أكد الكاتب الأمريكي توماس فريد مان أن الفترة الانتقالية لم تكن سهلة علي الشعوب العربية وتحديدا الشعب المصري, وقال إن ثورة ميدان التحرير في بدايتها شابها بعض الشك وعدم التأكد ولكن الآن تسير في الطريق الصحيح من خلال الانتخابات البرلمانية . وعن النظرة المستقبلية للأحداث ، قال توماس خلال استضافته أمس علي قناة السي بي سي " يمكن لأي شخص أن يكون متفائلاً إذا نظر للوضع ككل وليس من جانب واحد فقط, كل القوي السياسية الآن تشعر بالتمكين فالشباب يشعرون بالتمكين لأنهم قاموا بالثورة والمجلس العسكري لأنه يدير الأمور والقوي السياسية لأنها تشارك بحرية وتستطيع أن تعبر عن آرائها بحرية تامة دون تقويض " . وأضاف أن كل القوي السياسية لديها قوة الآن ولكن هل ستتمكن هذه القوي المختلفة من الاتحاد هذا هو السؤال الأهم ؟ وأوضح أن أمريكا سمعت عن الإسلاميين لكنهم لم يتعاملوا معهم وبالتالي سيكون هناك تعامل مع الإسلاميين الآن ومن الطبيعي أن يتبادل الطرفان الزيارات والحوارات وأضاف أن الأخوان المسلمين والإدارة الأمريكية كلاهما طرفان غريبان بالنسبة لبعضهم البعض ومن الطبيعي أن يتفقا في أشياء ويختلفا في أشياء أخري وأكد أن مصر تواجه منافسة شرسة من دول كالصين واليابان خاصة وأن العالم لا ينتظر أحدا, وعن الأحداث التي تحدث في مصر قال: كل ما يحدث في مصر الآن هو نتاج عدم الاستقرار الذي يتبع كل ثورة تقوم في أي دولة بالعالم وعن مبارك قال توماس فريدمان " لقد حضرت عدة مقابلات مع الرئيس مبارك ونهايته التي وصل إليها نهاية حزينة ، والحكم علي مبارك أمر يرجع للشعب المصري وحده دون أي تدخل أمريكي, ومبارك ليس قاتلاً محترفاً مثل بشار الأسد أو صدام حسين ولكن له أخطاء فادحة وكان يجب أن يتخلى عن السلطة في الوقت المناسب " . وأضاف : رأيت في كل شاب من شباب التحرير فرصه أن يصبح في مكانه باراك أوباما وشهرته ، والإدارة الأمريكية مثلها مثل باقي العالم فوجئت بما حدث في مصر ولا أعلم إن كان موقفها من الثورة المصرية بطيئاً في التعامل مع الموقف أم كان مقصوداً من الثورة ، والعالم كله الآن يؤمن أن الشعب المصري استحق هذه الثورة واستحق أيضا فرصة للتغير والديمقراطية, ولا يمكن لي التنبؤ بالمسار المستقبلي لمصر إذا كان سيصبح كإيران أو تركيا أو أفغانستان " ولكنني أعتقد أن مصر الآن تحتاج إلي شخص يشبه نيلسون مانديلا ليجمع كل القوي السياسية في أرض مشتركة ويتمكن من النهوض بمصر وأعتقد أن هناك العديد من نيلسون مانديلا مصري بين الشباب المصريين " .. رفعت سيد أحمد : الأولوية لملف النيل بدلا من ملف الجلباب واللحية ! أكد المحلل السياسي رفعت سيد أحمد أن ما يقع من أحداث نعيشها هو إنتاج للنظام السابق, ونحن لا نستطيع الفصل بين الشأن الداخلي والخارجي المصري وعلاقة النظام السابق بأمريكا , ولذلك فرض صندوق النقد الدولي شروط علي مصر مقابل الحصول علي قروض . وأضاف " أعتقد ان الفترة التي نعيشها هي فترة مواقف نبني عليها سياسات مصر الجديدة وإذا استمر القرار