رغم رفضه الكامل لإجراء أية حوارات صحفية في الفترة الأخيرة .. ولكننا استطعنا إقناع الفنان الكبير يحيي الفخراني بأن يسمح لنا ب " دردشة " سريعة ومتنوعة معه لمدة دقائق خلال تواجده بجامعة عين شمس لحضور مهرجان مسرحي .. وفي البداية تكلم معنا عن قيمة المسرح في حياته ، وقال : المسرح قيمة كبيرة جداً بالنسبة لي ووجودي علي خشبته بمثابة عيد، وحينما ذهبت في مهرجان عين شمس للمتخصصين قلت لهم بالنص "كل عام وانتم طيبين بمناسبة عودة مسرح الجامعة وانني أرى مسرحاً للطلبة الفنانين هو العيد" ، والشباب لا يقدر علي غياب ممارسة النشاط الثقافي والفني والاجتماعي في الجامعة ، فهذا يشكل شخصيته . وعن عودته للمسرح من خلال " ألف ليلة وليلة " ..يقول : كنت اصور مسلسل " دهشه " في العام الماضي وكان معي الممثل فتوح احمد رئيس البيت الفني للمسرح، وكان يلح علي الحاحاً شديداً في عودتي الى المسرح وكنت أرد عليه بأنني لا استطيع ولا اريد ان أقوم بأعمال تتعبني ، وذهبت يوم افتتاح المسرح القومي وتم تكريمي بحضور رئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب ، وحينما دخلت المسرح يومها قررت العودة بعدما أخذني الحنين وكانت من اسعد لحظات حياتي ، واخترت مسرحية " ألف ليلة وليلة " بالذات لأنني اريد تقديم عملاً متميزاً ، وانا أرى ان المسرح القومي هو بداية الفن في مصر .. وحينما افتح المسرح القومي كنت أدعي الله بأن نستطيع ان نقدم عملاً يجذب الجمهور ، والغريب في هذه المسرحية هو انني اغني فيها وانا عمري ما غنيت ولا حتى في الحمام . وسألنا عما قيل حول " تأنيبه " للفنانة هبة مجدي قبل أحد عروض المسرحية ، فقال : هبة تأخرت عن المسرحية وأنا في حياتي لم اتأخر عن موعد وكانوا اصحابي يغضبون مني احيانا بسبب إلتزامي الشديد هذا ولكن بعد ذلك أعجبهم انضباطي ،وهي تأخرت فاردت أن أعلمها أن الجمهور لا يجب أن ينتظرها . وعاد الفنان الكبير بذاكرته إلي الوراء قليلا .. وقال : المدرسة لا تشكل كياناً للشخص وانما الجامعة تشكل شخصية الشباب، وحينما وصل اولادي للمرحلة الثانوية وجاء الوقت لأبحث لهم عن جامعة قال لي شخص " ادخلهم جامعة أمريكية " فسألته لماذا ؟! فقال لي لأنها تبني الشخصية ، وبصراحة هذا الكلام غير حقيقي لان بناء الشخصية لابد ان يكون في جامعاتنا نحن، والشخصية لا تنفصل عن تراثك وثقافتك التي تعيش فيها ، وأنا في شبابي مارست هواية التمثيل في الكلية والجامعة وكنت اعمل مسرحية في السنة ، والاجمل انه من يحترف مهنة التمثيل من الشباب في الجامعة سيقضي احلى أيام حياته .. صدقني متعة أن تعمل في أيام "أبو بلاش" أو تدفع من جيبك ليري عرضك المسرحي النور ، وفي الحقيقة أنا اسعى لعمل فيلم عالمي ويشاهد في الخارج ، ونفسي أن يتم مشروع تصوير فيلم " محمد علي " بتقنية عالية ولا يكون مثل سابقية ، وعموماً في مسألة الفارق بين الأعمال ذات القيمة الفنية العالية والأعمال الجماهيرية .. اظن ان هذا ليس عيب الفنان وانما عيب الجمهور الذي يرتقي بالعمل الفني هذا وهذا أيضا في كل العالم ، وفي السينما الأمريكية ستجد أفلام شوارزنيجر والأفلام الهابطة تكسب أكثر .