تلت بنات .. قول زى ماأنتَ عايز تقول عنهم قول , تتفق معاهم .. ممكن , تختلف .. أكيد , بس فى كل الأحوال مش هتبعد عنهم كتير , فهم خلاصة تجارب وواقع بيمشى على الأرض وبيحاصرنا مهما حاولنا نعمل مش شايفينه . تلت جنيات همه حاله , أوصفها بالشكل اللى يريحك , جميلة .. وارد , منعشه .. احتمال , محيرة .. مفيش كلام , شبابية .. أكيد , سطحية .. ميمنعش , عميقة .. ليه لأ , بس المؤكد انهم حالة شغلت الملايين على مدار أيام . هبة يسرى و آيتن أمين ونادين خان , ثلاث رائعات , , كسروا قوالب جامدة بعيداً عن المتقعرين والمتعمقين والنخباويين , وقدموا لنا مسلسل جذاب وممتع ومحير فى نفس واحد , أسمه سابع جار. فين السر البحث عن سر تميزه, مسألة ممكن تكون محتاجة لشوية تفكير , فملامسته للمشاعر وتحريكه للعواطف وشغله للعقول , أشياء لاينبغى لها أن تمر هكذا , زى حاجات كتيرة كانت تستحق الوقوف وعديناها , فتكررت , وده مبيبقاش وحش قوى لما بتكون حلوه , لكن المأساة لما بتكون موجعة وموحشة . ممكن تكون جاذبيته فى انه أتكلم عننا , تصرفاتنا , شواغلنا , أحلامنا , أمنياتنا.. جايز , وممكن برضوعشان لغته بسيطة زى ديكوره وحركة كاميراته ولبس ممثليه وصورهم النمطية التى تكاد تطابقنا واحنا فى بيوتنا وشغلنا ونوادينا وشوارعنا . وممكن يكون سره فى أنه أتكلم عن جيل كتير مننا ميعرفش عنه حاجة , جيل فاهم الدنيا بشكل مختلف , وإن كنت أظنه فاهم حاجات كتير أفضل ممن قبله , جيل هرب من التسلط والرجعية والجمود وبنى حياة لوحده , حياة اجتماعية بس طبعاً فغيرها طرقه مسدودة بإحكام . عن نفسى ساعات كتير بحس أنهم فاهمين ومتعلمين أفضل , بيدوروا على الحياة قبل مايهربوا من الموت , عايشين بطريقة أحسن أو على الأقل بيحاولوا يعيشوا ذى ماهمه شايفين . عرايا .. هكذا فهبة يسرى كتبت الورق بعمق غلفته ظاهرياً بالبساطه وأحياناً بالسطحية , لكن الظاهر زى ماهو دايماً بيكون غالباً مخادع , فالمشاهدة العاليه لمسلسلها تفسيرها عندى فى أنها خلتنا أمام مساحة فنية زمنية شغلت العقول والقلوب بشكل أغنانا عن برامج التوك شو بعد أن تحولت بفعل أرجوزاتها لوصلات من النفاق والمداهنة . هبة خلتنا نشوف حقيقتنا بدون مكياج , فجميع نماذجها البشرية كانت عاريه , وكل واحد فينا لقى نفسه فى صورة من نماذجها الكاشفة لما نحاول اخفائه وطمسه بإدعاء الصدق والمثالية والطهر والبطولة . صحيح أنها كانت صادمة فى أحيان عديدة لدرجة أزعجت الجانب المضيء بداخلنا أو مانحاول إظهاره بالشكل ده , وجعلته يصرخ نافياً ومستنكراً , فما تتحدث عنه يستحيل أن يكون له وجود بيننا , فنحن أنقى وأطهر وأرقى ؟!!! . صدمات هبة صدمتنا لما كشفت فرديتنا وانانيتنا , فبكل بساطة بقى الأزواج بينفصلوا بحثاً عن متعة متوارية أو لحظة زائفة أواستمتاع غائب دون مراعاة لكيانات قائمه ,وأرتباطات أسرية, وأولاد وبنات , وماضى وحاضر , و...