حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    «الثروة الحيوانية»: انتشار الحمى القلاعية شائعة ولا داعٍ للقلق (فيديو)    قطع التيار الكهربائي اليوم عن 18 منطقة في كفر الشيخ.. اعرف السبب    مجلس الشيوخ الأمريكى يتوصل إلى اتفاق مبدئى لإنهاء الإغلاق الحكومى    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    بالأسماء.. شيكابالا يكشف 12 لاعبًا يستحقون الاستمرار مع الزمالك    شبورة وأمطار.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم 10 نوفمبر    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    عاجل نقل الفنان محمد صبحي للعناية المركزة.. التفاصيل هنا    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    لمواجهة ارتفاع الأسعار.. التموين: طرح زيت طعام 700 مللي ب 46.60 جنيه في 1060مجمعا استهلاكيا    قائمة مقررات الصف الثاني الثانوي أدبي ل امتحانات شهر نوفمبر 2025.. المواعيد كاملة    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    الاتحاد الأفريقي يعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في مالي    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    رعب في بروكسل بعد رصد طائرات مسيرة تحلق فوق أكبر محطة نووية    سيلتا فيجو ضد برشلونة.. ليفاندوفسكي: علينا التحسن بعد التوقف الدولي    متى ستحصل مصر على الشريحتين الخامسة والسادسة من قرض صندوق النقد؟ وزير المالية يجيب    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    طارق قنديل: الدوري لن يخرج من الأهلي.. وتوروب يسير بخطى ثابتة    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    وزير المالية: نسعى لتنفيذ صفقة حكوميه للتخارج قبل نهاية العام    عمرو أديب عن نهائي السوبر بين الأهلي والزمالك: «معلق المباراة جابلي هسهس»    مفتى الجمهورية يشارك فى مناقشة رسالة ماجستير بجامعة المنصورة.. صور    "مصر تتسلم 3.5 مليار دولار".. وزير المالية يكشف تفاصيل صفقة "علم الروم"    غارات جوية أمريكية تستهدف تنظيم القاعدة في اليمن    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    انتخابات مجلس النواب 2025.. خطوات الاستعلام عن اللجنة الانتخابية بالمرحلة الأولى (رابط)    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    الصحة ل ستوديو إكسترا: 384 مشروعا لتطوير القطاع الصحي حتى عام 2030    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    عمرو أديب عن العلاقات المصرية السعودية: «أنا عايز حد يقولي إيه المشكلة؟!»    حضور فني ضخم في عزاء والد محمد رمضان بمسجد الشرطة بالشيخ زايد.. صور    الكشف إصابة أحمد سامي مدافع بيراميدز    أمواج تسونامي خفيفة تصل شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    فوائد زيادة العضلات بالجسم بعد الأربعين    محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    بث مباشر.. صدام النجوم المصريين: مانشستر سيتي يواجه ليفربول في قمة الدوري الإنجليزي    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صلاح منتصر: نجاح الإخوان في الوصول للسلطة جاء بإرادة الشعب
نشر في بوابة الشباب يوم 01 - 11 - 2017

إستطاع الكاتب الكبير صلاح منتصر أن يجعل من عموده اليومى " مجرد رأى" وسيلة تواصل مع قراءه من كل الأعماروبمختلف الأفكار، وبرغم كل هذا والعمر والتاريخ مع الصحافة إلا أنه مازال يحرص على أن يطور من نفسه وإمكانياته طول الوقت ليقف دائما على أحدث مستجدات المشهد السياسى والإجتماعى حتى يستطيع أن يكون أراء ثاقبة يصل بها الى الشارع ..وقد كان لنا معه هذا الحوار الذى حاولنا أن نعرف من خلاله أرائه فى العديد من المواقف والأحداث التى يمر بها المجتمع المصرى الأن .
