طوق النجاة للملايين داخل مصر وخارجها.. لسه فيها خير قوافل خيرية مصرية تنطلق لجميع أنحاء العالم مسئول لجنة الإغاثة: استأجرنا طائرة حربية لتوصيل المساعدات في اندونيسيا! الجنيه الذي يقدمه المتبرع يصل للمحتاج جنيهاً كاملاً.. وكل تكاليف السفر والإقامة على حساب المتطوعين أعضاء قوافل جمعية رسالة: نقدم خير "ديليفري" لأهالي المناطق النائية القوافل الخارجية هي أحد الأنشطة الخيرية التي تعمل عليها بعض مؤسسات العمل الخيري، وتنقسم إلى نوعين فبعضها يستهدف المحافظات والقرى النائية داخل مصر والتي تعاني من الفقر وسوء الحالة الصحية، وأخرى تستهدف دول العالم الإسلامي التي تتعرض لأزمات سياسية سواء كانت حرباً أو حصاراً أو كوارث بيئية وصحية مثل السيول والأعاصير والأوبئة، وسنتعرف على تفاصيل أكثر لهذين النوعين من القوافل الخارجية من خلال التحقيق التالي.. يقول مصطفى إسماعيل-المسئول عن إحدى لجان الإغاثة-: لدينا تجربة رائدة في عمل القوافل الخارجية على مستوى العالم الإسلامي، فلدينا دور في دول حوض النيل أقوى من الدور الذي تلعبه الخارجية المصرية في هذا المكان سواء قبل أو بعد الأزمة، فقمنا بعمل أكبر قافلة علاج العيون في تاريخ أوغندا، فنحن عمرنا الآن 7 سنوات من الإغاثة ووراءنا نقابة الأطباء واتحاد الأطباء العرب والإغاثة الإسلامية في جدة، وبرغم هذا فالجنيه الذي يقدمه المتبرع يصل للجائع جنيهاً كاملاً.. فلا توجد لدينا ما تسمى بالمصاريف الإدارية لأن السفر والإقامة والطعام والشراب يكون على حساب المتطوعين وليس من التبرعات، وبالطبع يوجد مخاطر كبيرة جدا نتعرض لها أثناء عمل هذه القوافل فلابد أن تكون المشاريع التي نقيمها لديهم تسير في نفس اتجاه مشاريعهم القومية وإلا نتعرض لمشاكل أمنية، وحينما أردنا الذهاب إلى الصومال ركبنا طائرة إلى كينيا ومن هناك نستأجر طائرة من شخص يدعى الحاج محمد وهي طائرات ليس لها علاقة بخطوط الطيران ولا يوجد جهة في العالم تعترف بها كما أن الطائرة لا تهبط في مطار حيث إن مقديشيو لا يوجد بها مطارات فنهبط على الأسفلت العادي مثلنا مثل أي سيارة ميكروباص، وحينما ذهبنا إلى اندونيسيا بعد إعصار تسونامي وجدنا الزلزال حجب المنكوبين وراء البحر فحينما سألنا المسئولين عن كيفية توصيل المساعدات لهم فقالوا لنا إنهم في تعداد المفقودين وعلينا أن نسلم المساعدات للسلطات وهي ستتصرف، فاعترضنا وقلنا لهم إن سياستنا أن نوصل المساعدات بأيدينا واضطررنا أن نستأجر طائرة حربية ماليزية كانت مهداة لاندونيسيا للإنقاذ لا تحمل سوى 3 ركاب بخلاف الطيار، وحينما وصلنا لهم قالوا لنا "يااااه هو لسة إخواننا المسلمين في بلد الأزهر يتذكروننا" وأصبحوا يبكون من الفرحة، والقافلة الطبية عموما لا يقل عدد الأطباء فيها عن 15 طبيبا و3 إداريين، أما الميزانيات فتكون فلكية ولكننا نتسلمها بشكل عيني وليس نقديا، فقد وصلنا قافلة من وقت قريب إلى غزة تحتوي على 54 طن من اللحم الخالص لأهل غزة وقبلها 1335 طنا من المواد الغذائية و 105 أطنان من الأدوية عبر معبر رفح وفي حالة فلسطين تحديدا نتعامل بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية والهلال الأحمر ولا يكون هناك أي نوع من أنواع التعامل مع سلطات الأمن الإسرائيلي. عماد حمدي-المسئول عن القوافل الخارجية بجمعية رسالة-يقول: الفكرة مبنية على مساعدة الأسر المحتاجة في المناطق النائية داخل المحافظات فنذهب إلى الشرقية وبني سويف والمنوفية، وما اكتشفناه أن هؤلاء الناس ليس لديهم ثقافة المساعدة من الأساس وعندما دخلنا البيوت لم نجد فيها وسائل المعيشة الأساسية، فوجدنا أن هناك الكثير من البيوت بدون أسقف وأخرى لا تصل المياه إليها فنقوم بتوصيل المياه للبيوت وبناء الأسقف لها، هذا بخلاف أننا نقوم بتجهيز العرائس قبل ميعاد زواجهن ونقوم بعمل توزيع عيني من مراتب وبطاطين ومشاريع صغيرة لمن ليس لهم مصدر دخل، هذا بخلاف القوافل الطبية فيأتي معنا أطباء متخصصون ويكون معنا الأدوية التي يتم صرفها للمرضى، وعدد الشباب المشترك في القوافل الخارجية مرتبط بميزانية القافلة حيث كلما تزيد الميزانية يزيد عدد الشباب ليتم إنجاز العمل ولذلك فهدفنا أن نساعد أكبر عدد من الحالات بأكبر عدد من المتطوعين، فعدد الأسر المستفيدة من القوافل الخارجية أكثر من 50 ألف أسرة، وهدفنا خلال الفترة