بعيدا عن أي جوانب سيئة لمشاركة المنتخبات العربية في نهائيات كأس العالم بروسيا , إلا أنه بالتأكيد توجد مكاسب لا تعد من هذا التواجد الفريد داخل اكبر معترك كروي في العالم , فبالإضافة إلى أنها المرة الأولي التي تتواجد فيها 4 منتخبات عربية , فبلا شك الصورة العامة لها كانت طيبة والعروض جيدة , ولولا عدم التوفيق لتأهل أكثر من منتخب للدور الثاني , ولكن عقدة الدقائق الأخيرة لاحقتهم جميعا تقريبا وأدت إلي توديعهم البطولة مبكرا علي عكس ما تمناه وتوقعه الكثيرون. ولا أريد الخوض كثيرا في حالة الحزن التي عمت الشارع المصري والعربي بعد هذه النتائج السيئة , ولكن لابد من النظر للجانب المشرق لهذه المشاركة الفريدة ، وبمعني آخر رؤية نصف الكوب الممتلئ وليس الفارغ , فمن المؤكد أن التواجد العربي في هذا الكرنفال الكروي جعلنا ملء السمع والبصر في وسائل الإعلام العالمية, ووضع لاعبينا تحت منظار أندية العالم الكبيرة لتتزايد فرصهم في الاحتراف ضمن أفضل الفرق دون انتظار لتدخل السماسرة أو غيرهم , لأن المهارات والمواهب كانت معروضة أمام الجميع والحكم عليها تم في لحظتها. واعتقد أن الترويج السياحي للدول العربية وعلي رأسها مصر يعد مكسبا آخر , لان هذا المحفل العالمي يمثل ملتقي رائعاً ونادراً لمثل هذا الأمر الذي يتكلف عادة مبالغ طائلة , ولكن مثل هذه الفرصة ساعدتنا كثيرا في تقصير المسافات واللعب علي أوتار الساحرة المستديرة ، وبعيدا عن كل هذه المكاسب فأنا أتمني أن يأتي الظهور الختامي للمنتخبات العربية في الجولة الأخيرة بصورة تليق بتاريخنا العريق , ولاسيما في لقاء مصر والسعودية الذي يعد قمة في كل شيء ليس فقط من الناحية الكروية , ولكن أيضا التاريخية لان كل منهما يبحث عن الانتصار الأول له في هذا المونديال ويسعي لمصالحة جماهيره بعد صدمة الخروج المبكر , وهو ما يجعلنا ننتظر مواجهة راقية ومثيرة من كل الجوانب يظل الجميع يتحدثون عنها حتي موعد المونديال القادم إن شاء الله. خالد فؤاد