فلل وقصور وعشش.. وأهالي رزقهم السياحة والخيل.. ووهم الآثار يجتاح عقول البعض.. هذا هو ملخص الحالة التي تعيشها نزلة السمان.. زرنا المنطقة وتجولنا فيها لنتعرف على أحوالها وحكاية منطقة سن العجوز التي تعيش على صفيح ساخن.. ونتعرف على كل ذلك في السطور التالية.. * من يسكن القصور؟ عند الوصول لنزلة السمان تستقبلنا الفلل والقصور، وعند الدخول في المنطقة وبالقرب من الأهرامات نجد البيوت القديمة الأقرب إلي العشش.. حاولنا التحدث مع أصحاب بعض تلك القصور ولكنهم رفضوا الحديث.. فسألنا الأهالي عنهم.. حيث يقول محمد سعيد- موظف بوزارة الآثار-: كل المنطقة تعيش على السياحة، وأصحاب تلك الفلل والقصور هم من أهل المنطقة وعملوا في السياحة لسنوات إلي أن أصبحوا أصحاب شركات سياحة، وهناك عائلات كبيرة ومشهورة، منها عائلة الشاعر، وهي عائلة اللواء إسماعيل الشاعر مساعد وزير الداخلية السابق، وأخوه لديه فيلا هنا، وهي عائلة تعمل في السياحة منذ حوالي 50 سنة، بجانب عائلة الجبرتي المشهورة بالعمل في السياحة في محافظات عديدة، وهناك عائلة خطاب لديهم بازارات، وعائلة الوليلي، فالناس هنا حياتهم جيدة، لدرجة أن المتسوّل لديه دش، والمنطقة غنيّة الحمد لله، وهناك من يردد أن أملاك ساكني القصور جاءت من الإتجار في الآثار، ولكن لو بحثوا عن تاريخ تلك العائلات سيعرفوا أنهم تربوا على العمل في السياحة وكونوا ثرواتهم من ذلك، فهنا أصل السياحة في مصر، فأنا أعيش في بيت جدي وهو موجود منذ حوالي 150 عام، وهناك 1500 عائلة في النزلة أكل عيشها من السياحة، وراضيين بذلك الحمد لله. * سيدي السمان يحمينا استكملنا جولتنا داخل المنطقة.. وعبر كثير من الأهالي عن غضبهم من قرار الحكومة بإزالة المنطقة.. حيث يقول شعبان سيد: لن نترك المكان ولو على جثثنا، فأين نذهب، فنحن ولدنا هنا ونرث بيوتنا أبا عن جد، وأنا لدي خيل، والدولة تريد أن تعطينا شقق سكنية في مناطق ضغط عالي في أكتوبر والعروبة، فهل أضع خيولي في شقة؟!، كما أن رزقنا من هذه المنطقة، فلماذا يحاربونا في أكل عيشنا ويردد الكثير من أهالي المنطقة أن ربنا يسترها معهم ببركة الشيخ حمد السمان، وهو من أولياء الله الصالحين جاء منذ زمن بعيد من بلاد المغرب، وعاش في هذه المنطقة للاعتكاف والتقرب إلى الله، وبعد وفاته سميت نزلة السمان نسبة إليه، ولا زال أهالي النزلة يحتفلون بمولده بميدان سيدي حمد السمان، ويأتي إليه الزائرون من جميع أنحاء الجمهورية. * سن العجوز الكل هنا يتحدث عن منطقة سن العجوز التي تريد الدولة إخلاءها.. وحالة الغضب التي يعيشها الأهالي.. وخصوصا منطقة تسمى العلواية.. وهي منطقة عشوائية تعانق عششها وبيوتها الأهرامات.. ويعيش فيها عدد من السكان يرفضون الحديث عن أي شئ أو أن يفاتحهم أحد في أمر التهجير والإزالة.. وخرجت إحدى السيدات من بيتها لتهددنا وتؤكد أنهم لن يرحلوا ولو على جثثهم أما منطقة سن العجوز.. والتي لا يسمع عنها الكثيرون.. فهي عبارة عن بيوت قديمة ملاصقة لمنطقة الأهرامات.. وقد وضعتها وزارة التطوير الحضاري والعشوائيات على خريطة تطوير منقطة هضبة الأهرام، حيث أكدت الوزارة أنها منطقة غير آمنة وتقع على أرض آثار، ولكن الأهالي لهم رأي آخر. فيقول أحمد حسين- مرشد سياحي-: المنطقة زمان كانت عبارة عن صخور علي هيئة وجه إنسان عجوز يخرج من فمه سن، فأطلقوا عليها منطقة سن العجوز، وهنا كان يمر فرع النيل، أما عن التهجير والتطوير، فالناس ترفض تماما الابتعاد عن المنطقة التي ولدوا وعاشوا وتربوا فيها، فهل يريدون أن يزيلوا جذورنا وجذور أجدادنا، أما عن التطوير فالدولة تمنعنا من البناء، ومع ذلك هناك من بنى الفلل والقصور، ولكن البيوت قالوا أنها منطقة آثار وممنوع البناء فيها، كما أننا كلنا نعمل في السياحة وقربنا من الأهرامات يسهل لنا عملنا وأكل عيشنا. * البحث عن الآثار التنقيب عن الآثار تهمة تلتصق بمنطقة نزلة السمان.. حاولنا معرفة الحقيقة.. ويقول إسماعيل خطاب- 68 سنة-: لا أحد هنا يتاجر في الآثار، لأنه لا يوجد أي آثار في المنطقة، وهناك كثيرون حاولوا التنقيب والبحث، ولم يجدوا أي شئ، وقد انهار منزل على من حاول التنقيب من قبل وقُتل 6 أشخاص بسبب ذلك، كما أن المنطقة هنا كانت فرع نيل أيام الفراعنة، وهم لا يدفنوا آثارهم في النيل بالتأكيد، ولكن تلك الشائعة يرددوها علينا من أجل طردنا من المكان، وأتحدى أن يثبت أحد وجود آثار هنا أما عباس خطاب فيقول: كل البلد بحثت في الأرض عن آثار، ولم يجدوا، لأن المنطقة من أيام الاحتلال الفرنسي والإنجليزي وهم بحثوا في الأرض، ولو كان هناك آثار لكانوا حصلوا عليها، كما أن هناك أكثر من بير حفرناه من أجل المياه ولم نجد أي آثار، فالآثار هوس عند الناس ولكن هنا لا يوجد أي شئ، كما أننا أدخلنا الصرف الصحي وحفروا مسافات كبيرة ولم يجدوا أي آثار.