اخطاء فنية و اخري ادارية تسببت في اخفاق منتخبنا في مونديال روسيا الاعداد الضعيف وعدم وفرة البدلاء وعدم شجاعة كوبر وغياب العقلية الاحترافية لبعض اللاعبين
السؤال الذى يطرح نفسة الان ويشغل جميع المصريين الا وهو لماذا لم يحقق منتخبنا طموحات الجماهير المصرية المتعطشة للمستوى الفني لعبا و نتيجة ؟ وهل كان بامكاننا تحقيق مردود افضل لعبا ونتيجة ؟ لن نحتاج الي جهد كبير في التفكير للبحث عن الاجابة , لان كل خبراء الشعب المصري يعرفون تلك الاسباب التي قتلت بحثا , ولسان حال المصريين في كل مكان و في كل مواقع التواصل الاجتماعي وعلى شاشات الفضائيات وعلى المقاهي و داخل البيوت الكل سيجمع على ان هناك أخطاء فنية وقعت وهناك هفوات ادارية غير مقصودة حدثت اما نتيجة عدم دراسة جيدة للموقف او عدم خبرة وعدم استشارة المتخصصين و أعني تحديدا مسألة اختيار مدينة جروزني عاصمة الشيشان لتكون مقرا لاقامة المنتخب وهي التي تبعد لمسافة طيران تتساوي مع مسافة الطيران بين القاهرة و مدينة نيويورك وبالتاكيد كان لذلك تاثيربدني سلبي على اللاعبين ,
والاكيد ان منتخب مصر يحتاج الى وقفة جادة ويحتاج - من وجهة نظري - بدون شك الى اعادة هيكلة سواء على المستوى الفردي للاعبين في عدد ليس بالقليل من المراكز ولعل ابرزها مركزلاعب الوسط " المايسترو " او العقل المفكر , ويحتاج الى اللاعب القائد لان محمد صلاح وحده لايكفي ويحتاج ايضا الى اكثر من بديل في مركز راس الحربة الهداف لكي يتوافر لدي منتخبنا العديد من الخيارات الفنية في القادم من الاستحقاقات المهمة ولعل ابرزها مشوار كاس الامم الافريقية القادمة والاعداد لها من الان , وتجديد المنتخب بعناصر اكثر شبابا تحضيرا لمشوار التاهل الى نهائيات كاس العالم 2022 , لان قوام منتخب مصر في المونديال القادم بعد روسيا و الذي تحقق بعد غياب طويل يتطلب ان يكون ظهور مصر اكثر احترافية واكثر اقناعا , وان يعتمد القوام الجديد للمنتخب على اللاعبين الموهبين و المميزين من تشكيلة المنتخب الاوليمبي " تحت 23 سنة " و منتخب الشباب "تحت 19 سنة " , اذا ما اراد المسؤولين عن الكرة المصرية في السنوات الأربعة القادمة البناء السليم و التخطيط العلمي وتجهيز منتخب قوي ذي شخصية فنية مميزة يستطيع ان يقارع الكبار , وهذا يجعلنا نتساءل عن مواصفات الجهازالفني الجديد لمنتخب مصروالذي يستطيع ان يلبي هذه الطموحات ويحقق هذه الاهداف على المدى البعيد ؟ أري ان الكثيرين من المتابعيين المحللين و النقاد الذين يتابعون الشأن الكروي المصري بكل تفاصيلة و بكل كواليسه و خباياه على صعيد المنتخب الوطني الاول بالتحديد , يتفقون ان المدير الفني الاجنبي اذا كان بنفس فكر وفلسفة الارجنتيني كوبر لن يلبي طموحات الجماهير المصرية بعيداعما حققه من ارقام ونجاحه في قيادة منتخب مصر الى نهائيات كاس العالم بعد غياب دام 28 عاما وهو بالفعل انجاز معتبر , ولكن لايجب أن نقف عند حدود هذا السقف بل يجب أن نرتقي