لم يتوجه كثيرون لمواساة اللواء "الرويني" بصفته ولمنصبه وإنما لشخصه.. ولعل البعض استغل المناسبة الانسانية الحزينة لأهدافه الخاصة. مثلاً: كتب "أحمد سبايدر" مدونة في عزائه للسيد اللواء ولم أكن أعرف انه "ابن كار" حتي قال عنه: "عمر طاهر" انه ابن للتليفزيوني المناضل"!! " توفيق عكاشة صاحب قناة "الفراعين" وقدمه رمزا لشباب هذا الزمان يمتلك الأدلة علي عمالة"!! " كل من هو في ميدان التحرير.. ولو أن عمر طاهر يري في المدونة أنها غاية في الركاكة. كتب "سبايدر" انه ذهب للعزاء بمسجد آل رشدان في سيارة اللواء "حمدي بديني" قائد الشرطة العسكرية بما يحمله ذلك من معان. خاصة وأنه يعتبره مثل ابنه.. قدمه بتلك الصفة لباقي المعزين. وشبه عليه اللواء "حسن الرويني" وهو يشد عليه يده وسأله: أنت مين؟.. فلما عرف انه "أحمد سبايدر" احتضنه وقال له: "خليك جنبي".. فلما لاحظ عليه التعب والارهاق طلب منه أن يأخذ باله من نفسه ويدخل إلي القاعة "بس ما تمشيش إلا أما تقوللي". قبل ما يدخل أخده من ايده "مجدي الجلاد" الصحفي بالمصري اليوم والمذيع في "سي.بي.سي" وقال له: أنا بادور عليك من زمان.. وتبادلا نوعا من العتاب علي السريع. لقي في وجهه الفريق "أحمد شفيق" سلم عليه وهزر معاه وقال له: "أنت صغرت كده ليه. هيه هيه هيه". وسلم عليه الفنان "حكيم" شخصية جميلة جدا فضل يهزر معايا ويحكيلي علي موقف حصل بينه وبين "جورج اسحق" بتاع "كفاية" لما قابله في مناسبة وقال له: "أنا سامع انك فلول يا حكيم" رد عليه: "وأنا سامع انك سلفي هيه هيه هيه".. كان "جورج" يومها مطول دقنه هيه هيه هيه. كان هناك "ممدوح حمزة" أول مرة أشوفه ما سلمتش عليه طبعا. والأستاذ أحمد الشحات "سبايدرمان" البطل المزيف بتاع العلم كان قاعد قصادي احترمت فيه تواضعه لأنه كان الوحيد اللي لابس "شبشب" بس ما احترمتش كدبه لأنه قال ان هوه اللي نزل مش "مصطفي كامل" وكلنا عرفنا حقيقة مين البطل؟ وكان هناك "مصطفي بكري" ومحافظ القاهرة.. والحمد لله أول مرة أشوف احترام الناس كلها ليا. لذلك أي حد بيشتم عالنت أو بيقل أدبه ما بفكرش أحط كلامه في دماغي.. دول شوية عيال بيئة قاعدة ورا شاشة بتشتم زي الفيران!! يقول واحد من هؤلاء العيال تعليقا علي المدونة: "كل الهاهاااات دي كانت في العزا؟!" ويقول آخر: الله يخرب بيته هو نسي انه كان رايح عزاء واللا ايه؟! أما عن إنزال العلم الإسرائيلي فهناك حكاية من فيلم أمريكي ذكرها الدكتور عبدالمنعم سعيد وكتبها أيضا في نفس العدد من الأهرام الزميل "محمد أمين المصري".. ولا مانع من روايتها مرة ثالثة. فيلم "بطل بالصدفة" يحكي قصة سقوط طائرة في ليلة ممطرة ولم يكن هناك من ينقذ الركاب سوي صعلوك تواجد بالصدفة أدي دوره العبقري "ديستان هوفمان". نجح في مهمته ولكنه فقد فردة حذائه. راحت في الزحام ولم يكن لديه وقت للبحث عنها إذ حضرت الشرطة التي يخشاها فهو مطلوب القبض عليه. جري البحث عن البطل المجهول وتحمست مذيعة تليفزيونية كانت علي الطائرة وكادت تصبح من الضحايا فألهبت الرأي العام بتقاريرها وتحرياتها بحثا عن البطل المجهول وكأنه "خالد الصاوي" في مسلسل "خاتم سليمان"! كان قد ذهب إلي حجرة صديق مشرد يحتمي بها. وهناك أعطاه فردة حذائه الثانية فلم يعد لها فائدة.. ولكنهم عندما اكتشفوا الفردة الأولي بين أنقاض حطام الطائرة أصبحت هي الدليل إلي البطل. تقدم المتشرد بفردة الحذاء المهداة إليه وأصبح هو البطل صاحب المجد والمكافأة بعد أن روي الكثير عن بطولته الكاذبة وكيف فكر وعاني ونجح. أمامنا بطلان واحد حقيقي لا يملك دليلا والثاني مزيف يملك فردة حذاء! في نهاية الفيلم اقتسم الرجلان المكافأة بينهما سراً!! أضفي "هوفمان" الحائز علي أكثر من "أوسكار" في السينما وجوائز أخري عن أدواره المسرحية قيمة أكبر علي "بطل بالصدفة". عرفه الأمريكيون منذ دوره في "طباخ الجنرال" علي مسارح "برودواي" - ولست أدري ان كان له أي علاقة بطباخ الرئيس؟! - واشتهر في العالم كله بافلام لا تنسي "رجل المطر" "كرامر ضد كرامر". "كاوبوي منتصف الليل" و"الجريح" و"توتسي" الذي قام فيه بدور امرأة. لم نكن نعرف ان كوميديا "بطل بالصدفة" سوف تتكرر!!