شهدت ورشة عمل نظمتها المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان بمقر جمعية الصعيد الليلة الماضية حول مستقبل النقابات المهنية في مصر بعد ثورة 25 يناير ، جدلا واسعا حول حدود الدور المنوط بالنقابات المهنية خلال المرحلة الراهنة ، وقدرتها علي استيعاب ودعم صعود أجيال جديدة من شباب النقابيين يؤكدون استمرار مكاسب ثورة شباب 25 يناير ، وطالب المشاركون بدور أكبر للنقابات فى المرحلة الانتقالية . وقال إلهامي الميرغني المدير التنفيذي لجمعية التنمية الصحية والبيئية إن 5.3 مليون عضو في النقابات المهنية المختلفة يمكن أن يلعبوا دورا بارزا في بناء مجتمع مدني قوي يدعم مرحلة التحول الديمقراطي وبناء الدولة ، مع حضور 180 نقابة مهنية علي الساحة خلال المرحلة المقبلة التي تشهد ظهور نقابات مستقلة ، مؤكدا أن أزمة النقابات المهنية في مرحلة ما قبل ثورة يناير لم تكن في القانون 100 لسنة 1993 الذي واجهت به حكومات الحزب الوطني بطريقة أمنية سطو الإخوان المسلمين علي النقابات ، وإنما في حاجتها إلي إعادة هيكلة وبناء قانوني يفعل طريقة تعامل الجمعية العمومية لكل نقابة مع تحدياتها . واعتبر الميرغني نتائج انتخابات نقابات السينمائيين والصيادلة والمعلمين والأطباء والمهندسين غير مبشرة بالخير ، وعبر عن أمله في أن تأتي نتائج انتخابات الصحفيين و المحامين مختلفة باعتبار أن النقابتين تضمان نخبة وطنية وثورية مدافعة عن الحقوق والحريات . وطالب الميرغني بفصل صلاحيات منح تراخيص مزاولة المهنة عن دور الدفاع عن مصالح الأعضاء الذي تباشره النقابات ، وعدم جمع النقابات المهنية أو العمالية بين العاملين وأصحاب العمل مستقبلا ، بجانب قانون للحريات النقابية يحدد معايير عامة لدور النقابة وأهدافها وطرق عملها ، ويتيح لها الاستقلال والتصرف الحر في مواردها بإرادة جمعياتها العمومية . في المقابل اعتبر الكاتب الصحفي سعيد شعيب ، مدير مركز صحفيون متحدون ، الحديث عن الدور الوطني والسياسي للنقابات أكذوبة روجت لها التيارات السياسية للسطو علي العمل النقابي ، مطالبا بعودة النقابات عقب ثورة يناير إلي دورها الطبيعي في الدفاع عن مصالح أعضاء جمعياتها العمومية دون تمييز ليتمتعوا بحقوق متساوية وتحل أزماتهم في أجور عادلة وفرص عمل حقيقية ومستوي مهني راق . ولفت محمد بسيونى الكاتب الصحفى إلي ضرورة إعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون مشيرا إلي وجود 45 ألف شخص داخل مبناه ، بينهم 6200 إعلامي ، منهم 30 % فقط يحملون المؤهلات العليا . في مقابل صدور 52 مطبوعة من المؤسسات القومية توزع مليون نسخة في مجتمع به 50 مليون شخص لهم حق التصويت الانتخابي ومباشرة الحقوق السياسية ، مؤكدا وجود خلل في القيادات الصحفية وقدراتها علي استغلال طاقات الصحفيين المصريين الذين يسيطرون علي نحو 74 % من المناصب القيادية بالصحف الصادرة بالإنجليزية من الولاياتالمتحدة حتي الخليج العربي . وأيد بسيوني التعدد النقابي باعتباره الأصل في ظهور التشكيلات النقابية وبينها نقابة الصحفيين التي توحدت بها جهود 4 نقابات ذات صلة بالمهنة ، مشيرا إلي ضرورة تطوير الكيانات النقابية القائمة ودفعها للأمام بالتوازي مع إنشاء أخري جديدة مماثلة ، وظهور اتحادات للعاملين في كل مهنة تضم مختلف تخصصاتهم للدفاع عن مصالحهم ، واستغلال الظرف الثوري في إحداث تغيير حقيقي بالواقع النقابي يطال بناءه الهيكلي وإطاره القانوني .