• نجاح الإخوان فى الوصول للسلطة جاء بإرادة الشعب الذى إنخدع بتجارتهم بالدين
• حركة العمران التى تشهدها مصر الأن سبيلنا الوحيد لتحقيق الإستقرار الإقتصادى
• الشعب المصرى قادر على إحتمال الغلاء لأنه ذاق المر مع الإخوان ويرى أن الدولة لاتضع يدها فى ميه بارده
• من يركب المترو والأتوبيس هو الأحق بالدعم ويجب على الدولة أن تلتفت لهؤلاء
• من يفتح الفيس بوك لسبع وثمان ساعات مستحيل أنيعمل بإخلاص
• دخنت أول سيجارة فى حياتى لأحادث فتاة كنت أحبها وأثبت لها أننى رجل "ملو هدومى "
كيف تقرأ المشهد فى مصر الأن ؟
مصر الأن فى مرحلة عنق الزجاجة وأظن أننا قد أوشكنا على الخروج منها وهى بالمناسبة لم تكن مرحلة سهلة على الإطلاق فقد جاءت بعد حالة من الفوضى التى لم تشهدها مصر على مدى تاريخها تبعها حكم آتى بنوع من الإختطاف للسلطة وحتى أكون منصفا يجب أن أقر إن نجاح الإخوان فى الوصول الى السلطة جاء بإرادة الشعب وأنا ممن إستسلموا لتلك الإرادة على أمل أنه ربما إن الجماعة التى ظلت لأكثر من 80 سنة تحلم بالحكم يكون لديها رصيد يؤهلها له ولكننا جميعا سواء من إنتخبوهم أو لم ينتخبوهم إكتشفنا خداعهم وتجارتهم بالدين وإستبدلوا شعار "الإسلام هو الحل " الذى طالما إستخدموه للوصول الى السلطة بمشروع النهضة
وإدعوا قدرتهم على حل مشاكل مصر الرئيسية فى مائة يوم وظهرت الحقيقة إنهم جماعة لاتعرف فن الحكم ولا تملك القدرة على القيادة وأنا أرى أن الله سبحانه وتعالى ألهمهم الخطأ إنقاذا لمصر لأنه لو كان ألهمهم الصواب لكان الخلاص منهم شبه مستحيل لولا ما حدث فى 30 يونيو والحقيقة أننى لم أشهد فى عمرى كله ولا حتى فى عمر مصر إرادة شعبية غالبة كما حدث فى تلك الثورة والتى أطلقت أنا عليها ثورة الشعر الأبيض لأن الفئات الأكبر سنا كانت هى الفئة المحركة لها نظرا لإحساسهم وإدراكهم بحجم الخطر الشديد ومن وقتها ونحن فى مرحلة إعادة إعداد البيت من الداخل والخارج .
هل ترى أن المشروعات الكبيرة التى تقام فى الدولة الأن قادرة على إعادةالإستقرار الإقتصادى ؟
بالتأكيد فنحن نقيم تلك المشروعات لنأكل وحتى نكون منصفين لابد أن نقر أن مصر لم تشهد حركة عمران وبناء مثل تلك التى تشهدها الأن وهذا هو الحل الوحيد لإعادة بناء إقتصادنا فلا يوجد شعب فى العالم تقدم وهو معتمد على غيره ومن ثم فلا سبيل للإستقرار سوى بالبناء والعمل .
