لعب مباراة مع الأطفال، محافظ الدقهلية يزور دار الأيتام بالمنصورة للتهنئة بعيد الأضحى (صور)    رغم فتح المجازر مجانًا، أهالي أسيوط يذبحون الأضاحي بالشوارع (صور)    ريبيرو: جئنا مبكرًا للتأقلم مع الأجواء.. وسنسعى لإظهار شخصية الأهلي في الملعب    رئيس مدينة طامية بالفيوم يتعرض لحادث تصادم    جامعة القناة تعلن خطة التأمين الطبي بالمستشفيات الجامعية خلال عيد الأضحى    حماس: مستعدون لمفاوضات جدية وهادفة لوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة    وزير العمل يلتقي وفدًا من المنظمة الدولية لأصحاب الأعمال    سعر الدولار اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 بجميع البنوك اول ايام عيد الأضحي المبارك    مصرع طالب بكلية الصيدلة في حادث سير أثناء توجهه لأداء صلاة العيد ببني سويف    بيني بلانكو: أحلم بتكوين أسرة وإنجاب أطفال مع سيلينا جوميز    80 ألف فلسطيني يؤدون صلاة العيد في المسجد الأقصى (صور)    محافظ الدقهلية يتفقد مستشفى التأمين الصحي بسندوب ويوزع الكعك على المرضى (صور)    وزير الدفاع الإسرائيلي: لن يكون هناك هدوء في بيروت ولا استقرار في لبنان وسنواصل العمل بقوة كبيرة    ماسك يفتح النار على الرئيس الأمريكي ويوافق على مقترح بعزله ومراهنات على «الفائز»    محافظ الدقهلية يشهد ذبح الأضاحي بمجزر طنامل لتوزيعها على الأولى بالرعاية    عمر جابر: الزمالك كان يحتاج الفوز بكأس مصر.. وأثق في العودة للمنتخب    أهالي القليوبية يؤدون صلاة العيد بساحات وملاعب مراكز الشباب (صور)    محافظ الجيزة يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بساحة مسجد مصطفى محمود    أسعار اللحوم اليوم الجمعة اول ايام عيد الاضحى المبارك    مصرع سيدة وإصابة 3 في انقلاب سيارة بطريق «رأس غارب- المنيا»    وسط أجواء احتفالية.. الآلاف يؤدون صلاة العيد في الإسكندرية    العيد تحول لحزن.. مصرع شقيقان وإصابة والدتهما فى حادث تصادم بقنا    المئات يؤدون صلاة عيد الأضحى بساحة ميدان الساعة في دمياط    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة اول ايام عيد الاضحى المبارك    وفاة الملحن الشاب محمد كرارة (موعد ومكان الجنازة)    محافظ شمال سيناء يؤدي صلاه العيد في مسجد الشباب بالشيخ زويد    محافظ جنوب سيناء يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد المصطفى بشرم الشيخ    محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد ناصر الكبير    آلاف يؤدون صلاة عيد الأضحى في 214 ساحة بسوهاج (فيديو وصور)    محافظ القليوبية يوزع الورود على الزائرين بمنطقة الكورنيش ببنها    بالصور.. آلاف المصلين يؤدون صلاة العيد في المنصورة    فرحة العيد تملأ مسجد عمرو بن العاص.. تكبيرات وبهجة فى قلب القاهرة التاريخية    الرئيس السيسي يغادر مسجد مصر بالعاصمة بعد أداء صلاة عيد الأضحى المبارك    فى أحضان الفراعنة ..