخراط وسط الجماهير ومعايشة مشاكلها هو جزء لا يتجزأ من برنامجها الكلي لإنقاذ الوطن، وأن حاصل جمع "موقف سياسي العقل يقبله" و"خدمة يومية تلبي احتياجات الشارع" هو الذي يضمن أصوات الناخبين، فالفارق الجوهري بين كل من دخلوا الانتخابات هو "الحضور على الأرض"، ومعايشة مشاكل الناس اليومية". وأضاف :"المجلس العسكري وقع في أخطاء عدة في طريقة إدارته المرحلة الانتقالية، وفي مقدم هذا إطالته أمدها، كما أنه لم يحسن الحوار مع كل قوى المجتمع، ناهيك عن أن إدارة المجلس العسكري تسببت في سقوط شهداء، إضافة إلى عشرات الجرحى وامتهان كرامة المصريات، وهي أمور لن يبرأ منها إلا بإقامة العدالة بمحاكمة لكل من تسبب في سقوط شهيد أو جريح. وهي أمور إذا حدثت تعيد المجلس العسكري إلى صدقيته". تابع صباحي :"أنصح طنطاوي أن يقدم قتلة الشهداء إلى المحاكمة، وأن يؤكد ما أعلنه بممارسة فعلية من تكريم الشهداء وأسرهم، وكذلك إنجاز ما تعهد به من تسليم السلطة إلى رئيس مدني منتخب في انتخابات حرة وشفافة يسبقها صوغ واضح لدستور وطني يؤسس لدولة مدنية ديموقراطية تحترم الحريات والمساواة وتجرم التمييز، وعندها سيكون للمشير طنطاوي والمجلس العسكري الاختيار في الاستمرار في مناصبهم أو التقاعد مع تكريمهم في شكل يليق بهم ويعبر عن احترام الشعب المصري ووقوف المجلس العسكري مع الشعب في يوم 11 شباط / فبراير هو تعبير عما يؤمن به المصريون في جيشهم". وحول تعليقه على الحديث عن الخروج الآمن للمجلس العسكري قال :"أفضل تسميته ب "الخروج العادل" وهو ما سيفرز بالتبعية "خروجاً آمنا".