ولكن تلك المشاريع تسببت فى موجة مخيفة من التضخم .. فهل ستستطيع الناس فى مصر إحتمالها والى متى ؟
ستحتمل لإنها ذاقت المر مع الإخوان كما إنها ترى وتلمس أن الدولة والحكومة لاتضع يدها فى الميه الباردة وكلنا نرى أن رئيس الجمهورية لاينام ويعمل ليل نهار حتى يستطيع أن يعبر بمصر من تلك الأزمة والمرحلة الحرجة ومع ذلك فأنا مع أنه لابد ولا مفر من مراعاة الطبقة الدنيا لأنها الأكثر تضررا من كل ما يحدث بل والأهم إنها مع الوقت وإذا إستمر هذا التضخم لن تستطيع الإستمرار مما ينذر بالخطر وعندما نتكلم عن الدعم
يجب أن ندرك أن الشخص الذى يستحق كل الدعم هو راكب المترو والأتوبيس والميكروباص وأن أى زيادة فى تعريفة المواصلات ستمثل عبئا كبيرا عليه وبالتالى لابد من التحايل على الأمر حتى نوفر الدعم لتلك الطبقة التى لم تعد تحتمل أى زيادة مليم واحد فالناس أصبحت توفر فى الأكل والشرب ومع ذلك الدخل لايكفى ولا يستطيع مواجهة هذا الغلاء حتى لو كان يرى بعينيه تلك المشروعات الضخمة ويسمع عن ما سيعود عليه منها .
ولكن هناك مشروعات يدعى البعض عدم جدواها مثل قناة السويس الجديدة التى إضطرت الدولة لأن تخفض رسم المرور بها 60% ومع ذلك لم تأتى بعائد ملموس على الشعب ؟
صدقينى سيأتى علينا وقت نحمد ربنا أننا أقمنا تلك القناة فمشروع قناة السويس الجديدة هذا تحديدا سنكتشف على المدى البعيد أنه من أهم المشروعات التى قامت مصر بها وأكثرها ربحا وذلك ليس لكونها فقط قناة مرور ولكن بسبب المشروعات التنموية التى ستقام حولها
وما يحدث معها الأن من تواضع فى أرباحها هو أمر طبيعى نتيجة حالة الكساد العالمى حيث أن بعض المشروعات تضطر الى مواجهة ما يحدث من صعود وهبوط فى الإقتصاد العالمى وقناة السويس الجديدة واحدة من تلك المشروعات والحقيقة أننا أنجزناها بتكلفة كان يمكن أن تتضاعف عدة مرات لو لم نقم بها فى هذا التوقيت فأنا أذكر أن مشروع مترو الأنفاق عرض على الرئيس جمال عبد الناصر بتكلفة مليون جنيه للكيلو ولكنه رفض وتم تنفيذ المشروع بعد ذلك بسنوات طويلة بتلكفة مضاعفة أى أنه لو كان تم إنجازه وقت عبد الناصر لوفر علينا مليارات .
كيف تقيم أداء الرئيس السيسى ؟
أكثر من ممتاز فهو رجل مخلص عن حق ومؤمن أنه لاسبيل لتقدم هذا البلد إلا بالعمل والإنتاج فالمصرى على مدى تاريخه كان شخص منتج إلا أننا من منتصف السبعينات ومع بداية عصر الإنفتاح الإقتصادى تحولنا من شعب منتج الى شعب مستهلك وتحولت الأيدى الشاقة الى أيدى ناعمة وإنصرف أغلب الشباب الى العمل فى الخليج حتى أصبح الإستهلاك عندنا سلوك متأصل وبالتالى فمحو تلك الثقافة المكتسبة وإجبار الجميع على العودة الى العمل ليس بالأمر السهل ولكن عندما نرى أن العمل الجاد هو طريقنا الوحيد حتى نجد قوت يومنا سنعمل والحقيقة أن الرئيس السيسى إستطاع بالفعل أن يحرك ساكنا ويحفز الشعب على العمل وهو ما لم يستطيع أى رئيس سابق أن يفعله حتى جمال عبد الناصر .
معنى هذا أن غياب العمل الجاد وإنتشار ثقافة الإستسهال ليس من نتائج 25 يناير؟
لا طبعا فنحن نتيجة طفولتنا يعنى مثلا جيل الستينات الذى كان يؤمن بأهميه العمل ودوره فى النمو والتقدم هو مواليد العشرينات فطفولة الإنسان هى أطول طفولة بين الكائنات ومن ثم فجيل السبعينات والثمانينات والذى يعد هو المسئول الأول عن العمل الجاد الأن لا علاقة له ب25 يناير ولكنه وجدها فرصة أو شماعة ليلقى عليها بتكاسله وإهماله لقيمة وأهمية العمل .
