سريعا وبعد كبوة مؤقتة عاد نجمنا محمد صلاح ليستعيد بريقه ومستواه وخطورته التهديفية ليؤكد معدن الشخصية المصرية عندما تواجه التحديات و تتحلى بالأنضباط والألتزام .. عودة صلاح كانت متوقعة وتؤكد أن أيقونه الكرة المصرية ونجم نجوم الدوري الأنجليزي في الوقت الراهن يسير على الطريق الصحيح .. لأن صلاح نجم فوق العادة كان طبيعيا أن ينتاب كل محبيه شيئ من الخوف عندما تراجع مردوده التهديفي فقط – وليس عطائه - في وقت سابق . كنت شخصيا واثقا أنها مجرد كبوة عارضة تصيب معظم نجوم العالم بعد مرحلة من التوهج الفني وأنها كبوة حصان عربي أصيل سيتجاوزها سريعا , لأن تراجع مستوى الأداء و العطاء الفني في الأسابيع الأولي من مسابقة الدوري الأنجليزي أري أن سببها ذهنيا ونفسيا و ليس فنيا . وتدريجيا طالما تواجدت ثقة المدرب و الجماهير مع شيئ من التركيز و الهدوء و بعد التخلص من الضغوط فمن السهولة بمكان أن يعود محمد صلاح لاكتشاف ذاته وسط ظروف جديدة تفرضها عليه ميراث الخبرة التي اكتسبها خلال فترة قصيرة وارتقى منها الى مكانة مميزة فنيا و جماهيريا .. هكذا سيبقى محمد صلاح من وجهة نظري ظاهرة وسيظل حديث الناس داخل وخارج مصر عطفاَ علي مايقدمه وسيقدمه من اِبداعات ولايزال ينتظرمحبوه منه المزيد , و لن يتوقف المحللون عن تحليل أسباب تالقه او حتى عندما يتراجع عطائه , و يؤكد مجهر التحليل ان الجانب البدني تحسن بشكل جيد في مبارياته الأخيرة وهوما تؤكده الارقام , فالسرعة أصبحت أعلى وزاد طلبه للكرة عن المعتاد وأصبح مشتعلا كما كان في السابق وزاد ت سرعته مع معدلات الجري وأرتفع معها عدد لمساته للكرة ويبدو أن محمد صلاح قد تخلص نفسيا و ذهنياَ الى حد كبير من أثار الاصابة التي تعرض لها من مدافع ريال مدريد سيرجو راموس في نهائي دوري ابطال اوروبا قبل عدة شهور. كما تجاوز أيضا توابع المشاركة السيئة مع منتخب مصر في بطولة كأس العالم التي كانت احد اسباب التراجع وهو امر كان متوقعا و طبيعيا بدليل ان معظم اللاعبين الذين شاركوا في كأس العالم يعانون ايضا من فترة تراجع امثال مودريتش و رونالدو و ميسى ونيمار , والكل لايزال يكافح لاستعادة المستوى ومنهم محمد صلاح الذى تجاوز هذه الجوانب سريعا وفي وقت قياسي رغم الضغوط الرهيبة التي كان يتعرض لها جماهيريا و اعلاميا في الداخل و الخارج . ومن وجهة نظري أري أن عودة نجمنا محمد صلاح ستكشف أنانية النجم السنغالي ساديو ماني في ليفربول والتي بدت واضحة بشكل مفرط في بعض الاحيان هذا الموسم و هو ما حذر منه البعض في بريطانيا حيث لم يعد ماني يمرر كما كان في السابق ويفضل دائماَ الحلول الفردية رغم تواجد صلاح في أحيان كثيرة في مناطق افضل ولذلك فانني أرى أن ماني قد اصابته الغيرة اللعينه في مواجهة نجومية صلاح الذي خطفت منه الأضواء منذ أن وطات اقدام نجم مصر ملعب انفيلد بدليل تتويج نجم العرب بالعديد من الجوائزعلى حساب ماني ومنذ أن حصد لقب أحسن لاعب في البريميرليج ومروراَ بحصوله على جائزة أفضل لاعب في اِفريقيا وغيرها. وأمام كل هذا الأسباب الذاتية والموضوعية كان طبيعياَ ان يتراجع مستوى صلاح , ولهذا السبب غابت عن وجهه الابتسامه المعتادة في وقت سابق , في مواجهة الضغوط الملقاة على كاهله , ولهذا لم يكن نجمنا راضيا عن نفسه , لانه لايزال يخشي أن يصفة بعض المتصيدين اِنه لاعب الموسم الواحد , و بكل واقعية وشفافية , عندما نقارن بين مايقدمه صلاح من عطاء حتي الآن بالمقارنة بما قدمه في نفس الفترة من الموسم الماضي , لن نجد مبرراَ للخوف او القلق لان معدلات تسجيله للاهداف - قلت او كثرت - ليست مقياسا , لان هناك مهام وأدوار اخري أهم بكثير من الاداء الفردي , وأن تراجع المستوى خلال فترة محددة سيظل حافزاَ للاِستمرار بنفس القوى لأن الموسم لايزال طويلاَ والتراجع قد يتكرر ولكن لابد أن يعقبه اِرتفاع في منحنى المستوى مع الصبر و الاستمرار وعدم اليأس , رغم كل ذلك , علي اِدارة نادي ليفربول أن تستعين بأخصائي في التأهيل النفسي اِن لزم الامر لمساعدة نجمنا صلاح لكي يتجاوز كل المراحل العصيبة التي ستصادفه في القادم من المواسم لأن للنجومية مواصفات ومتطلبات و شخصية , وبكل صراحة لامانع أن يكون صلاح أنانيا في بعض المواقف داخل الملعب , لأن الأنانية احياناَ تكون مطلوبه لتحقق أهداف الفريق وهي وسيلة لاِرضاء الجماهير والنادي والمدرب والاِعلام , وعلي صلاح أن يسعى دائماَ لاِثبات ذاته من جديد بكل ثقة في النفس وقوة وثبات وأختم برساله خاصة الي نجمنا المفضل " لا تيأس إذا رجعت خطوة للوراء..فلا تنسى أن السهم يحتاج أن ترجعه للوراء لينطلق بقوة إلى الأمام , أنت مطالب بالاستمتاع باللعب اولاَ ..عليك أن تتخلص من الضغوط كلما وجدت..لا يجب أن تقارن نفسك باحد .. أنت مازلت الأفضل في إنجلترا, الألم يساعدنا احيانا في رؤية ما هو جيد وما هو سيئ ، والمعاناة هي الدافع للتغيير نحو الأفضل ".