حينما بدأ المطرب حمزة نمرة مشواره لم يكن هو نفسه يتخيل أن النجاح الذي سوف يصل إليه سيصل إلى هذا الحد، فقد حقق ألبومه "إنسان" الذي طرحه في الأسواق بعد أحداث الثورة المصرية نجاحا لم يتوقعه أحد .. وهو الأمر الذي ترتب عليه انشغال حمزة الدائم بالعديد من الحفلات في المناطق والمحافظات والجامعات المختلفة، وهو ما يجعلنا نجزم أن هذا الألبوم حقق نقلة نوعية ليس فقط في حياة حمزة بينما في نوعية الفن عموما التي تقدم، وحينما سألناه عن هذه النقلة قال: أولا أشعر أن هذا الألبوم حالفني فيه توفيق كبير جدا من الله حيث أني قدمت منذ 3 سنوات ألبوم "احلم معايا" الذي كان معظمه أغاني سجلتها منذ عام 2000، وخلال كل هذه السنوات كنت أشعر أنني أخاطب شريحة محددة من الجمهور لا أستطيع الخروج عنها لأني لم أحصل على الفرصة التي توصلني لشريحة أكبر، ولكن إرادة الله أن تحدث ثورة على الأوضاع السياسية خلال الشهور الماضية والتي أشترك فيها شريحة كبيرة جدا من الشباب الذين كانوا من قبل "بايعين القضية" والذين أخيرا وجدوا أشياء يريدون أن يعيشوا من أجلها وأشياء أخرى يريدون تغييرها ، فبدءوا يركزون في هذا الاتجاه، وكان ربنا قد أراد أيضا أني كنت أحد الذين شاركوا بصناعة أغاني لها هدف ، وهذا ما قد يكون أعطى دفعة قوية لألبوم "إنسان" الذي كنت أعمل عليه وأنا في قمة تركيزي على عمل صيغة تكون قريبة جدا من الناس، والجدير بالذكر أنني حينما كنت أعمل على ألبوم "احلم معايا" كنت خارج السوق ولا يفرق معي أن أكون بداخلة لأنه مبتذل ولا يوجد به شئ ذات قيمة وقد كان، بينما "إنسان" فكنت أقول لفريق العمل بالألبوم أنني أريد بهذا الألبوم أن أكون "فوق السوق" وليس مجرد داخله، وكانت هذه هي نقطة البداية التي بنينا عليها كل شئ داخل الألبوم، وكنت حريصا أيضا ألا يخاطب الألبوم مجرد شريحة أو فئة النخبة بينما يخاطب جموع الجماهير، وحينما نزل الألبوم إلى الأسواق بدأت أشعر بأن هذه الإستراتيجية قد نجحت حينما اكتشفت أن الناس تقول لي أنهم يسمعون الألبوم في التاكسي وفي الميكروباص، ولذلك شعرت أن النقلة التي صنعها إنسان بالنسبة لي أو بالنسبة للذوق العام كان سببها في الأساس هو التوفيق.