أحيا اليوم محرك البحث " جوجل " الذكري ال93 لمولد النجمة سامية جمال ، واسمها الحقيقي هو زينب خليل إبراهيم محفوظ، وهي من مواليد بني سويف ، وسامية جمال هو اسم الشهرة الخاص بها، وكانت تشتهر بالرقصات الجماعية، وكانت تشكل ثنائياً ناجح مع الراحل فريد الأطرش، الذي عمل معها العديد من الأعمال التي لازال يحتفظ بها التاريخ ومن أبرزها بالطبع " عفريتة هانم " ، ومن أشهر أعمالها العزيمة ومن الجاني، والأحدب وست الحسن، وسيجارة وكأس وسكر هانم، حبيب العمر، والصفر وزنوبة، وممنوع الحب، والعرسان الثلاثة وتعالى سلم وقطار الليل، والحزين وعلى مسرح الحياة، كازينو اللطافة، وفيلم صاحبة العمارة، وكذلك ماتقولش لحد، وحبيبي الأسمر، والعديد من الأعمال الفنية التي إشتهرت بها. وتعد الفنانة الفراشة سامية جمال إحدى العلامات الفارقة فى مسيرة الرقص الشرقى وهى من أوائل الفنانات التى مزجت فى فنها بين التمثيل والرقص وكثيرا ما خلطت أدوارها التمثيلية بعروض راقصة وصنعت من عروضها الراقصة مشاهد تمثيلية فى مجالات التراجيديا والميلودراما ، وبدأت حياتها الفنية " لبيسة " مع فرقة بديعة مصابني ثم اصبحت تشارك في التابلوهات الراقصة الجماعية، وفي عام 1943 بدأت بالعمل في مجال السينما ، وفي أوائل السبعينيات اعتزلت الفنانة سامية جمال الأضواء والفنّ ثم عادت مرة أخرى للرقص في منتصف الثمانينات ولكنها سرعان ما عاودت الاعتزال مرة أخرى حتى وفاتها. وقد توفيت والدتها قبل أن تبلغ هي الثامنة لتعيش مع زوجة أبيها وعدد من الأخوة الأشقاء وغير الأشقاء ، ولم تبدأ المعاناة الحقيقية، إلا بعد أن انتقلت مع والدهما للقاهرة، حيث أقاموا في أحد الأحياء الشعبية قبل أن تتزوج شقيقتها الكبرى، للتحول لمجرد خادمة تؤدي أعمال البيت من تنظيف وشراء المتطلبات من السوق ، وبعد أربع سنوات، قررت "سامية جمال" أن تعيش في بيت شقيقتها مع أبنائها ولكنها اكتشفت بعد انتهاء فترة الضيافة أن الوضع في بيت شقيقتها لا يختلف كثيراً عن الوضع في بيت زوجة أبيها، فهي في البيتين لا تزيد عن كونها خادمة ، وتعرفت على أحد العاملين بفرقة الراقصة "بديعة مصابني"، ليلتقطها الكازينو الذي خرج منه جميع عمالقة الرقص والغناء فشاركت فى الفرق الأستعراضية المتواجده خلف "بديعة" التي وجدت فيها قوام واداء للحركات فأعجبت بذلك وقامت على تدريبها على الرقص على يد أحد المدربين ليكى تقوم بإحياء حفلات بنفسها ، وتخلت عن اسمها الحقيقي ليتناسى الجميع اسم "زينب" وتبدأ سامية جمال في أولى خطواتها نحو الشهرة والنجومية. "انتصار الشباب" كانت أول فرصة في مجال السينما لسامية جمال عام 1941، بعد نجاحها في تقديم وصلات الرقص، وقدمت دور ثانوي مع الفنان فريد الأطرش في هذا الفيلم، وقدمت استعراضاً غنائياً لفت الأنظار إليها، وانطلقت سامية بعد النجاح الكبير الذي حققه الفيلم لتقدم نفسها كممثلة وليست راقصة ، صنعت مع الفنان فريد الأطرش ثنائي ناجح، وكانوا حديث الصحافة في وقتها، فكان ومن أشهرها ''أحبك انت''، و''عفريتة هانم''، و''آخر كدبة''، و''تعالى سلم''، و''ماتقولش لحد'' كما شاركت برقصة لمدة ثلاث دقائق في الفيلم الأمريكي Valley of the Kings ، ومثلت دور البطولة في الفيلم الفرنسي علي بابا والأربعين حرامي، وقامت بدور "مرجانة". كانت سامية جمال نجمة الرقص الشرقي الأولى في مصر وكانت تشكل مع تحية كاريوكا مدرستين مختلفتين في تعليم وأداء الرقص الشرقي، ورغم أن الاثنتين بدأتا في الفرقة نفسها فرقة «بديعة مصابني»، إلا أن كلا منهما كان لها أسلوب مميز ومختلف في الرقص ، واشتهرت سامية جمال بالمزج بين الرقص الشرقي والغربي، واعتمدت في آداء رقصاتها على الملابس المبهرة والموسيقى والديكورات ، أما تحية كاريوكا فكانت تفضل الطابع القديم التقليدي للرقص الشرقي بالرغم من أنها أضافت إليه الكثير من التطوير ، ومما ساعد سامية جمال على البراعة في الرقص هو جمالها الأسمر الهادئ، وروحها المرحة، وأناقتها، وكانت تحرص على رشاقة جسدها حتى آخر حياتها . وبالنسبة لحياتها الخاصة ، كانت متزوجة من شاب يدعى عبد الله كينج وهو امريكي أعجب بها وأشهر اسلامه ، ولكنه إنفصل عنها بعد ذلك، ومن بعدها إعتزلت سامية جمال الفن لفترة طويلة، ثم عادت بعد ذلك للأضواء من جديد ، وكان فيلم "الرجل الثاني" السبب في علاقة صداقة قوية بينها وبين رشدي أباظة ، وسرعان ما تطورت لعلاقة حب ثم زواج استمر لمدة 18 عامًا قبل أن ينفصل الثنائي عام 1977، ويعلن بعدها رشدي أباظة أنه لم يحب في حياته سوى سامية جمال. وقد توفيت سامية جمال في 1 ديسمبر عام 1994 عن عمر يناهز 70 عاماً ، فبسبب نظامها الغذائي القاسي الذي اتبعته طوال حياتها، أصيبت بجلطة في الوريد المغذي للأمعاء أدى لحدوث غرغرينا، وتطلب الأمر إجراء عملية استئصال للأمعاء، ولم تتحسن حالتها وبدأت تفقد الوعي تدريجياً حتى توفيت ، والغريب أن الفنانة الراحلة سامية جمال أوصت بأن يخرج جثمانها فى هدوء من "سلّم الخدّامين".