آلاف المواطنين يؤدون صلاة العيد بساحة أبو الحجاج الأقصري    بعد صلاة العيد.. شاهد مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى من محيط مسجد مصطفى محمود    أوكرانيا تتعرض لهجوم بالصواريخ والمسيرات أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص    هبة مجدي: العيد يذكرني بفستان الطفولة.. وبتربى من أول وجديد مع أولادي    وعلى أزواج سيدنا محمد.. تكبيرات عيد الأضحى المبارك بمحافظة أسوان.. فيديو    تدخل عاجل بمجمع الإسماعيلية الطبي ينقذ شابة من الوفاة    «علي صوتك بالغنا».. مها الصغير تغني على الهواء (فيديو)    عيدالاضحى 2025 الآن.. الموعد الرسمي لصلاة العيد الكبير في جميع المحافظات (الساعة كام)    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك للرجال والنساء في العيد (تعرف عليها)    بينها «الفرجة والسرور».. هذا ما كان يفعله رسول الله في عيد الأضحى المبارك    «محور المقاومة».. صحيفة أمريكية تكشف تحركات إيران لاستعادة قوتها بمعاونة الصين    خاص| الدبيكي: مصر تدعم بيئة العمل الآمنة وتعزز حماية العاملين من المخاطر    محافظ القليوبية يتابع استعدادات وجاهزيه الساحات لاستقبال المصلين    «زي النهارده» في 6 يونيو 1983.. وفاة الفنان محمود المليجى    عبارات تهنئة رومانسية لعيد الأضحى 2025.. قلها لحبيبك فى العيد    «ظلمني وطلب مني هذا الطلب».. أفشة يفتح النار على كولر    الفرق بين صلاة عيد الأضحى والفطر .. أمين الفتوى يوضح    بالفيديو.. استقبال خاص من لاعبي الأهلي للصفقات الجديدة    أحمد سمير: هدفنا كان التتويج بالكأس من اليوم الأول.. حققت كأس مصر كلاعب واليوم كمدرب    بعد التتويج بالكأس.. الونش: الفوز بالكأس أبلغ رد على أي انتقادات    طرح البرومو الرسمي لفيلم the seven dogs    خطوات عمل باديكير منزلي لتحصلي على قدمين جميلتين في عيد الأضحى    صبحي يكشف سبب حزنه وقت الخروج وحقيقة سوء علاقته مع عواد    قطر تهزم إيران بهدف نظيف وتنعش آمالها في التأهل إلى مونديال 2026    في وقفة العيد.. «جميعه» يفاجئ العاملين بمستشفى القنايات ويحيل 3 للتحقيق (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد 40 عاماً من مقتل الشيخ الذهبي .. الإخوان تحاول اغتيال علي جمعة بمنهج "التكفير والهجرة"
نشر في بوابة الشباب يوم 05 - 08 - 2016

نشرت حركة "حسم" الإخوانية عبر حسابها على موقع "تويتر" صورة لمحاولة اغتيال الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق. ويظهر في الصورة مسلحون أمام المسجد، وأكدت الحركة الإخوانية الإرهابية أن عملية الاغتيال كانت تستهدف المفتى السابق وطاقم حراسته ، وكانت هذه الحركة في وقت سابق أكدت فى بيان لها أن سبب فشل محاولة الاغتيال – حسب كلامها - يأتى لظهور مدنيين فى المشهد، واتجاهه الدكتور على جمعة نحو المسجد لمنع عملية الاغتيال.
وحسب المعلومات البسيطة المتوافرة عن هذه الحركة الإرهابية .. فالمؤكد إنه تتبع الفكر التكفيرى ، وقد نشأت بعد فض اعتصام رابعة وتضم شبابًا من الحركات التابعة لجماعة الإخوان وحلفائها وما يسمى تحالف "دعم الشرعية"، والتنظيمات الإرهابية مثل بيت المقدس وغيرها ، وقد ظهرت هذه الحركات بعدة مسميات مثل "العقاب الثورى، والمقاومة الشعبية والملثمين وغيرها ، وحسبما أشارت بعض المواقع والأخبار المتناثرة عن هذه الحركة فإنها تتبع استراتيجية "الذئاب المنفردة" فى عملياتها الإرهابية، و"الذئاب المنفردة" هم أشخاص يقومون بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، وهى هجمات فردية تنفذها مجموعات صغيرة من شخصين إلى خمسة كحد أقصى ، وسبق وأعلنت الحركة الإرهابية "حسم" مسؤوليتها من قبل عن استهداف سيارة رئيس مباحث طامية بالفيوم.
