ما يعيشه الشباب المصري الآن من إيقاع سريع في التقدم التكنولوجي والعلمي جعلهم يوجهون كل طاقاتهم إلى الإبداع وملاحقة العالم، حتى وإن كانت الإمكانيات المتاحة لديهم قليلة، ولم لا؟ وهم يحملون من جينات العبقرية من أجدادهم، ويمتلكون عقولاً لا مثيل لها، ويستفيدون بما هو متاح لديهم من تكنولوجيا حديثة تخدم أفكارهم، ويتبقى فقط أن تتاح لهم الفرصة كغيرهم في بعض البلدان من أجل نشر وتطبيق أفكارهم والاستفادة من عقولهم بدلاً من أن نجد أنفسنا نبكى على هجرهم لمصر، ومشاهدة أفكارهم خارجها، واليوم أقدم لكم فكرتين لمجموعة من الشباب الواعد هدفهم التقدم بمصر. ولأننا نتعامل مع شباب وجيل لديه قدرات هائلة وطاقة جبارة في الاستفادة مما لديه من تكنولوجيا وحس متميز في مساعدة الآخر، فهذا المشروع "تأهيل" والذي أحببت أن نقدمه- في هذا الموضوع- تأكيدا على دور التكنولوجيا في حياتنا، ففي أبريل من كل عام هو اليوم العالمي للتوحد، بموجب قرار من الأممالمتحدة في 2007 للتعريف بمرض التوحد، والذي يراه البعض أنه يوم محزن، والبعض الآخر يرى أنه ثمرة لعلاج هذا المرض. ويرى صاحبا هذا المشروع طارق الفخراني وأحمد محفوظ، أنهما- باستخدام التكنولوجيا والعمل على توصيل المعلومات من خلالها للمجتمع- طريق واسع للقضاء على هذا المرض ومساعدة من يعانونه. من خلال تطبيق (تأهيل) الإلكتروني، وهو أول شركة في العالم توفر برنامج لتدريب المهارات للأطفال والمصابين بالتوحد والحواجز التعليمية الأخرى باللغة العربية وعلى الإنترنت. قبل أن نعرض كيفية التعامل مع تطبيق (تأهيل) نقدم بعض المعلومات عن مرض التوحد أو الذاتية، وهو اضطراب قد يصيب الأطفال قبل السنة الثالثة ويؤثر على النشأة وتطورها من خلال ثلاث طرق 1- اللغة أو كيفية التكلم. 2- المهارات الاجتماعية أو كيفية الاستجابة للآخرين والتواصل معهم. 3- السلوك أو كيفية التصرف مع مواقف معينة. وهنا يأتي دور (تأهيل) ليقدم عدداً من الخدمات المجانية منها "اسأل مي" حيث يمكنك إرسال أي سؤال حول تطور الطفل أو اضطرابات الطفولة وستحصل على إجابة علمية مؤكدة من دكتور مي الرخاوي. ويقول طارق وأحمد إن مدونة (تأهيل) في البداية تهتم بهموم الأب والأم والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضا بالتطبيق العملي في المنزل لمستوى حياة أفضل وتحسن أسرع للطفل والأسرة، ف "تأهيل" هو أول منصة من نوعها باللغة العربية للتعامل مع مثل هذه الحالات، والفكرة جاءت من ملاحظة حالات كثيرة في الحياة ولا تجد من يمد لها يد العون والمساعدة، فحاولنا أن نقدم برنامجا على الإنترنت، والذي تم تصميمه لخدمة مجتمع الاحتياجات الخاصة، وببساطة يقوم المعلم /الأم /الأب باختيار ورش العمل اللازمة للطفل والمناسبة لمهاراته الحالية، ويزيد تدريجيا مستوى أو معايير المحتوى لتتقدم بمستوى مهارات الطفل. ومن خلال تأهيل يمكن للمعلم / الأم رصد تقدم الطفل من خلال التقارير العامة أو تقارير مفصلة تصل إلى "الوقت الذي استهلكه الطفل للرد على سؤال محدد". وتم تصميم المدرب بعدة اعتبارات منها فرط الأحاسيس عند أطفال التوحد، والتقليل من تشتيت الطفل أو إزعاجه بالألوان الشديدة والأصوات المفاجئة .. ويصلح المدرب للأطفال من سن سنتين إلى سن اثنتى عشرة سنة، والذين يعانون من مستويات خفيفة إلى مستويات متوسطة من الاضطراب. ويشتمل المدرب على عدد من المحتويات لمساعدة مرضى التوحد وهي المجموعات الضمنية: 1-(الحيوانات والألوان والأشكال.....إلخ) 2- أرقام وأعداد. 3- حروف وكلمات. 4- التفاعل الاجتماعي باستخدام الفيديو التفاعلى. 5- السلوكيات باستخدام الفيديو التفاعلى. 6- المساعدة الذاتية باستخدام الفيديو التفاعلي... اللعب التخيلى، وتقليد الأصوات، وتقليد الحركة وأكثر من ذلك بكثير. أما عن مميزات هذا المدرب فيؤكد طارق وأحمد أنه من السهل جدا تحويله إلى لغة جديدة / لهجة جديدة أو لثقافة معينة، حيث توجد ميزة في التطبيق وهى التحميل المسبق الذي يوفر أداء أفضل للاتصال بالإنترنت للسرعات البطيئة، ويمكن تخزين التقييمات في حساب كل طفل، كما توفر "تأهيل" عددا من المميزات التي تساعد الأسرة على التفاعل مع طفلها، منها إنشاء ورشة عمل خاصة بك مع مجموعة من الأسئلة التي تريدها لطفلك والذي يتطلب عددا قليلا جداً من تفاعل الطفل، ولأن هذه الطريقة التفاعلية عبر الانترنت يمكن التنقل منها في أى مكان ومعك تدريبات الطفل لمواصلة العلاج، وهناك أيضاً عدد من خدمات الدعم مثل الدردشة أو خدمة الدعم في الموقع لتدريب الآباء والأمهات والمعلمين، وليس كل هذا ما لدى "تأهيل" فأحمد محفوظ وطارق الفخراني لديهما من الأفكار لتطوير الموقع والتطبيق الكثير، فهما يسعيان إلى وجود مدرب للوالدين يوفر لهم المواد التعليمية والفيديوهات ليساعدهم في المذاكرة المنزلية لتحسين مهارات الأطفال بالمنزل، وأيضا لديهم حلم بعمل نظام لبرمجة التعليم الفردي، والذي يمكن أن يساعد في وضع خطة للتدخل المبكر والتدريب، من خلال عمل جدول تدريب يتبعه الآباء أو الأمهات لتدريب طفلهم بالمنزل. فبعقول هؤلاء الشباب وبعملهم يمكن أن نرى مصر أفضل... تحية لكل مجتهد في مجاله، وكل صانع أمل يحاول أن يبثه لنا عبر اجتهاده وحلمه وحبه لهذا الوطن.