عميد التحطيب: علمت أشبالا في كل قرى الصعيد.. وارتفعت روحي المعنوية بعد إدراجها في اليونسكو فارس التحطيب: هناك محطبون أعمارهم 90 عاما.. ويمكن تعلمها في أسبوع واحد أسبوع واحد فقط وتلعب لعبة الفرسان "التحطيب"، وهي اللعبة التي كنا نراها في أفلامنا العربية القديمة وترتبط بالشهامة والأخلاق.. ولاتزال اللعبة الأشهر في قنا والأقصر وأسوان وسوهاج، خاصة بعدما نجح المصريون في تسجيل اللعبة على قائمة التراث الثقافي غير المادي باليونسكو، وهو ما سيجعل مصر تستفيد من هذا الحدث في السياحة، فمن أشهر ممارس لهذه اللعبة الآن؟ هذا ما نتعرف عليه في السطور التالية.. في البداية يقول عبد الغنى عبد الباسط عبيد محمود ( 70 عاما ): أنا محترف في التحطيب، لأن ربنا وهبني موهبتها، ويعتبرني الجميع عميد لعبة التحطيب والتحكيم فيها، وعلمت أشبالا في كل قرى الصعيد، ومن يهواها نعلمه قواعدها، وهناك الكثير من الشباب يحاولون تعلمها، لكنها تحتاج إلى إمكانيات، وأنا دربت شبابا من سوهاجوقنا والأقصر وأسوان، والحمد لله أنهم أدرجوا التحطيب على قائمة اليونسكو للتراث الحضاري، فهذا اهتمام بالتراث الفرعوني، وارتفعت روحي المعنوية بسبب ذلك أما صاحب مشروع ( فرسان التحطيب ) إبراهيم بدري محمد عبد الرازق (57 عاما) ويعمل شيخا لأحد المعاهد الأزهرية بالجمالية بقوص في قنا فيقول: هي لعبة وراثية عن آبائنا وأجدادنا، ونمارسها في الأفراح والموالد مثل مولد سيدنا الحسين والسيدة زينب، وعندي صفحة على اليوتيوب بعنوان فرسان تحطيب الجمالية، بجانب صفحة على الفيسبوك اسمها" فرسان التحطيب"، وانشر فيهما مقاطع فيديو للعبة التحطيب تصل مدتها إلى 15 دقيقة، ويوجد عندنا العم أي الفارس القوى الكبير وكنا نتدرب في الغيط أو في أرض فضاء، وفيها أهداف مثل أهداف كرة القدم، فضرب الرأس يعتبر هدفا كبيرا، وباقي الجسم تحسب نقطة، والتحطيب يعلم الدفاع عن النفس، ولا يوجد فيها أي خسارة، فهي لعبة ارتجالية لها قواعد وأهداف وأسس، وعندما يقوم الخصم بضربي على الرأس تسمى (باب مفتوح)، وتعتبر فضيحة إذا وقعت العصا من أي من الطرفين، وهناك محطبون أعمارهم 90 عاما، كما أن إقبال الشباب على تعلمها في تزايد، ويحتاج تعلمها إلى أسبوع بالكثير، ولكنها تحتاج إلى صبر. وتعلق الدكتورة نهلة إمام رئيسة قسم العادات والمعتقدات بأكاديمية الفنون وخبيرة تراث قائلة: مهم جدا تسجيل اللعبة على القوائم العالمية وتحديدا في اليونسكو، والتي تعد أعلى هيئة ثقافية في العالم، وفى رأيي الأهم من اهتمام اليونسكو بها هو اهتمام المصريين أنفسهم بأهميتها كتراث حضاري فالدول تتسابق لتسجيل تراثها، فالهند تسجل اليوجا وكوبا تريد تسجيل رقصة الرومبا، وكل دولة تحمل ملف وتعرضه على لجنة تقيم الملف وتفحصه وتقرر ما إذا كان مستوفى الشروط أم لا، وسواء وافقنا عليها أم لا فعلينا الالتزام بها، فالتحطيب منذ أيام الفراعنة ومرسوم على جدران المعابد، وعندما سلمنا الملف رجعونا وأخبرونا أننا استوفينا لشرطين فقط من الخمسة، واقترحوا إعادة الملف للدولة المصرية واستكماله وفى خطوة جريئة قررت وزارة الثقافة ولجنة الفنون الشعبية والتنمية الوطنية السفر إلى اليونسكو ودافعنا عن حقنا في تسجيل التحطيب على قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وبعد تسجيله نحن مطالبون أمام اليونسكو بعد عامين ثم 4 أعوام بتقديم تقارير عن اللعبة ومعرفة ما إذا كانت الدولة اهتمت بها أم لا، وسأستعين بكل ما ينشر من حوارات عن التحطيب في الملف الذي سأقدمه لليونسكو، ولا أستطيع أن أنكر دور وزارة الخارجية حيث قامت بجهد لا يستهان به واللجنة الحكومية الدولية مكونة من وفود 24 دولة منهم 3 دول عربية هم الجزائر وفلسطين ولبنان، ولا أنكر دور الإمارات حيث ساعدونا على ترتيب موعد مع مندوبة تركيا، والتي كانت في منتهى التفاهم وقامت بالتصويت لمصر كما ساندتنا أرمينيا والكثير من الدول. وعن صاحب فكرة إدراج التحطيب على قائمة التراث تقول دكتور نهلة: الملف قدمته جمعية (الصعيد للتربية والتنمية) وتعد مبادرة من جمعية أهلية في الصعيد وتحدثت مع وزير الثقافة لتقديم الدعم الكامل لها، لأنها تهتم بالحرف والتراث المصري ونريد من أهالي سيناء والنوبة بتسجيل تراثهم أيضا. وعن مدى الاستفادة من هذا الحدث تقول: ليس لديهم مانع لإقامة مهرجانات للتحطيب في كل دول العالم وفى افتتاحيات البطولات، وتعد خير نموذج لتنشيط السياحة المصرية، ويجب أن تقوم هيئة تنشيط السياحة بعمل بوستر عن التحطيب في محطات المترو في كل دول العالم بجانبها صورة مكتوب تحتها" تعالوا استمتعوا بمهرجان التحطيب والمزمار" كما تقوم وزارة التعليم العالي بإدراجها ضمن مناهج اللياقة في كليات التربية الرياضية وتدرج في مناهج وزارة التربية والتعليم لأنها تعلم الطفل معنى الشهامة والفروسية والأخلاق عند التعامل مع الخصم.