وهناك اسئلة كثيرة تطرح نفسها في هذا الحادث ، منها العلاقة المباشرة بين الحركة الإخوانية وداعش .. فقد قال الشيخ علي جمعة "محاولة اغتيالي كانت ردًا على قتل زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، وكنيته أبو دعاء، وأنا أيضا كنيتي أبو دعاء لأن ابنتي الكبرى اسمها دعاء" لافتاً إلى أن محاولة اغتياله هدفها إدخال الحزن على المصريين بالتزامن مع ذكرى الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة ، ولذلك أكد ماهر فرغلي الباحث في الشؤون الإسلامية في تصريحات إعلامية إن المعلومات عن محاولة الاغتيال لا تزال منقوصة، وبيان وزارة الداخلية ليس واضحًا ما إذا كانت المجموعة إخوانية أم تابعة لداعش، وأضاف " نحن الآن لدينا تنظيمات أرض الكنانة ومنها مجموعات هاربة، وهنا نذكر عملية اغتيال المجندين وأفراد الشرطة في حلوان والتي تمت بتقنيات وأسلحة متطورة جدًا ، ولا يزال هناك عناصر يتم تجنيدها باستمرار، وفي النهاية هناك خط فكري موجود يدعو لمقاتلة أئمة الكفر من وجهة نظرهم وقتل العلماء " ، وهو نفس ما أشار إليه أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، والذي خرج بتصريحات يؤكد فيها أن الدكتور على جمعة هو ألد أعداء الإخوان والجماعات المتطرفة، لأنه أبرز العلماء حول العالم وليس في مصر فحسب، ويمتلك ما يمكنه من تفنيد أفكارهم ومحاربتها بنشر العلم الصحيح، الذي يكشف تطرف تلك الجماعات ، مستبعداً أن تكون هذه العملية ردا على مقتل زعيم «أنصار بيت المقدس» في سيناء، لأن مثل هذه العمليات تحتاج من 3 إلى 4 أيام على الأقل لرصد التحركات ووضع الخطة الكاملة لتنفيذ العملية.
أيضاً رغم تأكيدات خبراء أمنيين كثيرين بأن هذا الحادث ليس مقدمة لعهد من الاغتيالات السياسية .. لكن صحيفة "ويست فرنس" الفرنسية خرجت عقب الحادث لتشير إلى أن تلك الواقعة لن تكون الأخيرة، التى تستهدف علماء الدين، مشيرة إلى أن الشيخ جمعة يدفع ثمن عدائه للجماعات الإسلامية. ، وبينت الصحيفة الفرنسية أنه كالعديد من الشخصيات الدينية في مصر، علي جمعة ذو توجهات صوفية، كما أنه أحد الأصوات المعارضة للجماعات الإسلامية، كجماعة الإخوان المسلمين، كذلك لا ننسي إنه في ديسمبر 2013، تجمع عددٌ من شباب الإخوان أمام منزل جمعة وقت أن كان مفتيًا للجمهورية أمام مسجد فاضل، وتعالت أصواتهم بالسباب، وقال جمعة وقتها "حسبنا الله ونعم الوكيل في الخوارج من شباب إخوان كاذبون.. فشل هؤلاء السفلة، ولكن ماذا نقول وكل إناء بما فيه ينضح، فيثبتون يومًا بعد يوم أنَّ الإخوان قد فشلوا فى تربية أولادهم" ، ورغم أن الشيخ جمعة، كان يهاجم السلفيين ويعتبرهم "سبب البلاء وظهور داعش"، ولكن اللافت أن الجماعة السلفية ظهرت متعاطفة معه عقب محاولة اغتياله ووصفت شماتة الإخوان فيه ب " السفالة " ، أيضاً هذه المحاولة جاءت بعد عدة تصريحات وفتاوي للشيخ علي جمعة وجهت هجوماً واضحاً للإخوان وحلفاءهم .. فقد نصح سيدة منذ أيام ببأن تحفظ القرآن مع نفسها بحفظ خمس آيات يوميا، ولا تحفظه مع جماعة الإخوان ، وقال إن المساجد التي تسيطر عليها جماعة "الإخوان المسلمين"، تستخدمها لبث سمومها في صفوف الناس. وشبه تلك المساجد ب "مسجد ضرار الذي أقامه المنافقون في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصدوا به عن سبيل الله ورسوله وليفرقوا به صف الأمة".
