ملامحه الشرقية الأصيلة التي تتلون بلون كل دور يؤديه تشعرك بصدق شديد في أدائه لأدواره المختلفة..ففى "غرابيب سود" أقنعنا بأنه "مفتي الدواعش" صاحب الأفكار التكفيرية العنيفة المتسقة مع تعبيرات وجهه القاسية، ثم جعلنا فجأة نضحك معه وهو يقوم بدور عم رمضان الموظف البسيط في الحي الذي يوقظ جيرانه للسحور بنبرة صوته المميزة وهو يصيح قائلا "رمضان كريم".. وفى الوقت نفسه لا تملك إلا أن تحترمه وتقدره وهو يقدم دور الشاويش إبراهيم، الناصح الأمين للبطل في "واحة الغروب".. حوارنا مع الفنان سيد رجب الذي شاهدناه في آخر أعماله "جواب اعتقال" مع الفنان محمد رمضان، إلى جانب مشاركته فى فيلمى "طلق صناعي" و"خير وبركة".. أدواره المميزة تؤكد أننا أمام موهبة انطلقت بسرعة دون مقدمات وهو ما نتعرف عليه فى سطور الحوار التالى. شاركت في 3 مسلسلات خلال الموسم الرمضاني الأخير.. ألم يؤثر ذلك على أداء أدوارك المختلفة بشكل جيد؟ سبق وأن قررت ألا أشارك في أكثر من عمل أو عملين دراميين في رمضان حتى أعطي للدور الذي ألعبه حقه في التجهيز بما ينعكس علي أداء أفضل للدور، وبالتالي أمتع المشاهد ولهذا شاركت في رمضان هذا العام في مسلسلي واحة الغروب ورمضان كريم، أما عن دورى فى "غرابيب سود" فقد انتهيت من تصوير دوري مبكرا فى شهر ديسمبر الماضي ولم أكن أعرف أنه سيدخل السباق الرمضاني ولكن فوجئت بموعد عرضه في رمضان وكنت سعيدا بذلك.
وأي الأدوار الثلاثة أقرب إليك؟ أنا استمتعت بكل دور قمت به، وعادة لا أحب التسرع في قبول أى دور دون أن أتحمس له بنسبة 100%، وذلك لأن تنوع الأدوار يشبع شغفي في التمثيل ويسعدني أيضا لأنه يقدمني للجمهور في منطقة مختلفة، وسعدت جدا من ردود فعل الجمهور علي مشهد عم رمضان الرجل البسيط في الحي الشعبي وهو يوقظ المسلمين في مسلسل رمضان كريم وصوته ممزوج بالألم والبكاء ويدعوهم للاستيقاظ من غفلتهم وليس من نومهم وهو المشهد الذي حقق أكثر من 5 ملايين مشاهدة.
ألا تعتبر قبولك لدور ضمن بطولة جماعية تراجعاً بعد دورك فى بطولة مسلسل "فوق مستوي الشبهات"؟ أتعامل مع التمثيل علي أنه شيء أحبه وأستمتع به.. وأقبل أي دور يعرض عليّ حتى ولو بمشهد واحد في عمل فني بشرط أن أقدم فيه شيئا جديدا بفكرة وأداء جديد لم يعتده المشاهد، أيضا يجب أن يكون مكتوبا جيدا ومع مخرج له رؤية وجهة إنتاج تقدر قيمة العمل.
وما الذى شجعك لقبول دور الشاويش إبراهيم في مسلسل "واحة الغروب" مع الفنان خالد النبوي؟ الدور كان لرجل بسيط وليس به مساحة دراما ولا مساحة حوار كبيرة ولكن قبولي بهذا الدور كان تحديا، وكان منبع التحدى أن أصنع من هذا الدور البسيط شخصية من دم ولحم ومشاعر وشخصية لها تركيبة نفسية وعاطفية عميقة يرتبط بها المشاهد وينفعل معها.
هل ترددت قبل الموافقة على القيام بدور مفتي داعش في مسلسل "غرابيب سود" خاصة وأن هذا المسلسل أثار جدلا كبيرا؟ دعونا لا ندفن رؤوسنا في الرمال.. داعش والجماعات التكفيرية هم واقع مؤسف نعيشه ويؤذي أبرياء ويستقطب عددا كبيرا من شباب العرب لتنفيذ عمليات إرهابية، فلماذا لا نتناول هذا الواقع ونناقشه في عمل فني وننقده بفكر محترم؟ الحقيقة أن ما شجعني للدور أنه دور جديد بالنسبة لى كما أن لغة الحوار في المسلسل هى العربية الفصحي وهذا لن يتكرر في أعمال كثيرة خاصة إذا كان مكتوبا بشكل جيد ولمخرج متميز ومع كوكبة من نجوم الفنانين من عدة دول عربية، والمسلسل توقف عرضه لأننا لم ننته من تصويره لأسباب فنية تتعلق بالمخرج وسوف نستأنف التصوير بمجرد تحديد اسم مخرج جديد للعمل وانتهينا من تصوير 22 حلقة.
وكيف رأيت الجدل الذي أثير حول هذا المسلسل والاتهامات الموجهة له بأنه مسلسل شيعي يسيء للإسلام السني ويروج لجهاد النكاح؟ المسلسل جزء كبير منه روايات حقيقية وهدفه الأصلي مكافحة الفكر الإرهابي المتطرف وعرض طريقة تفكير هذه الجماعات التي تخترق تفكير صغار الشباب وتجندهم، فالإرهاب والأفكار المتطرفة منتشرة ومتزايدة، ليس فقط في مصر بل في العالم كله، ومحاربة الإرهاب والتطرف لن تكون فقط بالسلاح أو المقاومة المادية بل بالفن والفكر والثقافة والتعليم.. والفن هو جزء من مناحي الثقافة ويطرح فكرة أو قضية للنقاش ويطرح رؤية صانع العمل وأقصد المؤلف والمخرج لهذه القضية، وبالفعل ترددت أقاويل أن إيرانيين يقفون خلف صناعة المسلسل وأنا مسلم غيور علي ديني ولن أشارك في عمل يخالف مبادئي وقيمي الشخصية وأنا ضد الإرهاب، ونحن جميعا نعلم أن الإسلام دين سلام وبريء من كل ما تفعله داعش في البشرية.
