بعد 4 حلقات فقط علي "اليوتيوب" بدأ المشوار... ويشرفني أنني جزء من موجة سبقتني فيها نجوي إبراهيم وإسعاد يونس لن أقدم أي عمل يرضيني كممثل إلا بعد عام 2020.. ولا أحب مشاهدة نفسي أرفض مصطلح "الضحك النظيف" ولكنني أقدم "كوميديا خضراء" أصعب حاجة عملتها إني أكلت نصف خروف طعمه شبه "البلاستيك" كنت أول من تنبأ بانتشار بيومي فؤاد.. وانتظروا مني أدواراً عظيمة في 2020 أحلم بانشاء أكاديمية لتخريج كتاب وممثلين كوميديين محترفين بمنتهي الشجاعة والمغامرة قرر أحمد أمين أن يترك عمله كرئيس تحرير لمجلة باسم للأطفال، ويبدأ في السعي وراء حلمه في التمثيل، وبدأ بحلقات بسيطة وساخرة على "اليوتيوب" صورها في غرفة بمنزله بكاميرا "موبايل" وإمكانيات بسيطة، ليحقق بعد ذلك نسب مشاهدة عالية ساعدته على الدخول إلى منازل ملايين المصريين من خلال برنامجه "البلاتوه" على قناة النهار، ولكن.. كيف قطع هذا المشوار؟ الإجابة في السطور التالية.. في بداياتك قلت: إن "اليوتيوب" يعطيك مساحة حرية.. ولكنك لا تتحدث في السياسة؟ أردت أن أبدأ من مكان لا يقيدني بموضوعات بعينها أو تحكمني أى شروط شركات الإنتاج، وكان هدفي الأول هو أن أجرب العودة للتمثيل بعد انقطاع منذ أن كنت في فريق مسرح كلية فنون جميلة، بالإضافة إلى معرفة مدي تقبل الناس لما أقدمه، وقررت أن استمر في نشر فيديوهات كوميدية على اليوتيوب لفترة طويلة ولكني فوجئت عقب الحلقة الرابعة بعدد من القنوات الفضائية تتصل بي حتي أكون ضيفا ببرامجهم رغم أنني لم اُسوق للمحتوي الذي أقدمه مطلقاً. هل قمت بعمل خطة لحياتك المهنية الجديدة بعد أن تركت الصحافة؟ بالتأكيد، قمت بعمل خطة زمنية لكل ما أريد فعله، وقررت الاستمرار لشهورعديدة على اليوتيوب، ولكني فوجئت بذلك النجاح الذي حصدته خلال فترة زمنية قصيرة، ويمكن ربنا سبحانه وتعالي أراد أن يعوضي لأني بدأت متأخراً في هذا المجال وأنا عمري 35 سنة، وحتى الآن لم أصل لكي ما أريده، ولن أقدم أي عمل أرضي عنه كممثل إلا بعد عام 2020، لأنه ليس من المنطقي أن تساعدني خبرتي البسيطة في إنتاج أعمال عظيمة في الوقت الحالي، فأحمد زكي لم يقدم أدواراً مؤثرة إلا بعدما ظهر في فيلم "شفيقة ومتولي"، ليمتعنا بعدها بأعمال رائعة. تقول إن هناك مرضاً اسمه "الحسابات والخوف من المخاطرة".. كيف تخلصت من ذلك المرض؟ كنت ناجحاً في عملي إلا أنني لم أشعر بالسعادة أو الاستمتاع بما أفعله، وطوال الوقت كنت أفكر في الإعلام والتمثيل، وخلال عملي في الصحافة صورت فيلماً قصيراً اسمه "حاضر مع المتهم" أهديته إلى الشيخ الشهيد عماد عفت، وكانت تدور أحداثه حول سلبيات دخول رجال الدين في السياسة، وبعد الانتهاء من الفيلم، بدأت أسأل نفسي "لماذا أشعر بالتعاسة في عملي؟" و"ما سر النشاط والحماس أثناء تمثيلي لدور بالفيلم؟