تصدر اللبنانى وائل جسار المشهد الغنائى خلال السنوات القليلة الماضية بعد أن عانى لسنوات طويلة فى حياته امتدت لأكثر من 25 عاماً، قدم مؤخرا تجربة متميزة فى الغناء الدينى ويستعد حاليا لطرح ألبوم دينى للأطفال، لكنه أكد خلال حواره ل«المصرى اليوم» أنه لن يتخصص فى هذا اللون من الغناء بل يسعى إلى تقديم جميع الأشكال الغنائية والموسيقية، كما انتهى أيضا من تسجيل ألبوم رومانسى، لكن نظرا للاضطرابات السياسية التى تشهدها المنطقة العربية اضطر لتأجيله. ■ هل حددت موعداً لطرح ألبومك الدينى الجديد؟ - انتهيت من تسجيل جميع أغنيات ألبومى الدينى الذى يحمل اسم «نبينا الزين»، لكن هذه المرة مخصص للأطفال ويضم 10 أغنيات، ومن المقرر طرحه خلال الأيام القليلة المقبلة، وأعتبره شكلا جديدا لم يقدم من قبل للأطفال، كما أن الألبوم لن يقتصر على صغار السن فقط بل يصلح أيضا للشباب، وكبار السن نظرا لأهمية ما يحتويه من قصص دينية لها فوائد وعبر كثيرة. ■ وكيف اخترت الموضوعات والأفكار الموجهة للأطفال؟ - بالنسبة للموضوعات أعتبرها مثل السهل الممتنع لأنها تقدم حواديت صاغها الشاعر الموهوب نبيل خلف بحرفية شديدة جدا، وبصراحة شديدة هو صاحب الفكرة، وعندما اقترح على تقديم ألبوم دينى للأطفال لم أتردد لحظة واحدة فى خوض التجربة، وقال لى إن الأطفال لهم حق علينا مثل الكبار، وعندما استمعت للأغنيات توغلت داخلى ولمست إحساسى وتوجد أغنيات كثيرة من الألبوم قريبة إلى قلبى، منها «أولادنا اتولدوا على الفطرة وعلى الإسلام وأركانه» فكم تحمل هذه الأغنية معانى عميقة. ■ وهل عدلت أو غيرت فى الكلمات؟ - لم أغير حرفاً واحداً، الشاعر كتب كلمات 10 أغنيات، كل واحدة منها لها رونق خاص يميزها، واستغرق التسجيل شهرين قبل أحداث ثورة يناير، لكن نظراً للظروف الراهنة قررنا تأجيل طرحه لحين استقرار الأوضاع، كما قدم وليد سعد ألحاناً رائعة تتناسب مع الأطفال، وأيضاً لن أنكر المجهود الضخم الذى بذله الموزع الموسيقى أسامة الهندى، والمنتج الكبير محمد ياسين. ■ الغناء الدينى أخذك من الألبومات الرومانسية، ما تعليقك؟ - بالنسبة لى الحمد لله نجحت فى الأغنيات الرومانسية، وأصبح لدى جمهور عريض فيها، وهو نفس الجمهور الذى أحبنى أيضا فى اللون الدينى، وأضيف له جمهور من نوع آخر، ومن يحب صوت وائل جسار يتقبل منه أى غناء. ■ لكن الأغنيات الدينية حققت نجاحاً أكبر بشهادة الجمهور خاصة ألبوم «فى حضرة المحبوب»؟ - بالطبع قطاع كبير من الجمهور يحب الأغنيات الدينية لأنها بصفة عامة روحانية وتلامس وتراً حساساً، خاصة عندما تكون الكلمات سلسلة ومعبرة، وأظن أن ألبوم الأطفال الدينى سوف يحقق نجاحا مماثلاً إن شاء الله. ■ فى الفترة الأخيرة اتجه عدد كبير من المطربين للغناء الدينى منهم من أخفق ومنهم من نجح، فما مواصفات المطرب الدينى من وجهة نظرك؟ - النجاح فى الأغنية الدينية لا يعتمد على المطرب فقط بل يعتمد على فريق العمل من الشاعر إلى الملحن إلى الموزع ثم يأتى دور المطرب، وكذلك المنتج وشركة التوزيع والإعلان كلها عناصر مكملة وقبل كل شىء توفيق الله سبحانه وتعالى. ■ وهل شعرت بالمنافسة بعد انتشار الغناء الدينى خلال الفترة الماضية؟ - لم أشعر بالمنافسة.. وألبوم «فى حضرة المحبوب» حقق نجاحاً غير عادى «كسّر الدنيا»، وبصراحة من قدموا بعد ذلك أغنيات أو ألبومات دينية لم يحققوا نجاحاً مماثلاً، أو بمعنى آخر لم يتركوا أثراً، مع احترامى الكامل لهم، وسبحان الله الجمهور أحب صوتى فى الدينى، بالإضافة إلى الكلمات والألحان المتميزة والجيدة وأيضاً توفيق من عند الله، كل هؤلاء هم سبب نجاحى فى اللون الدينى. ■ أفهم من كلامك أنك سوف تتخصص فى الغناء الدينى ؟ - أنا «مش شيخ» لكنى فنان وسأقدم جميع الألوان الغنائية، ولا أحب أن أتخصص فى مجال واحد بل سأقدم جميع الأشكال من رومانسى لوطنى ودينى ونظرا لنجاح التجربة فى الغناء الدينى لذلك كررتها، وقد انتهيت من تسجيل ألبوم رومانسى جديد يحمل اسم «كل دقيقة شخصية»، ويضم 14 أغنية متنوعة ما بين اللبنانية والمصرية، وتعاونت خلاله مع عدد كبير من الشعراء والملحنين لكن تم تأجيله أيضاً بسبب الاضطرابات السياسية التى تشهدها المنطقة العربية. ■ لكن نجاحك فى الغناء الدينى جعلك مطلوبا فى الحفلات؟ - الحفلات لها طابع خاص، الغناء الدينى والابتهالات تناسب أكثرمع الشهر الكريم. ■ تطرقت فى ألبوم «فى حضرة المحبوب» إلى أغنيات تدعم فكرة نبذ الاختلاف والمذاهب الدينية وضميت أغنية للمسيح؟ - لأننا إخوة ولا فرق بين مسلم ومسيحى خاصة لأننا متشابهين فى أمور كثيرة جداً، ولا يوجد فرق بيننا فالتسامح يجمع بيننا، ولابد أن نعيش سويا فى أمان بعيدا عن أى خلافات أو مشاكل محدودة قد يضخمها البعض. ■ ولماذا غبت عن الغناء الوطنى فى ظل الأوضاع السياسية والاضطرابات التى تمر بها المنطقة العربية؟ - منذ عامين تقريبا قدمت أغنية وطنية للشهيد فى كل الدول العربية، لكن عدم تقديمى لأغنية فى ذلك التوقيت لا يعنى أننى لا أحب مصر وأغنية وطنية لن تبرهن عن مدى حبى لهذا البلد، وبالتأكيد سعيد بنجاح الثورة التى هزت العالم لكنى حزين على ضحاياها وعزائى لأهالى الشهداء. ■ وما سبب ابتعادك عن السياسة؟ - لست متعمقا فى الحياة السياسية. لكنى أتمنى أن يستمع جميع الحكام العرب لإرادة الشعوب، ولابد أن يقتنعوا أن هذه الثورات لم تأت من فراغ، وإنما نتيجة لتراكمات طويلة من القمع ودائماً الشعوب تثور على الظلم. ■ بالرغم من وجودك الدائم فى لبنان هل تأثرت فنياً بسبب الأحداث؟ - بالتأكيد هذه الأحداث أثرت على الوطن العربى الذى أعتبره مثل الجسد الواحد، وقد أجلت طرح ألبومى والحفلات الغنائية تأثرت، وأتمنى أن تستقر الأوضاع فى أقرب وقت ممكن. ■ ولماذا تراجعت عن مشروع التريو الذى يجمعك بهانى شاكر وآمال ماهر؟ - توقف بسبب انشغال كل منا بأعماله لكن مثل هذا المشروع الضخم يحتاج إلى مجهود كبير، ولابد أن يكون متكاملاً من كلمات وألحان وفكرة قوية حتى يخرج بالمستوى المطلوب. ■ تلقيت عروضاً كثيرة من مطربين لتقديم دويتوهات غنائية معهم لكنك فاجأت الجميع وقدمت دويتو مع موهبة فنية جديدة؟ - فضلت أن أساعد صوتاً جديداً وأقدمه للساحة الفنية بشكل جيد، خاصة لأننى مقتنع أن لديها مستقبلاً كبيراً فى ظل وجود عجز فى الأصوات الجميلة الجديدة، كما أننى عانيت كثيرا فى بداياتى ولم أجد من يدعمنى أو يساندنى فى مشوارى، لذا فضلت أن أختصر لها الطريق حتى لا تعانى مثلى فقد عانيت لأكثر من 25 عاماً. لكنى كنت مصراً على تكملة المشوار حتى التقيت بشركة «أرابيكا» واقتنعت بموهبتى ودعمتنى كثيراً ووضعتنى على الطريق الصحيح، وطموحى لم يتحقق، وليس له حدود بعد فمازال لدى الكثير لأقدمه خلال الفترة المقبلة. ■ أنت متهم بالتقصير فى حق الأغنية اللبنانية؟ - قد أكون مقصرا بعض الشىء. لكنى حريص فى كل ألبوم على طرح أغنيات باللهجة اللبنانية والألبوم الجديد يتضمن أغنيتين لبنانيتين. ■ تردد أنك تستعد لخوض تجربة التمثيل؟ - لن أخوض هذه التجربة لأننى مطرب ولست ممثلاً ولا أشعر بنفسى مطلقا فى هذه المنطقة.