السياسي بهذا الحال فنحن بصدد إنتاج جديد للنظام السابق " وعن مجلس الشعب القادم أكد أن لدية القدرة علي اتخاذ قرارات بعد حصول تيار واحد فقط علي 70 % تقريبا من دعم الشعب مؤكدا أن البرلمان القادم هو برلمان ما بعد الثورة وليس برلمان الثورة وعن توقعاته لأداء مجلس الشعب قال سيكون مضطربا بشكل إجمالي بسبب اختلاف الآراء والأفكار ولكنه لن يصل إلي مرحلة الصراع وهناك احتمالات لحل البرلمان القادم خاصا في ظل الاختلافات المتباينة بين القوي المشاركة فيه . وعن الأوضاع العربية علق الدكتور رفعت سيد أحمد أن الصورة في سوريا ليست كما يقدمها الإعلام فهناك لعبة سياسية كبري تقع في سوريا صورتنا عن الأحداث عن سوريا بها جزء صغير من الحقيقة والباقي لا يعكس الواقع إطلاقا وأن تقرير المراقبين العرب عن الوضع في سوريا لن يجامل أحد وسيعطينا فكرة عن الحقيقة التي تحدث في سوريا لأن الصراع في سوريا الهدف منه هو تمزيق سوريا وتقسيمها وليس الإصلاح السياسي, ومن يحب سوريا يدعو للإصلاح هناك لأن سوريا من أضعف الأجزاء في الوطن العربي ومشروع التقسيم سيبدأ من هناك لصالح إسرائيل والتدخل الأجنبي في أي دولة عربية لا يهدف للإصلاح وإنما يهدف لتحقيق مصالح دولية أما روسيا تتعامل مع قضية الدفاع عن دمشق كقضية الدفاع عن موسكو, ولكن بشكل عام يجب أن تدرك الأنظمة العربية أن أمريكا عدو وإسرائيل عدو ولكن هذا لا يعني قيام الحرب ضدهما وإنما يعني الحذر في التعامل معهم ، ويجب ان يتم تعديل اتفاقية كامب ديفيد وهذا لا يعني الدخول مع إسرائيل في حرب ولكن يعني عودة الأسري المصريين وتعديل أسعار الغاز وأضاف اعتقد أن المقاومة الفلسطينية وقيادات حماس سيتمسكون بخيار المقاومة المسلحة ضد إسرائيل فالصراع مع إسرائيل بالفعل هو صراع وجود وليس صراع حدود كما قال عبد الناصر وأختتم حواره قائلا ملف النيل يجب أن يكون أولوية لدي كل مصري بدلاً من قضية الجلباب واللحية ! . المؤرخ محمد الجوادي: الأخوان قدموا السبت ...وأخذوا البرلمان أكد المؤرخ والكاتب محمد الجوادي أن نظام القوائم خدم حزب النور وأدي إلي نجاحه ولكن أثر علي نسب حزب الحرية والعدالة ، وقال إن الانتخابات البرلمانية كلها كان لها علاقة بالدين حتى فيما يتعلق بالموقف من الكتلة المصرية كانت علي أساس ديني ونجاح حزب النور كان أساسه دينياً أيضا . وأكد الدكتور محمد الجوادي أن دول الخليج من أكثر الدول التي استفادت من مصر بعد حرب أكتوبر وفي رؤيته لدفتر أحوال الانتخابات أكد أن مجلس الشعب كان انعكاساً للتعرف علي مصر ، فلا توجد لجان لمراقبة تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات أو لجان للتعرف علي مستقبل مصر. وأكد الدكتور الجوادي أن الأخوان قد قدموا العديد من الخدمات التي أهلتهم للفوز في أو اختبار حقيقي لقوتهم أمام الشعب أي أنهم قدموا السبت فوجدوا الأرض ممهده لاقتناص أول فرصه حقيقية لهم ويذكر من التجارب الناجحة للإخوان المستشفيات في نقابة الأطباء والمدارس ولكن هل سيكون هذا أساس الدولة ؟! .