بسقف طموحاتنا الى ما هو أعلي و أكبر من ذلك حتي يسترد منتخب مصر شخصيته الفنية المميزة التي يحقق من خلالها الاقناع والامتاع وايضا يحقق الانتائج و الانجازات . من يخلف كوبر .. و على اتحاد الكرة ان يختار الجهاز الفني الجديد الذى يستطيع مواصلة المسيرة بعد انتهاء مرحلة كوبر سواء كان اجنبيا او من بين مدربينا الوطنيين وهناك اسماء عديدة في ملاعبنا المصرية من الكفاءات و الكوادر على سبيل المثال و ليس الحصر ..حسام حسن او طلعت يوسف وغيرهما ممن يشار اليهم البنان ومشهود لهم بالكفاءة , وعلى ذلك فاننا نؤكد ان منتخب مصر يحتاج الى اعاد هيكلة سواء على مستوى الكادر التدريبي او على مستوى العناصر من اللاعبين كافراد ,
وعند تقييم مشاركة منتخب مصر في مونديال روسيا لابد ان نحدد اولا أسباب الاخفاق الذى حدث , علينا اولا أن نعترف جميعا ان منتخبنا لم يتم تحضيره بشكل مقنع خلال فترة الاعداد القصيرة التي سبقت المونديال مباشرة حيث اكتفى كوبر بخوض عدد غير كاف من المباريات التجريبية قبل كاس العالم , وفي ظل غياب البديل المقنع لأيقونة الكرة المصرية والجيل النجم محمد صلاح صائد الجوائز الفرديه لم تكن التجارب مفيدة بنتائجها السلبية كان بالفعل بمثابة جرس انذار قبل السفر الي روسيا , وثاني الاسباب التي ادت الي الاخفاق , غياب الاستراتيجية والتكتيك الهجومي للمنتخب مصر لاعتماد كوبر على الطريقة الدفاعية التي لم تؤت بثمارها ولو تواجد مدرب اخر غير كوبر مع هذا الجيل الحالي لكان عطاء ومردود منتخب مصر افضل على مستوى التكتيك الهجومي والمغامرة الهجومية ولكان منتخب مصر اكثر اقناعا وامتاعا مما هو عليه؟ ويبقى السؤال الذى يطرح نفسه الان هل كان بامكان منتخب مصر الظهر بمستوى افضل مما ظهر به في روسيا وهل كان بالامكان حجزبطاقة التاهل الي الدور الثاني من المنافسات ؟ الاجابة بالتاكيد نعن كان بالامكان تحقيق انجازتاريخي و غير مسبوق في ظل وجود منتخبنا في مجموعة ليست بالصعبة او المستحيلة , وكان بامكان كوبر تحضير المنتخب بشكل افضل واقوي من خلال تجميع لاعبي منتخبنا معا في معسكر اوروبي طويل ويخوض خلاله عدد اكبر من المباريات الودية التجريبية ومع منتخبات افضل لكي يقوم من خلالها بتجربة اساليب لعب وخطط بديلة تتناسب مع المتخبات التي لعبنا ضدها في الدور الاول في روسيا لان التجارب الاربعة التي سبقت المونديال ( البرتغال و اليونان و الكويت وكولومبيا و بلجيكا ) جاءت متباينة المستوي وغير مفيده بدرجة كبيرة و كشفت مبكرا عن الاخطاء القاتله التي تسببت في خساراتنا لمباراتي الاورجواي و روسيا وتحديدا فيما يخص تغطية الكرات العرضية في الخط الخلفي و, هو الامر الذى لم يستطع كوبر تصحيحه او علاجه الى حد كبير بجانب تحمل بعض اللاعبين مسؤولية الاخطاء الدفاعية الساذجة التي سقطوا فيها , وهذا يؤكد ضرورة الخروج من تجربة مونديال روسيا بدروس مستفادة فنيا و اداريا ويجب العمل علي تفاديها في المستقبل القريب و البعيد .