فنان بدرجة ملاكم، سدد لكمات قوية بأعمال حققت نجاحا ساحقا، أخفى عضلاته من أجل إثبات نفسه كممثل أولا، ثم عاد ليمارس هواياته العنيفة ليعيد تعريف نفسه وإظهار شغفه لجمهوره الذي يزداد يوما بعد يوم بسرعة الصاروخ، هو صاحب الموهبة الطاغية والبنيان القوي النجم الشاب أحمد العوضي الذي كان لنا معه الحوار التالي.. عرفناك ممثلا ثم نجما، ومؤخرا ظهرت كرياضي محترف.. فما قصة احترافك للرياضة؟ ممارستي للرياضة ليس لها أي علاقة بحلم دخولي للوسط الفني، حيث إنني أمارس رياضة البوكس منذ كان عمري 14 سنة، وممارسة فنون القتال يسري في دمي منذ طفولتي، فأنا أمارس حتى الآن خمسة ألعاب عنيفة منها البوكس والكيك بوكس والأيكيدو وهي فنون تكسير العظام كما أمارس فنون القتال العسكرية وفنون العمليات الخاصة وهي لعبة المواجهة بالأسلحة النارية والبيضاء، فأتمرن مرتين يوميا لمدة أربعة أيام من كل أسبوع. هل مارست أى من هذه الألعاب على مستوى احترافي حقيقي؟ كنت أمارس الملاكمة على مستوى احترافي، وبالفعل لعبت مباريات، ولكني بعد فترة توقفت عن ممارسة اللعبة باحتراف وقررت ممارستها كهاو،لأنها لعبة مؤذية من جانب، كما أن حالها مثل حال معظم الألعاب الفردية في مصر وهي أن لاعبها لا يستطيع تكوين مستقبله من ممارسة اللعبة. ما أكبر ضرروقع عليك بسبب ممارسة كل هذه الرياضيات العنيفة؟ بالطبع خرجت بإصابات كبيرة خلال فترة اللعب وكان من بين الإصابات أنني خرجت من مباراة عيني متورمة تماما ولم أكن استطع الرؤية لمدة ستة أيام، ولكن الوضع في ممارسة التدريبات مختلف تماما، حيث إن الطرفين ينتفي لديهما حافز التنافس. ولكن لماذا لم يظهر هذا الجانب من شخصيتك سوى مؤخرا؟ في البداية تعمدت أن أخفي هذا الجانب من شخصيتي لأنني كنت أريد أن أثبت نفسي كممثل في البداية،لأن الجمهور المصري المتابع للسينما لديه ربط بين مستوى معين من التمثيل الذي يقدمه لاعب الفنون القتالية، ولذلك أردت أن أكون الممثل الذي يمارس الفنون القتالية وليس الملاكم الذي يقدم دور في السينما أو الدراما، والفكرة لم تكن جديدة ففعلها الكثيرون على مستوى العالم قبلي، مثلاً "بويكا" لاعب تايكوندو ومقاتل شوارع خطير، لكنه لا يلعب مباريات، و"سلفيستر ستالون" ملاكم عملاق وقدم سلسلة روكي ولكنه أيضا لا يلعب مباريات، ويستخدمون فنون القتال أمام الكاميرا فقط. وما هي أغرب ردود الأفعال التي تلقيتها بعد نشر مقاطع فيديو التمرينات على وسائل التواصل الاجتماعي؟ أكثر ما تعجبت له أنني وجدت لاعبين عالميين يتابعون حساباتي، ومن بينهم بلاك كوبرا وهو بطل عالم ثلاث مرات وزن ثقيل، وتلقيت دعوات لحضور تمرينات لدى بعض المحترفين، وهو الشىء الذي أسعدني بأن تلك الفيديوهات لفتت أنظار محترفين حول العالم. إذن، أحكى لنا قصة دخولك إلى الوسط الفني؟ لم يكن لدي أي علاقة بالوسط، فأنا خريج كلية التجارة جامعة حلوان عام 2008، ولكني كنت أحب التمثيل وأحلم بأن أكون ممثلا، وعملت فترة كعارض أزياء، وفي إحدى المرات عام 2009 وجدت صديقاً لي يقول: إن الفنان نور الشريف يقابل وجوهاً جديدة في شركة بالمهندسين، فذهبت ولكني وجدت طابور الشباب يصل لنهاية الشارع، فقررت المغادرة وعدم الانتظار. وماذا حدث بعد ذلك؟ خلال مغادرتي وجدت الريجيسير يسألني : تطلع؟ فقلت له : نعم، فأفسح لي طريق المرور وصعدت، ولكني وجدت المدير المالي للشركة يقول للمتقدمين أن الأستاذ أنهى المقابلات، ولكنه حينما شاهدني قال لي:أدخل، وقابلت الاستاذ نور الذي سألني إن كان سبق لي التمثيل فقلت له لا، فقال لي طيب وأنت جاي ليه؟ فقلت له إنني أحب التمثيل وأحبك "فجيت علشان أشوفك مش علشان حاجة تاني". هل انتهى اللقاء على ذلك؟ نعم، ولكن بعدها بيومين وجدت الشركة تطلبني وطلب مني الأستاذ أن أقرأ مشهداً أمامه، وبعدها بأيام اتصلوا بي وقالوا : إنني رشحت للدور، وكنت في البداية أتخيل أن الدور على حد أقصى سيكون 7 مشاهد، ولكني اكتشفت أنه أكبر دور في المسلسل بعد دور الأستاذ نور الشريف، وكان دور طارق في مسلسل "ماتخافوش" ، وبعدها مباشرة قدمت معه أيضا دور في مسلسل الدالي. وكيف كان تقييم الأستاذ نور الشريف لك خلال تلك التجارب؟ وقتها كان عمري 20 سنة والأستاذ نورقال لي : انت مشروع نجم كبير، ولكن بعد ذلك جاءت لي أدوار ليست بنفس المستوى ، فأصابتني حالة من الإحباط، فذهبت للأستاذ وذكرته بما قاله لي وشرحت له الحالة التي أنا فيها، فوجدت سكت ثم قال لي يا أحمد كل واحد ليه وقته وأنت وقتك جاي فأعمل للوقت ده، ففكرت في هذه الجملة واكتشفت أن سني أصغر بكثير من طبيعة الأدوار التي أحلم بها. ماذا فعلت خلال تلك الفترة من التوقف عن التمثيل؟ قررت أن أذهب للتمرين مرة أخري، وظللت خمس سنوات بين التمرين ومذاكرة التمثيل من خلال مشاهدة الأعمال المختلفة بعين طالب العلم، فلم أكن أترك عملاً يمكنني مشاهدته إلا وقد شاهدته، وظل الوضع هكذا حتى تعرفت على محمد أمين راضي وقلت له أنني أريد العمل معه، ورحب بالفكرة ورشحني للمخرج خالد مرعي والذي اختارني لدور بمسلسل ”السبع وصايا” وبعدها رشحني راضي ومرعي لطارق الجنايني لدور في مسلسل ”العهد” فرشحني الجنايني لأحمد خالد موسى الذي شاركت معه في ”الميزان” وهروب اضطراري” و“الحصان الأسود” ثم ضيف شرف في ”أبو عمر المصري” ومن جانب آخر قدمت " حكايات بنات " ، وفي رمضان الماضي شاركت في مسلسل ”مليكة” ومؤخرا قدمت حكاية ”نظرة فابتسامة” في نصيبي وقسمتك الجزء الثاني. ولكن خمس سنوات مدة طويلة جدا، كيف تعاملت مع هذه المرحلة نفسيا؟ الحقيقة والدي وأخي وأصدقائي كانوا يؤمنون بأنني سوف أصل لتحقيق حلمي في يوم من الأيام، ولكن بعض ممن حولي كانوا يسخرون من طموحاتي الكبيرة حيث أنني كثيرا ما كنت أردد بأن أول فيلم لي في السينما سيكون مع أحمد السقا، ويشاء الله أن حلمي يتحقق بأن يكون أول فيلم لي مع السقا ”هروب اضطراري” وفي نفس العام كان لي معه مسلسل الحصان الأسود، فالسقا بالنسبة لي هو القدوة والنموذج ويكفي أنه أعاد صياغة الأكشن في السينما المصرية، أتذكر أنني بدأت تمرينات البوكس بعد أن شاهدت فيلم تيتو. هل لديك تفسير عن ترشيحك لدور الضابط أكثر من مرة في أعمال مختلفة؟ قد يكون بنياني الجسدي سبب لاختياري كضابط شرطة في عدة أدوار بأكثر من مسلسل، لدرجة أنني تم تكريمي من دفعة2001 و2005 و2016 بكلية الشرطة عن تلك الأدوار، ولكني أرى أن هذا البنيان يدفعني نحو أدوار الأكشن أكثر من فكرة دور الضابط، بدليل أنني في رمضان الماضي قدمت دور ضابط العمليات الخاصة في " مليكة " وفي نفس الموسم قدمت دور الإرهابي في أبو عمر المصري، والحمد لله قدمت أدواراً ليس لها علاقة بالعنف مثل دور مازن في حكايات بنات وحقق نجاحاً كبيراً. يعتبر دور "زياد" في نصيبي وقسمتك علامة فارقة أيضا في صناعة نجوميتك، هل ترى ذلك؟ هذا صحيح، والحقيقة أنني كدت أرفض دورزياد في نصيبي وقسمتك، فحينما عرض عمرو محمود ياسين السيناريوعلي كنت أتصور في البداية أنه تم ترشيحي لدور كريم الخائن، ولكنني حينما اكتشفت أنني مرشح لدور زياد وهو الزوج الذي يتعرض للخيانة أصبت بصدمة، وقلت لياسين أن الناس صعب تصدقني في الدور ده، ولكنه قال لي إن هذه ستكون مفاجأة المسلسل، وأنني لو نجحت في تقديم الدور سوف يفتح لي أبواب أدوار جديدة أكثر اختلافا. كيف تلقيت ردود الأفعال بعد عرض الحكاية؟ بالفعل كانت وجهة نظر ياسين صائبة حيث أنني لم أتخيل ربع النجاح الذي حققه الدور بالنسبة لي، فبسببه أصبح أسمي على قائمة الترند بكل وسائل التواصل الاجتماعي تقريبا خصوصا بعد مشهد الحلقة الأخيرة، وأصبح الجمهور يلاحظ ذلك أنه يجد اسمي وصورتي على التايم لاين بالكامل، لدرجة أنني داعبتهم بكتابة بوست بأنني اشتريت الفيسبوك من مارك مؤسس الفيس بوك. وماذا عن مشاريعك المقبلة؟ لدي مشروع فيلم أكشن من بطولتي مع المخرج طارق العريان ولكنه مؤجل، ولدي مشروع فيلم أكشن آخر أعد بأنه سوف يكون مختلف عن أي فيلم تم تقديمه في مصر، ومصمم الأكشن فيه هو نفس مصمم أكشن فيلم ”فاست أند فيريوس"، بخلاف مشاركتي في الجزء الثالث من مسلسل "كلبش" مع أمير كرارة، ومسلسل "الملكة" مع ياسمين عبد العزيز.