كان الفنان الكبير عمار الشريعى من اوائل الفنانين الذين اعلنوا موقفهم المساند لثورة 25 يناير من أول يوم لقيامها ، لدرجة انه لم يكتفى بإعلان هذا الموقف فقط و انما نزل الى التحرير بنفسه لإعلان موقفه هذا امام العالم كله مما عرضه لأزمه صحية شديدة يبدو ان اضطر على إثرها ان يتابع الأحداث من بعيد . و لكنه عاد للكلام مرة أخرى بسبب خوفه على الفن من اكتساح التيار الإسلامى للبرلمان القادم فماذا قال ؟ هذا ما سنعرفه منه . اولا نريد ان نطمئن على صحتك و ما هى أخر أخبارك ؟ و الله الحمدلله انا بخير على مستوى الصحة و ان كنت فى أسوأ حالاتى على المستوى النفسى ، فصدقينى انا حتى الأن لا أصدق ان ما أراه و أسمعه على شاشات التليفزيون يحدث فى مصر فأنا أشعر اننى فى بلد أخر عمرى ما كنت اتخيل ان أطأه بقدمى . صرحت اليوم لبعض الصحف انك ستقرأ الفاتحة على الفن ؟ هذا حقيقى فعلا و لكنى قلت هذا من يومين اما الأن و بعد ما حدث فلا أعرف ان كنت سأقرأ الفاتحة على الفن فقط أم على مصر كلها التى تمر بأسوأ مرحلة فى تاريخها كله ، فمن يصدق ان الجيش الذى حمى الثورة و وقف بجانبها هو نفسه الذى يضرب و يسحل الثوار فى الشارع . هل ترى ان المجلس فقد شرعيته بالفعل ؟ اظن ذلك فلم يعد هناك مفر من تسليم الحكم لرئيس منتخب فى أسرع وقت ممكن قبل ان تتأزم الأمور أكثر من ذلك ، فيكفى الدماء التى تسيل فى الشارع كل يوم و كأن دماء " فراخ " و ليس ثوار أبرياء . منذ ان نزلت الى التحرير و انت تكتفى بالمتابعة من بعيد .. فأين كنت طوال هذذه الفترة الطويلة ؟ كما قلت أتابع ما يحدث من بعيد و بالرغم من أننى بطبيعتى من الشخصيات المفرطة فى التفاؤل إلا أنى أصبت بحالة نفسية سيئة جدا أفقدتنى القدرة على أى شىء . حتى المزيكا ؟ و اين هو الفن من الأساس ، فكل شىء أصبح جزء لا يتجزأ من الأحداث المؤسفة التى نعيشها جميعا . لذلك قررت قراءة الفاتحة عليه ؟ نعم فبالرغم من انى مع الديقراطية قلبا و قالبا و أوافق على ما آتت به هذه الديقراطية من سيطرة للتيار الإسلامى على البرلمان القادم ، إلا انى حتى الأن لا أعرف و لا أفهم موقفهم من الفن و تحديدا موقف الإخوان فالسلفيين كانوا أكثر وضوحا فى كلامهم عندما قالوا ان الموسيقى حرام لأنها تستخدم آلات لم تكن موجودة أيام الرسول عليه الصلاة و السلام و كأن علينا ان نتعامل مع الدفوف فقط ، اما الإخوان فحتى الأن ليس لهم موقف واضح لا من الفن و فوائد البنوك و لا السياحة و حتى الكلام الذى أعلنوه عادوا و غيروه مرة أخرى ، ثم اننا حتى الأن لا نعرف موقفهم من الأزهر و كيف ستكون علاقتهم به كل هذه الأسئلة لابد ان نجد الإجابة عليها حتى نعرف خارطة طريق الفترة القادمة .