متى تتوقف قدرة الإنسان على الحب ؟ وهل تتأثر مشاعرنا بالظروف الإقتصادية والتى غالبا ما تؤدى الى مشاكل إجتماعية ؟ لماذا لا يأتى الحب الحقيقى إلا فى الوقت غير المناسب ؟ من الأكثر تمسكا بالحب وإهتماما بالمشاعر الرجل أم المرأة؟ ومتى يأتىالعشق الذى ينتظرنا والعشق الذى ننتظره كما قال المبدع بهاء الدين محمد " فى عشق بيستنانا وعشق بنستناه " والذى تعد كلماته دستورا للجمال والحب معا هذا ما سنعرفه منه فى السطور القادمة. الظروف الصعبة التى نعيشها جميعا جعلت من الحب رفاهية لايستطيعمعظمنا عليها ! لا أظن فالظروف مهما كانت قسوتها ليس لها علاقة بالحب هذاالإحساس الراقى الذى يستطيع أى انسان ان يعيشه بغض النظر عن ظروفه بل والمرحلة العمرية التى يمر بها فأحيانا نجد قصة حب بين اثنان فى الستين من العمر ولكنها أكثر دفئا منها بين شابين فى العشرين فالحب إحساس لايرتبط بالعمر كما انه لايرتبط أيضا بالظروف مهما كانت صعبة فنحن على مدار تاريخنا مررنا بفترات اصعب كثيرا مما تعرضنا له فى السنوات الأخيرة
ومع ذلك لم يتوقف الناس عن الحب وانما العكس هو الصحيح فتلك الفترات الصعبة عادة ما تظهر معدن الإنسان الحقيقى وكلما كان هذا المعدن نقى كلما كان اكثر تمسكا بالحب والإرتباط بمن يحب يعنى فى النهاية أقصد أن أقول ان الظروف الصعبة لاتؤثر على الحب وحتى ان أثرت فهو تأثير إيجابى لأنها ستجعلنا أكثر تمسكا ببعض .
من الأكثر قدرة على تحريك قصص الحب الرجل أم المرأة ؟ الإثنان معا ولكن عادة المرأة ما تكون صاحبة القرار حتى وان بدى ظاهر الأمر عكس ذلك فهى التى تملك خيوط الحكاية فى يديها وهى أيضا التى تستطيع أن تحركها فى الإتجاه الذى تريده .
ومتى يصبح الخلاص من الحب أمرا لامفر منه ؟ عندما يصبح حملا علينا ويأخذ من طاقة النور التى بداخلنا فهنا لم يعد حبا وانما طاقة سلبية لابد ان نتخلص منها فليس بالضرورة اننا طالما كنا نعيش قصة حب ان نستمر فيها مدى الحياة حتى وان لم نجد بها راحتنا والهدوء النفسى الذى ننشده والإحساس بالأمان الذى نطمئن به وبالتالى إذا بدأت كل هذه المشاعر فى الإنحصار فمعنى ذلك أن الحب إنتهى ولكننا لانريد أن نعترف بذلك وهذا خطأ كبير علينا ان نتداركه قبل ان نفقد إيماننا بالحب ذاته
وهذا الإحساس سبق وعبرت عنه فى أغنية "هى نقصاك انت كمان جاى وعايز منى حنان " وكنت أقصد بها اننا لابد أن نهرب من أى شخص يريد ان يأخذ من طاقتنا الإيجابية التى نحاول بالكاد الحفاظ عليها رغم كل الظروف الصعبة من حولنا لذلك فعندما نشعر بالألم او المرارة لابد ان نلجأ لشخص يخفف عنا وليس لمن يزيد مرارتنا " الحكاية مش ناقصة "
عادة ما تستبدل كلمة الحب فى أغنياتك بمصطلح " العشق " فما الفرق بينهما ؟ انا فى الأصل فنان تشكيلى لذلك اتعامل مع القصيدة أو الأغنية وكأنها لوحة ارسمها حسب احساسى بخطوطها والوانها وانا ارى ان الخطوط التى تنطوى عليه كلمة العشق أكثر عمقا منها فى الحب لذلك أجد نفسى أكثر ميلا لهذا المعنى فالحب يعد مفردة من مفردات العشق الذى ينطوى أيضا على الإحتواء والدفء والأمان .
متى يذوب العشق ويتلاشى كأنه لم يكن ؟ ان كان عشقا حقيقيا واختيار صحيح من البداية فإن ذوبانه أو انتهائه أمر مستبعد ولكن أى مشاعر فى الدنيا مهما كانت قوتها من الطبيعى ان تمر بفترات انتقالية ما بين هدوء وفتور وعنفوان وتلك الفترات هى التى تجعلنا نختبر قوة مشاعرنا ونتأكد منها فإذا ابتعد الأخر وشعر كلا منا ان الحياة بلا طعم بدونه واننا مستعدين لأن نقدم أى تنازلات لمجرد أن نبقى معه وان الحياة والموت سواء من بعده فمعنى ذلك ان مشاعرنا حقيقية ولا يمكن للزمن ان يؤثر فيها او لشىء يجعلها تتنتهى واذا اكتشفنا ان كل شىء يمكن ان يمشى بشكل طبيعى دون الأخر حتى وان بدى أصعب نسبيا فمعنى ذلك ان ما كنا نمر به حالة إعتياد وليس عشقا ستأخذ وقتها وتذهب لحالها.