وبماذا تفسر إنهيار الأخلاق فى السبع سنوات الأخيرة ؟
هذا أيضا ليس له علاقة ب25 يناير ولكنه نتيجة طبيعية للزيادة السكانية حيث أستطاعت أخلاقيات الزحام أن تفرض نفسها دون أن نواجهها بإصلاحات مقصودة لأن تلك الأخلاقيات لاحل لها سوى بالمواجهة والإصلاح .
وهل يمكن إستخدام الإعلام فى تحقيق تلك الإصلاحات ؟
الإعلام نفسه محتاج من يصححه فللأسف معظم القنوات الفضائية الأن تعمل لصالح توجهات شخصية ومن ثم أصبح لاسبيل لإصلاح الإعلام نفسه إلا بإعلام مواجه وهذا دور يجب أن تتبناه الدولة بأن تقدم إعلاما يسحب البساط من تحت أقدام هذا الإعلام الخاص المخرب وأن تخاطب الناس بلغة جديدة وجذابة حتى توجههم فى الإتجاه السليم .
آلا ترى أن السوشيال ميديا حلت محل الإعلام سواء كان الخاص أو إعلام الدولة؟
فى مصر فقط حيث أننا نخضع للتطور على حسب مقايس الغرب فالتعامل مع السوشيال ميديا أصبح أمر ضرورى لمواكبة التطور الذى يحدث فى العالم ولكننا للأسف نتعامل معها بشكل خاطىء ولا نتحقق من المعلومات التى تأتى إلينا عن طريقها بل للأسف نساهم بنشر الأكاذيب والشائعات التى من شأنها أن تحدث بلبلة فى البلد وتهد ما تبنيه الدولة ثم من يجلس على الفيس بوك لمدة سبع وثمان ساعات يوميا فمتى يجتهد فى عمله إذن لذا فأنا أرى أن التعامل مع السوشيال ميديا فى مصر يحتاج الى تقنين كبير .
هل ترى أن الغرب يستخدم السوشيال ميديا فى مصر تحديدا كإحدى وسائل إعاقة تقدمها ؟
نعم .. فمما لاشك فيه أن مصر دولة مستهدفة فى نموها وتقدمها وهذا ليس الأن فقط وإنما على مدى تاريخها طالما كان يقف الغرب أمامها لوضع العثرات فى طريق تقدمها وطبعا السوشيال ميديا وفرت عليه الكثير من الوقت والجهد فى نشر أى شائعة قد تهدد الأمن القومى ونحن للأسف نساعدهم على ذلك .
الإرهاب صنيعة الغرب .. فهل تراه العدو الأخطر على مصر الأن ؟
بالتأكيد فحرب ضد الأرهاب الموجود الأن أخطر وأشرس من كل الحروب التى مرت بها مصر على مدى تاريخها لأنك فى حالة الحرب تعرفين مين عدوك وتشهرين سلاحك فى وجهه أما فى حالة الإرهاب فلا تعرفى أين العدو ومن أين ستأتى ضربته لأنه للأسف منا فينا ومع ذلك ورغم خطورته سننتصر عليه لأنه فى النهاية من يقوم به هم مجموعة عصابات مسلحة والعصابات لاتهزم دول لذلك أنا دائما ما أقول مصر دولة آمنة يهددها الإرهاب وبالرغم من أن الإرهاب كان موجود من أيام عبد الناصر والسادات ومبارك إلا أن ما يحدث مع الرئيس السيسى لم يواجهه رئيسا من قبل وأظن أنه كان سيصعب على أى رئيس سابق أن يتعامل مع تلك الحرب الخفية العنيفة بجرأة وذكاء السيسى .
