"ان ذلك الثلاثاء لا يمكن نسيانه ابدا طالما حيينا ، فقد صعدنا كاترين ونزلناه في نفس اليوم " بهذه الكلمات يصف الدكتور اشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية على صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي (فيس بوك) يصف رحلة استطلاع جبال سانت كاترين للبحث عن مقر للمرصد الفلكى الجديد. ويقول الدكتور اشرف تادرس اننا قمنا برحلة البحث بمعاونة القوات المسلحة فقد تحركنا صباح الثلاثاء 19 ديسمبر صعودا الى جبل كاترين حيث تم الوصول الى القمة في الخامسة مساءا وقد تم استطلاع قمة كاترين وقمة جبل ابو روميل والمرصد الشمسي القديم (الذي تم بناؤه عام 1934) .. وعند دخول الليل تم إستطلاع الافق هناك وتأثير إضاءة مدينة كاترين والمدن المجاورة لها في عدم وجود القمر كما هو مخطط له .. ويضيف الدكتور اشرف تاودرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية انه تم ملاحظة وجود تشتت ضوئي كبير وواضح جدا ناتج عن إضاءه مدينة سانت كاترين نفسها حيث اضواء الليد الكاشفة الموجهة الى الجبال لتأمين المدينة والدير.. هذا وقد تمت الرؤية المباشرة لأضواء مدينة شرم الشيخ ومدينة دهب ومدينة الطور ومطار كاترين وهي ظاهرة للعيان من فوق الجبل.. هذا بالإضافة الى وجود تبه بأرتفاع 40 درجة تقريبا خلف مباني المرصد القديم تحجب نصف الافق تقريبا.. علما بان المرصد الشمسي يختلف تماما عن المرصد الفلكي فالشمس يتم رصدها في فترة زمنية قصيرة اثناء النهار مقارنة بالنجوم والاجرام السماوية الاخرى الخافتة والتي تتطلب متابعة بالتليسكوب في افق مفتوح تماما وفي ليل دامس الظلام .. وعلى ذلك فأن قمة كاترين وكذلك القمم المجاورة لها مثل قمة ام شومر وابو روميل. وقد أكد الدكتور اشرف تادرس على صفحة الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي ان موقع المرصد الشمسي القديم لا يصلح لإنشاء المرصد الفلكي الجديد وجاري الان بحث مواقع أخرى جديدة في جنوبسيناء قد تصلح لبناء المرصد الفلكي الجديد بعيدا عن اضواء تلك المدن مما هو جدير بالذكر اننا صعدنا جبل كاترين (اعلى قمة في مصر: 2600 متر) ونزلناه في اثنى عشر ساعة متصلة قطعنا فيها حوالي 40 كيلو متر سيرا على الاقدام ، كان نصفها على ضوء كشافات اليد .. اُصيبنا خلالها بأعياء شديد مع تمزق في الاربطة وتيبس وتورم في العضلات. هذا وقد صرح لنا بعض البدو المصاحبين لنا انهم لم يصعدوا جبل كاترين ونزلوه في نفس اليوم ابدا بل يقومون دائما بالمبيت لليوم التالي.