لماذا لاتبقى مشاعرنا دائما بنفس قوة البداية ؟ اختلاف النهاية عن البداية أمر طبيعى فالنهاية تعنى إكتشافنا ان الحكاية لم تعد حبا وان الإستمرار فيها أصبح عبئا علينا اما قصة انها لاتستمر بنفس القوة فهذا أمر طبيعى لأنه لايوجد شىء فى الدنيا يستمر بنفس قوة بدايته فتلك هى طبيعة الحياة والمشكلة ليست فى الإستمرار بنفس القوة وانما فى عدم القدرة على الصمود أمام صعوبات الحياة او الزمن والعيب هنا ليس فى الحب انما فينا نحن وفى مشاعرنا التى تربت خطأ مثلنا
فمعظمنا برغم التجارب الكثيرة التى يمر بها لايعرف كيف يتعلم من أخطاءه وأخطاء مشاعره وانانيته وهناك أيضا من لايعرف كيف يختار الشخص المناسب من البداية ويندفع فى قصة حب ومشاعر هو يعلم جيدا انها لايمكن أن تستمر او ان لها عمرا افتراضيا لابد ان تنتهى عنده ويرجع بعد ذلك يلوم الزمن والحب وهو من الأساس يعانى من " البله العاطفى " فهناك أشخاص تسعى وبقوة وجدية لأن تجرح نفسها .
يقال أن الحفاظ على الحب يحتاج لبعض التنازلات .. توافق ؟ ليس الحب وحده وانما الحياة بطبيعتها لابد ان تنطوى على قدر من التنازلات بسبب التناقضات الموجودة ما بين الفكر والواقع والتى تجعلنا من وقت لأخر نحتاج لأن نغير من أفكارنا ومعتقداتنا تماشيا مع الظروف التى نمر بها او التى تفرض نفسها علينا وهذا ليس عيبا فطبيعى ان تحتمل احلامنا قدرا من المرونة حتى نستطيع تحقيقها او تغييرها من الأساس
ولابد ان نكون أكثر تواضعا امام الواقع اما تنازلات الحب فتلك التى نقدمها عن صدر رحب أملا فى تحقيق هدف أسمى وأرقى وهى الحفاظ على الحبيب الذى يعد مصدر السعادة فى حياتنا شرط آلا تقترب تلك التنازلات من كرامتنا واحترامنا لأنفسنا ومشاعرنا وإلا سنفقد معها إحساسنا بالحب نفسه فمن أهم شروط إستمرار الحب هى إحساسنا بقيمتنا وأهميتنا عند الأخر وانه لايمكن ان يتنازل أو يستغنى عنا كما اننا لايمكن ان نتنازل عنه
الغيرة .. هل تعد من مفردات الحب ؟ الغيرة المعقولة التى لاتنبع من فقدان الثقة بالنفس او بالطرف الأخر فتلك هى التى يمكن احتمالها والتعامل معها اما الغيرة النابعة من الشك فهى تنفى وجود الحب من أساسه لأنى طالما شعررت بالشك فى الطرف الأخر فمعنى ذلك ان هناك شك من الأساس فى الحب لأن الشك يعنى وجود شبح طرف تالت وهذا الشبح يهدد بل وينفى الحب من أساسه .
متى يأخذ الإنسان موقفا من الحب ؟ أبدا لا يحدث .. فالحب يعنى الحياة وطالما كنا على قيد الحياة وقادرين على الإستمرار فيها فمعنى ذلك اننا قادرين على الحب أيضا وبالتالى فمن المستحيل ات نأخذ موقف منه ولكننا قد نأخذ موقف من جرح مررنا به أو شخص جرحنا وهذا الموقف سينتهى مع الوقت ولكنه لايعنى أبدا ان نأخذ موقف من الحب .
الحب الحقيقى لم يعد موجودا .. جملة طالما تتكرر من أغلب البشر ! أبدا وان كنت أرى ان الحب قد يكون حلما بعيد المنال لايصادف سوى المحظوظين وهو أيضا الذى قد يأتينا عفوا دون موعد او استعداد ليغير حياتنا رأسا على عقب فالحب موجود حولنا طوال الوقت وعلينا نحن ان نعرف كيف نحل رموز شفرته .
عندما يشعر الإنسان بالغربة فى الحب .. كيف يتعامل معها ؟ هو من الأساس لايمكن لمن يحب ان يشعر بغربة فى الحب فالشعور بالحب احساس ايجابى والشعور بالغربة إحساس سلبى وبالتالى فالإثنان بينهما علاقة عكسية لايمكن ان يجتمعوا معا والإنسان إذا شعر بالغربة مع الدنيا كلها لايمكن أن يشعر بها مع من يحب .
ومتى يصبح الحب مهددا بالخطر ؟ عندما يرغب احد الطرفين فى إمتلاك الأخر أو إلغاء إرادته وكيانه فهنا يصبح الحب مهددا بخطر النهاية .
هل سبق وانجرحت انت شخصيا من الحب ؟ الحمدلله هذا لم يحدث فأنا الحب نفسه ومن يعلم ادق خفاياه وأسراره ولكنى انجرحت بحكايات من حولى وتألمت لألامهم .