على ذكر السادات وعبد الناصر لماذا وصفت شخصية الرئيس " السادات " بأنها أكثر تعقيدا من " عبد الناصر" ؟
لأن الرئيس السادات كان يتميز بذكاء ودهاء شديد كما أنه كانت لديه رؤية ثاقبة للأمور وجرأة لاحدود لها وكل ذلك جعل معظم قراراته غير متوقعه ويترتب عليها نتائج عديدة خارج الإطار المعتاد عليه أما الرئيس عبد الناصر فكان واضحا وحماسياوكل أفكاره معلنه للجميع وبالتالى متوقعة من الجميع أيضا ولكن تبقى مشكلة كل الرؤساء السابقين أنهم لم ينصتوا للشباب ولم يلتفتوا إليهم وهذا هو ما فطن إليه الرئيس السيسى فى الإنصات للشباب .
أفهم من كلامك أنك مؤمن بجدوى مؤتمرات الشباب !
بالتأكيد بل وأرى فيها ملامح أمل كبير جدا فيكفى أن الشباب المشارك فيها يعبر عن أرائه وأحلامه بمنتهى الشجاعة وهؤلاء هم من سيخرج منه قادة مصر فى المستقبل حيث أن مشكلتنا الحقيقية على مدى العقود الماضية كانت فى القيادة .
أسمح لى أن أختلف معك فى أن مشكلتنا كانت ومازالت فى التعليم الذى هو بوابة القيادة ؟
معك كل الحق فالتعليم هو المشكلة الأكثر خطورة على مصر بدليل أنه عندما كان التعليم عندنا فى أفضل حالاته كان المجتمع كله كذلك وبالمناسبة التعليم والمدارس فى مصر زمان كانت أفضل من مدارس أوربا وأنا أقصد هنا التعليم الحكومى فأوربا كانت ترسل بعثاتها للتعليم فى جامعات مصر وأول ما بدأ التعليم فى الإنهيار وقع المجتمع كله وبالتالى فإحتواء الدولة للشباب سياسيا دون أن توفر له مقومات التعليم والعمل الجيد لن يأتى بالنتائج المرجوه منه وعلى فكرة التعليم الجيد أهم سبل القضاء على الإرهاب وهذا مجرد رأى .
على مدى مشوارك تمسكت بكلمة " مجرد " فى كل مقالاتك .. فما السبب ؟
الموضوع جاء بالصدفة ففى عام 1976 تولى الأستاذ يوسف السباعى رئاسة تحرير الأهرام وبدأ فى إجراء عدة تغيرات وتطوير بعض الصفحات وإبتكر وقتها بابا فى الصفحة الثانية بعنوان "مجرد نصيحة" وكان عبارة عن عدة سطور تتناول سلبيات المجتمع بشكل ساخر وبعد فترة توليت أنا مسئولية هذا الباب وظللت أكتبه حتى عام 1978 حتى عندما ذهبت فى رحلة الى الخارج كتبه أحد الملاء بدلا منى بنفس الإسم وبعد عودتى قررت أن أكتب كل مقالاتى تحت هذا العنوان لأنى أرى أننى لست واليا على أحد ولكنى فقط كاتب يقدم نصيحة قد يأخذ القارىء بها أو لايأخذ له مطلق الحرية فى ذلك .
أحيانا ما يصاب كاتب المقال بحالة من الإفلاس الفكرى مع الوقت .. فكيف إستطعت مؤخرا أن تتواصل مع الأجيال الجديدة وتكتب لهم بلغة يفهمونها؟
لإنى حريص على أن أطور من نفسى دائما منذ أن بدأت تلك المهنة حيث أن فكرة العمل فى الصحافة بدأت تتبلور فى عقلى منذ أن كنت طفلا لدرجة إنى أنشأت فى منزلى كلية إعلام خاصة بى لكى أعلم نفسى من خلالها أصول المهنة من خلال صحف الحائط البسيطة التى كنت أصدرها بإنتظام ولا أزال أحتفظ بها وهذه الصحافة المنزلية علمتنى كيف أتواصل مع كل من حولى لأنى كنت أقوم يتحويل أخبار أسرتى البسيطة التى قد لايكون لها أى أهمية الى مادة خبرية مهمة
وقد أسهمت تلك التجربة فى صقل موهبتى ولكن الأهم إنها علمتنى كيف أتواصل مع الجميع وأحدث كل واحد باللغة التى يفهمها فضلا عن إنى لم أتوقف عند مرحلة معينة من التعليم فعندما ظهر الكمبيوتر حرصت أن أتعلم عليه لأواكب أحدث سبل الكتابة وحفظ المقالات وعندما ظهرت الإنترنت كنت من أول المهتمين بها وبتعلم كل طرق التعامل معها كما إنى أتابع الشباب وأنصت لهم ولإهتماماتهم وأفكارهم حتى أعرف كيف أخاطبهم .
