فى الوقت الذى بدأت فيه الحالة الأمنية تتحسن فى معظم مديريات الأمن ، إلا أن الأمر على نقيضه تماما بسيناء لدرجة أنه فى الأسبوع الأخير ورددت أنباء عن تنظيم البدو لوقفات إحتجاجية أمام مقر محافظة ومديرية جنوبسيناء بسبب إستمرار حالة الإنفلات الأمنى .. وهى الحالة التى وصلت فى بعض الأحيان لقيام عدد من الخارجين على القانون بعمليات سطو مسلح على مكاتب الصرافة والبازارات بشرم القديمة ، وهو ما دفع الفنادق هناك لتحذير نزلائها من التجول بمفردهم، وكل هذا يفرض سؤالا : لماذا لم يعد الأمن لسيناء حتى الأن ؟!. بوابة الشباب حاولت الإجابة على السؤال ، فقمنا بالإتصال بمصدر أمنى بمديرية أمن جنوبسيناء ليفسر لنا مايجرى فقال : لاشك أن الإستقرار الأمنى بدأ يعود إلى البلاد خاصة بالقاهرة والدليل على ذلك التحسن الملحوظ فى حركة المرور والأكمنة الأمنية الثابته والمتحركة التى تنتشر الأن بشوارع القاهرة وباقى المحافظات أضف إلى ذلك إخلاص رجال الأمن فى تأدية واجبهم ، ولكن سيناء ليست كأى محافظة أخرى .. فهى لها وضع خاص فى كل شئ من حيث الطبيعة الجغرافية الوعرة للمكان وطبيعة وعادات وتقاليد أهلها أضف إلى أنها منطقة سياحية تتطلب معاملة أمنية خاصة ، فمعظم مدن المحافظة تقع بين البحر وسلاسل من الجبال لا يعرف مداخلها ومخارجها إلا أهل البلد ، وفى السنوات السابقة أتخذ الهاربون من العدالة هذه الجبال حصوناً واقية لهم من هجمات الأمن ، وفى نفس الوقت مركزاً لبؤرهم الإجرامية يتحركون منها لتنفيذ مخططاتهم بالمدينة ثم العودة للجبل مرة أخرى، ولكى يتم القضاء عليهم هذا يتطلب إمكانيات وتدعيماً كبيراً بالقوات لدكهم بالجبال ومحاصرتهم ، وبالإمكانيات والقوة المتاحة الأن هذا صعب ، لكن عندما يكون هناك تعامل مع هؤلاء العصابات بالمدينة يتم التعامل معهم والقبض عليهم، كما إن عادات وتقاليد البدو لا تجعلهم يسمحون بالدخول إلى بيوتهم ، فإذا كنا نتعقب هدفاً ودخل مساكن البدو فغير مسموح بمطاردته هناك ، وهذا يتم حله عن طريق شيوخ القبائل الذين يتعاونون معنا بشكل دائم ، أضف إلى كل ذلك أن السلاح مع الجميع هناك لحماية ممتلكاتهم فى ظل الظروف الصعبة التى يعيش فيها البدوى من عدم توفير خدمات كافية له ، وحتى يبدأ شعور الناس هنا بالتحسن الأمنى الذى بدأ بالعاصمة سيأخذ وقتاً ولن يتم فى أسبوع مثل القاهرة. من ناحية أخرى أكد عدد من مشايخ القبائل فى شمال وجنوبسيناء أنه تم إلغاء المظاهرة التى كانوا ينوون القيام بها ، حيث قال الشيخ صلاح أبو بريقة المتحدث الرسمى باسم بدو خليج العقبة أن المشكلة فى جنوبسيناء تم حلها، وذلك بعد أجتماع مطول مع مدير الأمن وأجتماع أخر منفصل بين شيوخ القبائل المختلفة حيث أقرت قبيلة المزاينة وهى أكبر قبائل جنوب فى أجتماعها اليوم حظر حمل السلاح فى شرم الشيخ وباقى مدن جنوبسيناء ، كما تم إقرار غرامة قدرها 100 ألف جنيه على من يحمل سلاحاً أو يهدد سائحاً أو موظفاً. وأضاف أنه تم الإتفاق مع مدير الأمن على البدء فيه مساعدة الضباط لإستعادة الأمن ، خاصة بعد عودة حركة السياحة نسبيا بعد زيارة وزير السياحة الأخيرة إلى شرم الشيخ ، وأشار إلى أن هناك مشاورات بين البدو والمحافظة لتخفيض الإيجارات الخاصة بالبازرات وفوائد البنوك إلى 25 % ، وأكد أن القبائل تلقت وعداً من القيادات الأمنية بإستعادة الأمن فى الشارع وأنه لا يوجد أى داع لحمل السلاح الذى كان يستخدمه معظم البدو فى حماية أنفسهم. وفى شمال سيناء أوضح الشيخ محمد غانم شيخ قبيلة الطرابيل أنه لاتوجد مشاكل حمل سلاح بالشمال ، ولكن المشكلة تتلخص فى عمليات الخطف والسرقة التى تعرض لها عدد من البدو في الأسبوعين الماضيين، وقد تم حل المشكلة مع مديرية الأمن بعدما تعهدت بزيادة عدد الكمائن على الطرق وتوفير الحماية الكافية للتجمعات والمستشفيات.