واللافت هنا أن هذه الحركة استهدفت الشيخ علي جمعة .. وهذا ليس فقط لتأييده للنظام الحالي أو لعداءه الواضح للجماعات المتطرفة وهجومه الدائم علي إرهابها ، وإنما ايضاً لرمزيته كرجل دين يستمع إليه الكثيرون .. وهو في منطقهم التكفيري " نموذج " يجب القضاء عليه ، وسواء حركة " حسم " أو غيرها ربما يحاولون إحياء أصلهم القديم والذي ظهر قبل نحو 40 عاماً من خلال جماعة " الدعوة والهجرة " والمعروفة اعلاميا ب " التكفير والهجرة " أو كما سمت نفسها " جماعة المسلمين " ، وهي جماعة اسلامية نهجت نهج الخوارج في التكفير بالمعصية ونشأت داخل السجون في بادئ الأمر وبعد اطلاق سراح أفرادها تبلورت أفكارها وكثر أتباعها في صعيد مصر وبين طلبة الجامعات خاصة، وانتشرت هذه في معظم محافظات مصر ولها وجود في بعض الدول العربية مثل اليمن والأردن والجزائر ، والمغالاة جعلت الجماعة تصر على تكفير الحكام باطلاق ودون تفصيل لأنهم لا يحكمون بشرع الله وتكفر المحكومين لرضاهم بهم بدون تفصيل وتكفر العلماء لعدم تكفيرهم أولئك الحكام، كما أن الهجرة هي العنصر الثاني في تفكير الجماعة ويقصد بها اعتزال المجتمع الجاهلي عزلة مكانية وعزلة شعورية وتتمثل في اعتزال معابد الجاهلية - يقصد بها المساجد - ووجوب التوقف والتبين بالنسبة لآحاد المسلمين بالاضافة الى اشاعة مفهوم الحد الأدنى من الاسلام، ولا يخفي مدى مخالفة أفكار ومنهج هذه الجماعة لمنهج أهل السنة والجماعة في مصادر التلقي والاستدلال وقضايا الكفر والايمان وغير ذلك مما سبق بيانه.

واعتبرت جماعة التكفير والهجرة أن الألفاظ المعبرة عن سائر المعاصي كالظلم والفسق والذنب والخطيئة والسيئة والخطأ ونحوها تعني كلها معنى واحد هو " الكفر " والمخرج عن الملة، وبالتالي فكل من ارتكب أي مخالفة شرعية مما يطلق عليها أحد هذه المسميات في آيات القرآن أو في الأحاديث فهو كافر كفراً مخرجاً عن ملة الاسلام، كما اعتبرت أن الهجرة من دار الكفر (أي دولة لا تحكم بالشريعة) هي واجب شرعي حتمي، ومن أبرز ما اتسمت به الجماعة كما قال شكرى مصطفى من واقع أقواله أمام هيئة محكمة أمن الدولة العسكرية العليا في (القضية رقم 6 لسنة 1977): ان كل المجتمعات القائمة مجتمعات جاهلية وكافرة قطعاً. وبيان ذالك أنهم تركوا التحاكم لشرع الله واستبدلوه بقوانين وضعية ولقد قال الله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون بيد أن الأفراد أنفسهم لا نستطيع الحكم عليهم بالكفر لعدم التبين من ذلك لذا فهم فقط جاهليون ينتمون لمجتمع جاهلي يجب التوقف في الحكم عليهم حتى يتبين اسلامهم من كفرهم، مضيفا اننا نرفض ما يأخذون من أقوال الأئمة والاجماع وسائر ما تسميه الأصنام الأخرى كالقياس. وبيان ذلك أن المسلم ملتزم فقط بما ذكر في القرآن الكريم والسنة المطهرة سواء أكان أمراً أو نهياً وما يزيد عن ذلك عن طريق الاجماع أو القياس أو المصالح المرسلة. فهو بدعة في دين الله. ان الالتزام بجماعة المسلمين ركن أساس كى يكون المسلم مسلماً، ونرفض ما ابتدعوه من تقاليد، وما رخصوا لأنفسهم فيه، وقد أسلموا أمرهم الى الطاغوت وهو: الحكم بغير ما أنزل الله، واعتبروا كل من ينطق بالشهادتين مسلماً.