، فوجدت أني أجد نفسي في التمثيل، كما ساعدني علي اتخاذ ذلك القرار نجاح العديد من الشخصيات الذين أتبعوا شغفهم وتركوا عملهم الملل، ومنهم أخي الكبير الذي قرر أن يعود لعشقه ويصبح فناناً تشكيلياً ، وتأكدت من أن الإنسان يبدع عندما يفعل الأشياء التي يحبها، فالشغل مثل الزواج، فأنا أتعامل مع شخصيات كثيرة ولكني في النهاية اختار واحدة فقط لأكمل معها حياتي، ولأني أحبها فيمكننا أن نتجاوز المشاكل والصعاب. ألم تخف من تقديمك لنمط كوميدي لا يعتمد على الإيحاءات؟ إطلاقًا، فأنا أقدم ما يمثل شخصيتي منذ أن كنت على اليوتيوب وحتى تقديمي برنامجي "بريك" و "البلاتوه"، "الموضوع طلع مني بتلقائية وعفوية ولن أقصد تصنيف نفسي فيما يسمي ب "الضحك النظيف"، فعندما أبدأ بكتابة الحلقات أتخيل ما يناسب طبيعة الأسرة المصرية التي تضم مختلف الفئات العمرية، فالألفاظ الخارجة والإيحاءات لا تناسب شخصيتي ولا أقبل أن يشاهد ذلك زوجتي وأولادي، ولو افتراضنا أن أحدا شاهد فيديو فيه "جرأة زيادة عن اللزوم" فإنه سيستحي أن "يعمل منشن" لأخته أو زوجته، لكن عموماً أنا ضد مصطلح "الضحك النظيف" ولكن هناك أعمال تناسب شريحة عمرية محددة في الوقت التي لا تتوافق مع شرائح أخري، وأري أن ما اقدمه يناسب طبيعة الأسرة المصرية والذي يندرج تحت مسمى "الكوميديا الخضراء"، أما عن فكرة وجود موجة جديدة فأنا اتشرف أنني جزء منها وقد سبقني فيها الإعلامية الكبيرة نجوي إبراهيم والممثلة العظيمة إسعاد يونس، وذلك الأمر مجرد صدفة نتيجة احتياج الناس لذلك النمط من البرامج لأننا تشبعنا من الكلام في السياسة، ودائمًا أسعى للحديث عن المشاكل والقضايا الاجتماعية عن طريق عرضها بطريقة مختلفة وكوميدية، وعندما تأتي لمشاهدتي "تتبسط وتضحك" مما يساعدك أن تأخد طاقة لتنفذ الأعباء والمسئوليات التي تقع على عاهلك. لماذا تعتمد على البحث العلمي والمعلومات الدقيقة رغم أنك تقدم "محتوي كوميدي"؟ بسبب عملي لمدة 10 سنوات في مجلة الأطفال، تعلمت الحصول على المعلومات وتبسيطها للاطفال، فعلى الصحفي أن يكون شخصية موسوعية، بمعني أن يكون لديه معرفة عن كل شىء، فكلمة مجلة بالإنجليزية تعني "مخرن"، فأنا على مدار أكثر من عقد كامل أعمل داخل مخزن من المعلومات المتنوعة، وذلك أثر بشكل كبير على عندما قدمت برامج كوميدية، وفوجدت نفسي بشكل تلقائي اعتمد على الاوصاف والمعلومات الدقيقة، وذلك بالإضافة إلى فريق الكتابة المحترف الذي اعمله معه في برامجي.
