وجدت دراسة جديدة نُشرت في صحيفة (هيلث داي نيوز)، أنَّه عندما تتاح الفرصة لقضاء وقتٍ أمام الشاشة، فإنَّ الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحُّد سيختارون عفويًا التليفزيون وألعاب الفيديو بدلًا من وسائل التواصل الاجتماعي التفاعليَّة، مثل البريد الإلكتروني. حذَّر باحثون في دراسةٍ لهم نُشرت على شبكة الإنترنت في مجلة التوحُّد والاضطرابات التطوُّرية من إمكانيَّة حدوث تعارض بين استغراق الأطفال بألعاب الفيديو مع التفاعل الاجتماعي والتعلُّم. التوحُّد هو اضطراب في التطوُّر العصبي يتَّصف بوجود مشاكل في التفاعل الاجتماعي والاتصال إلى جانب المحدوديَّة في الاهتمامات والسُّلوكيَّات. أمَّا بالنسبة إلى اضطرابات طيف التوحُّد، فهي تتضمَّن متلازمة آسبِرجِروهي شكل مخفَّف من التوحُّد. قام الباحثون لإجراء الدرسة بتحليل المعلومات عن أكثر من 1000 مراهق من فصول دراسيَّة لذوي الاحتياجات الخاصَّة، شملت أولئك الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحُّد، والذين يعانون من إعاقات ذهنيَّة أو لديهم إعاقات في التعلُّم، والذين لديهم إعاقات في الكلام. وجد الباحثون أن نحو 60% من المراهقين الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحُّد، قد قضَوا معظم وقتهم في مشاهدة التليفزيون أو ألعاب الفيديو. وقال بول شاتوك، الأستاذ المساعد في كليَّة براون في جامعة واشنطن في سانت لويس، في بيان صحفي صادر عن الجامعة: "يبدو أنَّ هذا النسبة مرتفعة، إذا ما عرفنا أنَّها تصل إلى 28% فقط عند المراهقين الذين لايعانون من أيِّ مشاكل في التطوُّر العصبي". وتابع قائلًا: "أصبح من الواضح أنَّ مشاهدة التليفزيون هي النشاط المفضَّل لدى لأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحُّد، وذلك مهما كانت الأعراض الموجودة لديهم، أو مهما كان المستوى الوظيفي أو الوضع العائلي". وعلاوةً على ذلك، فقد وجد معدُّوا هذه الدراسة أنَّ 41% من المراهقين المصابين بالتوحُّد قد قضَوا معظم أوقات فراغهم يلعبون بألعاب الفيديو. وأضاف شاتوك قائلًا: "وإذا ما علمنا أنَّ النِّسبة 18% فقط من فئة الشُّبان في عموم السكان تُعتبر نسبةً مرتفعة بالنسبة لمستخدمي ألعاب الفيديو، فإنَّه يبدو منطقيًَّا - بناءً على النتائج الحاليَّة - أن نستنتجَ أنَّ الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحُّد هم معرَّضون وبشكلٍ كبير إلى خطر الاستعمال المفرِط لهذه الوسائل أكثر من الأطفال غير المصابين باضطرابات طيف التوحُّد". وفي المقابل، كانت النسبة أقلَّ عند المراهقين المصابين باضطرابات طيف التوحُّد بالنسبة لاستعمال البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي. قال شاتوك: "وجدنا أنَّ 64.4% من الشُّبان المصابين باضطرابات طيف التوحُّد لم يستخدموا البريد الإلكتروني أو غرف الدردشة على الإنترنت مطلقًا. كما أن نسبة استخدام هاتين الوسيلتين كانت أكبر بمرَّتين عند الأطفال المصابين بصعوبات في الكلام واللغة وإعاقات التعلُّم، مما هو الحال عند الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحُّد". إلا أنَّه لاحظ، أنَّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يزداد عند المراهقين المصابين باضطرابات طيف التوحُّد كلَّما تقدَّموا بالسِّن، كما وتتحسَّن المهارات الإدراكيَّة لديهم. والمقصود بالمهارات الإدراكيَّة هو تلك الوظائف الدِّماغيَّة العليا كالذاكرة والتَّفكير والتعلُّم ومعالجة المعلومات. ويقترح شاتوك مايلي: "إنَّ هذا الميل الشَّديد نحو الشاشة يمكننا تحويله إلى شيءٍ نستفيد منه في تعزيز المهارات الاجتماعية وتحسين التحصيل الدِّراسي، لاسيَّما مع وجود الابتكارات الحديثة في الأجهزة كجهاز (الآيباد) مثلًا".