مما لاشك فيه أن السوشيال ميديا أصبحت قوة لايستهان بها لما لها من تأثير كبير على الرأى العام وقدرة على تحريك مجريات الأمور وهذا ما حدث مؤخرا مع تجار السيارات بعد النجاح والإستجابة الكبيرة لحملة " خليها تصدى " التى أطلقها رواد مواقع التواصل الإجتماعى لمواجهة جشع تجار السيارات حسب وصفهم وذلك بسبب عدم تخفيض سعر السيارات رغم تطبيق إتفاقية "زيرو جمارك " على السيارات الأوربية وهو ما إعتبره مؤسسى الحملة إستغلال من التجار . وقد إنطلقت الحملة من بداية شهر يناير بعد تطبيق إتفاقية زيرو جمارك ورغم ذلك أعلن التجار أن الأسعار لن تنخفض وستبقى كما هى وضمت فى البداية ما يقرب من 190 ألف عضو حتى وصلت بعد أيام قليلة الى 300 ألف عضو و1562 منشورا جديدا تخرج كل يوم لتشجيع مقاطعة شراء السيارات وتطالب الحملة بالإتفاق على مجموعة ضوابط تحفظ حقوق المستهلك والبائع وذلك بوضع متوسطات ربح معقولة ومقبولة من الطرفين كما طالبت ممثلى شركات السيارات والوكلاء بالتوقف عن التصريحات المضللة التى يصرحوا بها عبر وسائل الإعلام المختلفة بأن إتفاقية زيرو جمارك ليس لها تأثير على السعر لأن الشركات المصنعة فى الخارج رفعت الأسعار من الأساس وهذا طبعا غير حقيقى ولكنهم يصرحوا به حتى يستمروا فى رفع الأسعار . كما طالبت حملة " خليها تصدى " بإلتزام الوكلاء والشركات الكبيرة بالقواعد المنصوص عليها بدلا من اللصوصية التى يمارسونها على المستهلك على حسب وصف مؤسسى الحملة بالإضافة الى ضرورة الإلتزام بالشفافية التامة فى عروض البيع والصيانة . وطالب أعضاء " خليها تصدى " الأعضاء بتحفيز أصدقاءهم ودعوتهم للمشاركة بها وقد إستجاب بالفعل عدد كبير جدا من الشباب ووجهوا دعوات من خلال صفحاتهم على الفيس بوك بمقاطعة شراء السيارات حتى تنخفض أسعارها بعد إلغاء الجمارك عليها كما شاركوا بعضهم بتدوينات لزيادة الحماس بينهم مما أدى الى نجاح الحملة التى لم تقتصر على مصر فقط وإنما وصلت الى الجزائر أيضا . وقد نجحت الحملة بالفعل فى تحقيق جزء من مطالبها بعدما أكد التجار من خلال المداخلات التى يجرونها فى بعض برامج التوك شو أن حركة البيع كانت تعانى بالفعل من ركود طوال الأربعة شهور الماضية ولكن بعد إلغاء الجمارك وظهور حملة "خليها تصدى " أصيبت بالشلل التام . كما أضاف تجار السيارات سواء الزيرو أو المستعملة أنهم تعرضوا لخسائر فادحة بعدما إشتروا السيارات بالأسعار القديمة ويعرضوها للمستهلك بسعر أقل ورغم ذلك لا أحد يشترى مما أدى الى تخزين موديلات السنة الماضية وتهديد بعض الشركات المصنعة بسحب التوكيلات منهم .