جماعة داعش كعادتها تجهز لائحة اغتيالات لكل من يكشف إرهابها فهل ترددت وانتابك الخوف علي حياتك وهل وصلتك تهديدات بالفعل؟ لم تصلني تهديدات ولم يكن لدي تخوفات، ولو خفنا من داعش لن نعمل ولن نتحرك من مكاننا، وأنا مهنتي ممثل .. أمثل أدوارا سواء كانت أدوارا مقبولة من المجتمع أو غير مقبولة.. ففي مسلسل "موجة حارة" قدمت دور قواد وهو شخص مرفوض مجتمعيا ولكن كل شخصية موجودة في الحياة لدي شغف لتقديمها بطريقتي.
وماذا عن مشاركتك في فيلم "جواب اعتقال" الذي تشابه في مضمونه مع مسلسل "غرابيب سود" وأقصد ما يتعلق بموضوع الفكر المتطرف وتجنيد الشباب؟ في هذا الفيلم جسدت دور أحد قيادات الجماعات التكفيرية الذي تولي مهمة تجنيد شاب مصري لتنفيذ عمليات إرهابية وفي المسلسل جسدت دور مفتي الدواعش ولكن الدورين كانا مختلفين ووارد أن يتناول عملان فنيان فكرة متشابهة خاصة إذا كانت واقعا نعيشه ولكن طريقة المعالجة تختلف.
ما تعليقك على تراجع ترتيب إيرادات هذا الفيلم بعد فترة قصيرة من عرضه، وهل الإيرادات عنصر أساسي في تقييمك للأفلام؟ ترتيب الإيرادات ونسبة المشاهدة لا تعنيني فأنا لست منتجا ولا مخرجا وما يهمني اجتهادي في عملي ليصل للمشاهد والنتيجة على الله فأحيانا أقدم أدوارا تخالف توقعاتي وتنجح أكثر مما تصورت أو العكس ولكن بالفعل دور الشر يترك بصمة مع الناس.
وما أصعب المشاهد التي جسدتها في المسلسلات الثلاث الأخيرة؟ كل المشاهد صعبة ففي كل دور أنسج شخصية تأخذ من روحي وطاقتي وحبي للمهنة ويكون الدور عبارة عن سلسلة مشاهد إذا استسهلت في تحضير مشهد بسيط ولم أهتم به فستنقطع هذه السلسلة ويتوه المشاهد.
تجتهد في تشخصيك لكل دور تقدمه لجمهورك فكيف تجهز للشخصيات خاصة إذا كنت تصور أكثر من شخصية في نفس الوقت؟ التحضير يكون بقراءة النص بشكل جيد وتحمسي لتمثيله والشعور بالشخصية على الورق ثم مناقشة ملامح الشخصية مع الكاتب والمخرج وخلال جلسات العمل نتفق على تفاصيل الشخصية وهل الأنسب أن نقدمها بشكل كوميدي أم بشكل تراجيدي.
وماذا عن الأدوار الجديدة التي ننتظرها من سيد رجب؟ انتهيت من تصوير دوري في فيلم "طلق صناعي" للفنانة حورية فرغلي والفنان ماجد الكدواني والإخراج لخالد دياب، وأجسد دور مدير أمن القاهرة والفيلم فكرته كوميدية لطيفة ذات لمحة سياسية عن شخص متزوج وزوجته حامل وبسبب الظروف الأمنية في البلاد يقرر البطل أن تضع زوجته مولودها داخل مقرالسفارة الأمريكية لتكون أكثر أمانا على مولودها إلى أن يتم احتجازهم لحين حضور مدير الأمن وحل المشكلة، ومن جانب آخر استأنفت تصوير فيلم "خير وبركة" من بطولة شباب مسرح مصر علي ربيع ومحمد عبدالرحمن وكريم عفيفي والفنان بيومي فؤاد وهو التعاون السابع الذي يجمعني بالمخرج القدير سامح عبدالعزيز ومن تأليف شريف نجيب وجورج عزمي.
معروف أنك فى الأساس ممثل مسرحى.. فماذا عن مشاركاتك الأخيرة على خشبة المسرح؟ مازلنا في جولات لعرض مسرحية العشاء الأخير من إخراج أحمد العطار والتي تلقينا دعاوي لعرضها في مهرجانات في أكثر من 20 دولة ما بين أوروبا وآسيا وهي دول مهتمة بالتجارب التجريبية كما عرضناها هنا علي مسرح الجامعة الأمريكية ومسرح الفلكي.
ملامح الرجل الشرقي الأصيل في وجهك هل تمنعك من تجسيد أدوار معينة؟ علي العكس فكل دور بالنسبة لي تحد وأحب أن أتحدي نفسي في تجسيد أدوار بعيدة عن ملامحي وأقنع بها المشاهد.
أخيرا.. هل ستقوم بتكرار مشروع الكتابة بعد تجربة كتابتك لفيلم الشوق؟ لدي بالفعل فكرة وأتمني أن أجد الوقت والدعم لتنفيذها بالصورة التي في مخيلتي فأنا في النهاية كاتب هاو لست محترفا وأتخوف ألا يتم تنفيذ العمل الذي أحب كتابته بالصورة التي أتمناها.