ما أكثر حلقة تحبها؟ توجد أكثر من حلقة مقربة لقلبي، أولها حلقة عن "الكرش" لأنها كانت "وش السعد عليّ"، فكانت أول حلقة تحدث ضجة كبيرة، كما أنني أحب أيضا حلقتي "أنواع الأمهات" و"أنواع الطانطات"، وبشكل عام أنا لا أحب أن أشاهد نفسي، ولكني مضطر لبعض الأجزاء بحكم طبيعة عملي ومشاهدة "المونتاج". ما أصعب حلقة قدمتها؟ بالتأكيد حلقة الأكل، فعلى الرغم من عشقي للطعام ولكن ذلك لا يعني أن أتناول الوجبات التي لا أحبها، بالإضافة إلى أن مذاق الطعام كان بشعاً، فقد جاءوا لي بنصف خروف ورشوا عليه مادة غريبة، فحسيت أني آكل "بلاستيك" خلال حفل توزيع جوائز السينما العربية ورغم وجود ممثلين تحدثت عن المحظورات الخاصة بك مثل "القبلات".. ألم تخف من إحراجهم؟ يومها قلت "مراتي قالت لي مفيش حاجة اسمها بوس في سياق الدراما" ، وقد أردت التأكيد أن هناك جيلاً يريد أن يقدم فناً هادفاً، وأن الممثل ليس بشخص منعزل عن المجتمع وحياته "متلخبطة" ويعاني أمراضا نفسية، كما يعتقد الكثيرون، وأنهم يقدمون أدوارا لشخصيات مختلفة عن الموجودة في الواقع، وبالفعل زوجتي قالت لي: "لن تقبل أي ممثلة في الأعمال الفنية"، "وأنا قلت لها خلاص مش هبوس". هل خفت من السخرية من العديد من الممثلين أثناء حفل توزيع جوائز السينما العربية؟ كنت متعمداً أن أقوم بذلك لأبين للجمهور "أن كل حد بيجيب سيرته سواء من ممثلين أو فئات في المجتمع كالزوجات والأمهات، بيبقي قصدي أهزر معاه مش عليه"، وأعتقد أنه في الحفلة كنت واضحا أني أمزح معهم، لأنني ببساطة تحدث في وجودهم، فلو كنت أريد أن أسخر منهم لفعلت ذلك في برامجي، ولكني لم ولن افعل ذلك، كما أن أغلب من كانوا بالحفل من أصدقائي المقربين، ومنهم محمد فراج، وبيومي فؤاد الذي اعتبره أخي الأكبر، وأعرفه منذ أن كنت طفلاً، وكنت أول من تنبأ بأنه سيشارك في العديد من الأعمال، وقلت على سبيل المبالغة إنه طالما بيومي قاعد معانا يبقي فيه 6 مسلسلات متعطلة هل من الممكن أن توافق على تمثيل أدوار درامية بعدما قدمت برامج كوميدية؟ في الحقيقة أنا لست إعلامياً أو مقدم برامج كما تصفني بعض الصحف والمجلات، فأنا في الأصل ممثل يمكن أن أعرض ألواناً مختلفة، فعلي الفنان أن يقدم رصيدا متنوعا من الأعمال الفنية التي تتوافق مع الرسائل التي يود أن يراها الجمهور. ما أكثر شيء تخاف منه؟ أخاف من أشياء كثيرة، أهمها أن أفهم بشكل خاطئ، كما أخاف من الإشاعات، فمرة قالوا إنه يقلد فلاناً أو إنه "هيقعد علان في البيت"، وأحاول من وقت لآخر أن أكون أكثر صلابة. ما رسالتك من الأعمال التي تقدمها؟ أسعي دائما أن أخفف من الأعباء اليومية لكل من يشاهدني، وأن أكون سبباً في رسم الضحكة والابتسامة على وجه الآخرين، وذلك سيحسن تعاملهم مع من حولهم بشكل إيجابي، ومن أكثر المواقف التي جعلتني أشعر اني قدمت رسالتي في الحياة، عندما قال لي الكاتب والروائي أحمد مراد إنه لم يستطع سماع أغنية "اسقيني واملا واسقيني تاني" لأم كلثوم بعدما قدمت عرضاً كوميدياً عليها، وهنا تأكدت أنه عندما اناقش موضوعاً بشكل مختلف سيؤثر في المشاهدين ولن ينسوه.
ما هدفك في الحياة؟ أتمني ان أنشئ أكاديمية لتعليم الكتابة الكوميدية، بالإضافة إلى عمل كيان متخصص في صناعة الممثل، فلا أريد أن يصبح ما أقدمه مجرد حالة وتنتهي عندما أكبر فى السن وأصل للستين، لذلك أريد أن أخرج أجيالا ليكملوا المسيرة من بعدي، فمع احترامي الشديد لكل المعاهد "بس للاسف في حاجات كتير ناقصة علشان تبقي أفضل".