من أهم القضايا التى حرصت عليها فى مشوارك الصحفى قضية الدفاع عن المرأةوقضية التصدى للتدخين .. فما الذى دفعك لهاتين القضيتين تحديدا ؟
التدخين كان بالنسبة لى كارثة لدرجة أنى كنت أشهر مدخن فى مصر فقد بدأت قصتى معه فى عمر الخامسة عشر وكنت وقتها أتخيل أن نفس السيجارة سيمنحنى الشجاعة لأغازل فتاة كنت معجب بها فى رأس البر وأثبت لها أننى رجل " ملو هدومى" وللأسف لم أحادث الفتاة ولكنى أدمنت التدخين وصرت أدخن أكثر من 30 سيجارة يوميا وفى سن السادسة والثلاثين وأنا أصعد السلم فوجئت بأصوات تخرج من صدرى فقررت التوقف عن السجائر وبدأت فى تدخين البايب ثم السيجار بشراهة وتلك هى مشكلتى فأنا شخص لاأعرف الوسطية وبعد أن أصبحت حنجرتى فى أسوأ حالاتها وأصبحت مهدد بإستبدالها بحنجرة صناعية توقفت عن التدخين نهائيا فى نوفمبر 1977 وفى شتاء 1981 كنت فى إنجلترا وسمعت عن أن هناك إستعدادات ليوم للإقلاع عن التدخين فأعجبتنى الفكرة وقررت تطبيقها فى مصر وكتبت سلسلة مقالات داعيا لمحاربة التدخين .
أما قضية الدفاع عن المرأة فقد بدأتها فى الثمانينات عندما شعرت بالصعوبة التى تواجهها المرأة المصرية فى العمل ولكنى أبدا لم أدعو الى بقاءها فى البيت كما حاول البعض تصوير الأمر ولكنى قلت أن بقاء المرأة فى البيت وتربيتها لأولادها لايقل أهمية عن أى عمل تقوم به ويجب آلا نرهق المرأة فى العمل ونوفر لها سبل الراحة لتعطى منزلها حقه وأنه على الدولة أن تعطيها نصف راتبها إذا أخذت أجازة لفترة طويلة حتى تتفرغ لتربية أطفالها على أن تعود بعد ذلك وبالتالى تكون قدرتها على الإنتاج أكبر ولكن مع الأسف الشديد الكثير فهمنى غلط وقالوا أن الشيخ صلاح منتصر يطالب بعودة المرأة للبيت .
بعد كل هذا العمر وتلك المعارك التى خضتها وما بين إخفاقات وأنتصارات .. آلمينتابك اليأس أحيانا من فائدة الكتابة وقدرتها على تغيير المجتمع؟
إطلاقا فهذا الإحساس لم أشعر به طوال حياتى فأنا فى النهاية كاتب محترف ولست هاويا والكتابة بالنسبة لى هى الحياة وأصبحت هى وروحى كوجهى عملة واحدة والتوقف عن الكتابة يعنى التوقف عن التفكير لذا دائما ما أحاول أن أبحث عن أفكار جديدة من أجل التنويع فى كتاباتى لكيلا يصيبنى هذا الإحساس الذى تتحدثى عنه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.