القادمة أن نقوم بعمل مشاريع تنموية داخل هذه المحافظات ولا نكتفي بعمل الخير فقط لأن هناك بعض المحافظات التي أصبحت بالفعل ليست في حاجة لمجرد المساعدة. ويضيف عبد الله نور الدين- متطوع في القوافل الخارجية-قائلا: نسافر إلى أماكن بعيدة مثل مرسى علم والعريش والشرقية والصف وما لمسته أن هناك أناسا كثيرين تحتاج المساعدة ففي إحدى القرى وجدت سيدة وأبناءها تعيش على أكل الخبز فقط فيشترون بجنيه عيش ليكفيهم خمسة أيام وأخرى تجلس في بيت يوشك على السقوط فوق رأسها، وهناك الكثير من هذه النماذج، والقوافل عموما نوعان فهناك قوافل استكشافية والتي تكون مهمتها النزول إلى قرية ما ومعرفة احتياجاتها، وأخرى تنفيذية والتي تقوم بتنفيذ المساعدات والتي يكون منها قوافل المبيت التي تأخذ أكثر من يوم لتنفيذها حيث تصل ميزانيتها إلى ربع مليون جنيه من المساعدات والتي نقوم بعملها مرتين في السنة، والناس في القرى يستقبلوننا كأطواق نجاة لهم لأنهم في حاجة شديدة للمساعدة، ونحن نريد أن نوصل رسالة للشباب أنه لا بد من تجربة هذا النوع من القوافل لأنها تجعلنا نشعر بنوع من الفخر والارتياح برغم أن هناك مشقة كبيرة موجودة في كواليس هذا العمل ولكننا نشعر بأننا نفعل خيرا بجد هذا بخلاف أن التجربة علمتنا أشياء كثيرة حتى على الجانب العملي لأنه في النهاية يكون مطلوبا منا أن نظهر بشكل منظم. أما صهيب عبد الرؤوف- متطوع في قوافل الخير- فيقول: كنت منظم لإحدى القوافل الطبية فأخذت الأدوية التي كان يقوم الأطباء المتخصصون بكتابتها، وما حمسني للمشاركة في هذه القوافل هو أن هناك مشقة كبيرة تبذل لوصول هذه القوافل إلى مستحقيها فهي بمثابة خير دليفري للمحتاجين لأنه في النهاية من يحتاج المساعدة في القاهرة يجد الكثيرون ممن يقدمونها له أما الذين في المناطق النائية من الصعب أن يجدوا من يساعدهم لأنهم يعيشون في بيئة فقيرة ولكننا أحيانا نقابل مشاكل أثناء التنفيذ مع المجالس المحلية برغم حصولنا على التراخيص والتصاريح الأمنية قبل ذهابنا ونتذكر أن أحد المجالس المحلية تعنت معنا في إزالة بعض العشش التي يسكن بها الأهالي لنبني لهم أكشاكا أكثر آدمية ولكن بعد أن تحدثنا للإدارة المعنية تركونا نقوم بعملنا ولذلك تجد بعض الناس ممن يقفون أمام عمل الخير بدون أي سبب. د. محمد المختار المهدي-الرئيس العام للجمعية الشرعية وعضو مجمع البحوث الإسلامية- يقول: الجمعية عضو في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة برئاسة فضيلة شيخ الأزهر وهذا المجلس له أعضاء من مختلف أنحاء العالم يقومون بالدعوة والإغاثة ونحن جزء من هذا الكيان وبناء على هذا تصلنا من أمانة المجلس أن هناك أزمة أو كربا في أي بلد من بلاد المسلمين فنرى ما في وسعنا أن نقدمه، والحمد لله أنه منذ بدايتنا كنا أسرع عضو من أعضاء المجلس في الاستجابة والتنفيذ، ومبدأنا في الأساس ألا نتقبل أي معونة من خارج مصر فنعرض على أهل الخير في مصر أن هناك كرب في بلد إسلامي نريد إغاثته من موقع أننا أمة إسلامية واحدة، وحينما نغيث لابد أن تكون لدينا صورة كاملة عما حدث في هذا البلد ومعرفة الإجراءات الضرورية السريعة فمثلا لوحدث إعصار مثل تسونامي في إندونيسيا أو سيول في إفريقيا أو القصف في غزة نرى حجم الخسائر لنعرف ما هي الإسعافات المطلوبة إن كانت تحتاج خياما للمأوى أو إسعافات طبية من أطباء وأدوية، ولذلك يكون التقدير شيئا مهما جدا، ويحدث هذا في تنسيق مع الدولة لأننا نذهب باسم مصر، وعن الدولة التي قمنا بتغطيتها من إغاثة فذهبنا إلى اندونيسيا وبنجلاديش وباكستان ولبنان، وكذلك فلسطين والتي نرسل لها القوافل منذ الانتفاضة الثانية، وأفريقيا التي تنتشر فيها الأمراض المسببة للعمى وجزر القمر التي ينتشر بها أمراض الفشل الكلوي فأنشأنا لهم مركزا للغسيل الكلوي ودربنا أطباءهم على هذا النوع من العمليات من خلال أطباء مصريين، وفي النيجر وجدنا إهمالا شديدا جدا في الصحة والتعليم فقمنا ببناء مسجد ومستشفى ومدرسة وناد للشباب ومكتب لتحفيظ القرآن على مساحة 50 ألف متر، وذهبنا أيضا إلى إثيوبيا وأوغندا وتشاد وموريتانيا، والقوافل عموما تكون محملة بالأغذية والملابس والخيام والإسعافات الطبية ونستعين فيها بالشباب الذين يوزعون بأيديهم الإعانات للمحتاجين فيذهبون بأنفسهم ويعبرون جبالا ويدخلون القرى والنجوع.