يواجه المصريون سيلاً من اللافتات وإعلانات التليفزيون التي تسعى وراء أصواتهم في أول انتخابات برلمانية حرة منذ عقود ، لكن بعض المشاركين في الحملات الانتخابية يلجأون الى حيل مثل تمزيق لافتات المنافسين في سباق سيكون لكل صوت فيه قيمته. وستتيح الانتخابات للمصريين أول فرصة حقيقية لاختيار من يمثلهم ، وفي عهد حسني مبارك الذي استمر 30 عاما كان الترويع والتزوير وشراء الاصوات تضمن فوزا ساحقا لحزبه الحاكم. وحسبما أشارت وكالة رويترز .. لا يتوقع أحد العودة إلى ذلك النوع من التزوير المعتاد لكن مع احتدام المنافسة يلجأ البعض إلى الحيل قبل الانتخابات التي ستجرى على مراحل تبدأ من يوم 28 نوفمبر . ويلجأ بعض العاملين الحزبيين إلى تشويه لافتات الدعاية الخاصة بالمرشحين المنافسين وافساد اجتماعاتهم الانتخابية بهجمات لفظية وتوزيع منشورات مزيفة تسخر منهم. وتتهم أحزاب ليبرالية جماعة الاخوان المسلمين الجيدة التمويل بانفاق يفوق سخاءها المعتاد من أجل كسب الاصوات. ويتوقع كثيرون أن يشكل الاخوان واحدة من أكبر الكتل في البرلمان لكن محللين يشككون في استطاعتهم الحصول على أغلبية. ووزعت الجماعة التي تحظى بالاحترام نظرا لسجلها في مجال العمل الخيري كميات من اللحوم على الناخبين المحتملين. وينتقد منافسو الاخوان ما يعتبرونه شراء مستترا للاصوات من جانب الجماعة بنفس الاساليب التي كان مرشحو حزب مبارك يتعرضون للاستنكار لاستخدامهم اياها. لكن بعض الاحزاب الليبرالية تقدم أيضا عروضا من هذا القبيل. ويقول ناشطون من أحزاب جديدة تتعهد بسياسات أكثر استقامة انهم يواجهون معركة ضارية خصوصا في الاقاليم. وقالت نورا سليمان المتحدثة باسم حزب العدل ان سياسات النظام القديم لم تختف في المشهد السياسي الجديد وان الناس يسألون مرشحي الحزب لم لا يوزعون لحوما فيجيبونهم بأنهم يريدون أن يعطوهم الادوات التي تمكنهم من شراء اللحم بأنفسهم. والان في وجود أكثر من 6000 مرشح مستقل ومع محاولة أفراد من نظام مبارك العودة الى السياسة عن طريق أحزاب أخرى قد يمكن التماس العذر للناخبين اذا كانوا مشوشين. ولم يتبق سوى 14 يوما على بداية الانتخابات وتدور معارك قضائية لمنع أعضاء حزب مبارك من الترشح ولم تعلن اللجنة العليا للانتخابات قائمة نهائية للمرشحين. وتسعى أفضل الاحزاب تمويلا لتحقيق بعض السبق على منافسيها الكثيرين فملأت شوارع القاهرة بصور ضخمة لمرشحيها مع أبسط الشعارات الممكنة. ويكتب حزب الحرية والعدالة على لافتات مرشحيه "بالعدالة والحرية .. بكرة مصر تكون قوية". بينما يرفع حزب المصريين الاحرار الليبرالي شعار "حقك من حقك". وفي الاحياء الارقى بالعاصمة حيث تسود اراء أكثر ليبرالية يزيل معارضو الاحزاب الاسلامية لافتات الاسلاميين. لكن الاحزاب الليبرالية يمكن ان تتعرض لنفس المصير. وقال سعد خير الله مرشح التحالف الشعبي في الاسكندرية لصحيفة الشروق ان "ميليشيات" الاخوان تمزق لافتات الدعاية الانتخابية مضيفا أنه يعارض بدء الانتخابات باستعراض العضلات واستخدام "بلطجية" مأجورين. ويقول بعض الناشطين ان معركة اعلانات الشوارع يؤججها وسطاء يتقاضون أموالا لوضع اللافتات وحمايتها من التخريب. وكان استخدام البلطجية للفوز في الانتخابات أمرا مألوفا في عهد مبارك. وقالت نورا سليمان المتحدثة باسم حزب العدل ان الامر بالغ الصعوبة على الاحزاب الجديدة مثل حزب العدل حيث لا تتوفر لها العلاقات القديمة والمال لتمويل وضع اللافتات في أفضل المواقع. ويستخدم الليبراليون العلمانيون مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لكشف ما يصفونه بالتعصب المستتر وراء مظهر التسامح الذي يظهر به المرشحون الاسلاميون في العلن. وحملت صفحة على موقع فيسبوك عنوان "لا لحكم الاخوان في مصر" وانضم اليها أكثر من 60 ألف عضو وضمت قائمة أسباب لاقناع الناخبين بمقاطعة الحماعة. وتضمنت الصفحة السؤال "لماذا لا لحكم الاخوان؟" وأجابته بأنهم ميكيافيليون مستعدون للتعامل مع الشيطان نفسه لتحقيق أهدافهم. ورغم حظر استحدام الشعارات الدينية يرفع الاخوان شعار "الاسلام هو الحل" لكن ليس في اللافتات الرسمية لمرشحي حزب الحرية والعدالة. لكن ذلك النداء الديني حتى في مصر التي يضع كثير من نسائها الحجاب لا يضمن الحصول على التأييد. وقالت نادية أحمد عبد الحميد عاملة النظافة التي تبلغ من العمر 45 سنة وتضع الحجاب ان اسلاميين أحاطوا بها وهي تغادر مسجدا الاسبوع الماضي وكانوا يوزعون منشورات تقول ان النساء يجب ألا يرتدين السراويل وألا يعملن في أوقات غير مناسبة اجتماعيا.وقالت نادية انها لا تريد الاخوان ولا تثق بهم. وسخر الليبراليون من حزب اسلامي اخر هو حزب النور السلفي. ووزعوا منشورات دعاية انتخابية لحزب النور تدعو لانتخاب مرشحة للحزب وعليها صورة زوجها بدلا منها ومنشورا لمرشحة أخرى منتقبة عليه صورتها لكن دون أن يظهر وجهها .