قال الكاتب الأمريكى توماس فريدمان إن سياسة الرجل الواحد التى لطالما اعتمدتها الولاياتالمتحدة فى التعامل مع مصر ولت الآن، وإن المتغيرات الراهنة تفرض على الأمريكيين تحديا صعبا لوضع سياسة قد تبدو معقدة ومتعددة الأطراف. وأكد فريدمان، فى مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم، على ضرورة أن تستند السياسة الامريكية فى تعاطيها مع المتغيرات الجارية الآن فى بلدان الربيع العربى على افتراضية أن الأحزاب الاسلامية التى باتت تشق طريقها نحو السلطة فى تلك البلدان تضم فى نسيجها كغيرها من الأحزاب الآخرى تيارات مختلفة بين معتدلين ووسطيين ومتشددين، معتبرا أن السؤال حول من من تلك التيارات سيتولى زمام الأمور يبقى سؤالا "مفتوحا" . وقال فريدمان:" إنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تقدم الإسلاميين صورة ثابتة وهادئة بل وتتسم بالصبر عن السياسة التى تنتوى اعتمادها فى تعاطيها معهم ، وانه على سبيل المثال تؤمن الولاياتالمتحدة بالانتخابات النزيهة الحرة وحقوق الإنسان والمرأة والأقليات والسوق الحرة وحكم مدنى للجيش والتسامح الدينى ومعاهدة السلام المصرية -الاسرائيلية ، وسنقوم بمساندة من سيحترم تلك المبادىء." وأضاف قائلا: "ان مصر ليس مقدرا لها أن تكون إيران، كما ان جماعة الاخوان المسلمين لن تكون نسخة إسلامية من المسيحيين الديمقراطيين، فهناك عملية حراك سياسي تجرى الآن فى المجتمع المصرى، مشيرا الى ان السبيل الأفضل لكى يكون للأمريكيين تأثير فيما يحدث يأتى عن طريق العمل على وضع مبادىء وأسس للطريقة التى سيتعاطون بها مع الاسلاميين والمؤسسة العسكرية فى مصر" . من ناحية أخرى، يرى الكاتب الأمريكي أن الجيش المصرى يسعى إلى صياغة دور له فى مصر الجديدة بين رغبة فى حماية المصالح الاقتصادية وبين الحفاظ على هيبته وصورته كمحامى للنعرة القومية العلمانية فى مصر، لافتا الى ضرورة أن تحرص واشنطن على أن تلعب المؤسسة العسكرية فى مصر دورا "بناءً" على غرار الدور الذى لعبته المؤسسة العسكرية فى تركيا.