و.... صدمتنا لما ورتنا حجم الخيانة الزوجية الموجودة دلوقتى , وإن ولادنا وبناتنا بنوا علاقات غير مألوفة , وانهم بقوا أحراراجتماعياً بزيادة شوية , ومختلطين بزيادة حبتين . , فأصبح من العادى انهم يعيشوا تحت سقف واحد ويتقابلوا جوه الغرف المغلقة , والمفروض إن محدش يخاف أوينزعج على اعتبارانهم خلاص أرتفعوا فوق نوازع البشر وتخلصوا من كل نزعاتهم الطبيعية. صدمتنا لما عرفتنا أن المخدرات بقت حاجة طبيعية , بيشربها الغالب من الناس عادى , حاجه كده من لوازم الحياة زيها زى السجائروالشيشة رغم ان الكل بالطبع مرفوض , أما الخمرة فلم يعد هناك غرابة فى تناولها فهى متاحة وحاضرة بكل زمان ومكان تقريباً . مش عارف ده بجد , حقيقى يعنى , فيبدو إن تصوراتى عن حجم الإنزلاق لهوية المخدرات والخمور بمجتمعنا قاصرة وساذجة وربما تكون بنظر البعض متخلفة أيضاً . بقى الخمور , فكل الكافيهات كده , والصحبة الحلوة أو الوحشة مش عارف لازم تكون حاضرة فيها أو معها ,والبيرة فى كل أيد كده دون مواربة أو محاولة اخفاء . هو فى كده بجد .. ياأستاذة هبة .. هو فى كده.. طيب حضرتك .. فعلاً فى بنات ( زى هالة ) عايزه تخلف من غير جواز .. ولو اتجوزت فهى بتعمل كده مؤقتاً وعشان الخلفه وبس , طيب هو فى نماذج زى (مى ) عايشة بدون ضوابط أو قيم رغم جذورها الأسرية الراقية حسبما ظننا أو ُخدعنا من ظاهرها . طيب لو قلنا إن دى نماذج موجودة فعلاً وسلمنا كمان بحريتها فى تحديد أسلوب حياتها و أختيار ما يناسبها ويسعدها , إعتماداً على إن التجربة كفيلة بتقويمها وإعادتها لما نألفه ونعتاده من صواب زى ما حصل مع هالة ومى . بس أمال فين الدين والقيم والعادات والتقاليد , بلاش كده هو مش فى موت وآخرة وحساب وجنة ونار وحاجات زى دى , أصل لو العملية مفهاش كل ده , فعادى كل واحد يدور على سعادته ومتعته بطريقتة وبعدين السنين بقى كفيله به . لا .. لا .. ياأخونا المفروض فى ضوابط تحكمنا , تنور لنا الطريق قبل التجربة والخطأ , فى قيم أياً كان مصدرها علينا أن نضعها أمامنا ونحاول قدر طاقتنا أن نمتثل بها , آه .. الخطأ قائم ومحتمل وساعتها التجربه تصحح وتقوم الطريق, لكن قبل كده , يبقى ايه الفرق بين الإنسان ومادونه من باقى الحيوانات . مشارط أُونثوية نسيت أقول إن مبدعاتنا الثلاث وخاصة المؤلفة أعملوا كل مشارطهم الأنثوية الحادة فى تشريح جنس الذكور ولم يقدموا منهم طوال الحلقات غير النماذج أللى مش ولابد قوى يعنى , أللهما إلا القليل النادر . ومن هذا القليل اللواء متقاعد عصمت الذى شغل رأسى لعدة أيام بعبارة ( محدش بيعيش حياة حد ) التى جاءت بوصيته لأبنه , تماماً كما أوجعتنى دعوته لعدم اخفاء مشاعرنا الطيبة عن الآخرين ووأدنا لها بأعماقنا دون داعى أو مبرر مقبول, صحيح احنا بنعمل كده ليه ؟! طبعاً .. سابع جار مكنش ممكن يحقق النجاح ده كله لولا الأداء التمثيلى الرائع ليس لأصحاب الأدوار الرئيسة أو نجوم الصف الأول فقط وانما لجميع ممثلية تقريباً , فالكل حتى أولئك الذين مارسوا التمثيل من قبل لمرات قليلة أومن يمارسوه لأول مرة أو من أقتصر ظهورهم على مشاهد قليلة , الجميع شكلوا خطوط صلبة ان لم تحرز الأهداف فقد منعت الخلل والضعف .