وأكد شكري مصطفى ان الاسلام ليس بالتلفظ بالشهادتين ولكنه اقرار وعمل ومن هنا كان المسلم الذي يفارق جماعة المسلمين كافراً. الاسلام الحق هو الذي تتبناه جماعة المسلمين وهو ما كان عليه الرسول وصحابته وعهد الخلافة الراشدة فقط وبعد هذا لم يكن ثمة اسلام صحيح على وجه الأرض حتى الآن. حياة الأسرة داخل الجماعة مترابطه ببعضها بحكم عدم الاختلاط بالعالم الخارجي.
ويعتبر التكفير عنصراً أساسياً في أفكار ومعتقدات هذه الجماعة، فهم يكفرون كل من أرتكب كبيرة وأصر عليها ولم يتب منها وكذلك يكفرون الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله باطلاق ودون تفصيل ويكفرون المحكومين لأنهم رضوا بذلك وتابعوهم أيضاً باطلاق ودون تفصيل أما العلماء فيكفرونهم لأنهم لم يكفروا هؤلاء ولا أولئك كما يكفرون كل من عرضوا عليه فكرهم فلم يقبله أو قبله ولم ينضم الى جماعتهم ويبايع امامهم. أما من انضم الى جماعتهم ثم تركها فهو مرتد حلال الدم وعلى ذلك فالجماعات الاسلامية اذا بلغتها دعوتهم ولم تبايع امامهم فهي كافرة مارقة من الدين. وكل من أخذ بأقوال الأئمة أو بالاجماع حتى ولو كان اجماع الصحابة أو بالقياس أو بالمصلحة المرسلة أو بالاستحسان ونحوها فهو في نظرهم مشرك كافر.
ولا قيمة أيضاً لأقوال العلماء المحققين وأمهات كتب التفسير والعقائد لأن كبار علماء الأمة في القديم والحديث بزعمهم " مرتدون عن الاسلام" و قالوا بحجية الكتاب والسنة فقط ولكن كغيرهم من أصحاب البدع الذي اعتقدوا رأياً ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه فما وافق أقوالهم من السنة قبلوه وما خالفها تحايلوا في رده أو رد دلالته. دعوا الى الأمية لتأويلهم الخاطئ لحديث (نحن أمة أمية ) فدعوا الى ترك الكليات ومنع الانتساب للجامعات والمعاهد اسلامية أو غير اسلامية لأنها مؤسسات الطاغوت وتدخل ضمن مساجد الضرار. وأطلقوا أن الدعوة لمحو الأمية دعوة يهودية لشغل الناس بعلوم الكفر عن تعلم الاسلام فما العلم الا ما يتلقونه في حلقاتهم الخاصة.
وقاموا بترك صلاة الجمعة والجماعة بالمساجد لأن المساجد كلها ضرار وأئمتها كفار الا أربعة مساجد: المسجد الحرام والمسجد النبوي وقباء والمسجد الأقصى ولا يصلون فيها أيضاً الا اذا كان الامام منهم. ويزعمون أن أميرهم شكري مصطفى هو مهدي هذه الأمة المنتظر وأن الله تعالى سيحقق على يد جماعته ما لم يحقق عل يد محمد صلى الله عليه وسلم من ظهور الاسلام على جميع الأديان وعليه فان دور الجماعة يبدأ بعد أن تدمّر الأرض بمن عليها بحرب كونية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي تنقرض بسببها الأسلحة الحديثة كالصواريخ والطائرات وغيرها ويعود القتال كما كان في السابق رجل لرجل بالسلاح القديم من سيوف ورماح وحراب.
ومصطفى شكري هو شكري أحمد مصطفي (أبو سعد) من مواليد أبو خرص مركز أبو تيج أسيوط جنوب العاصمة المصرية هو مؤسس جماعة المسلمين أو جماعة الدعوة والهجرة والتي سماها الاعلام جماعة التكفير والهجرة، كان متزوجاً من شقيقة الأخواني محمد صبحي مصطفي وكان الشاب شكري مصطفى متعاطفاً مع جماعة الاخوان المسلمين في الستينات من القرن العشرين ولذلك تم القبض عليه ضمن الاخوان المسلمين بداية من عام 1965 وكان عمره وقتئذ ثلاثة وعشرين عاماً ، وتولى قيادة الجماعة داخل السجن بعد أن تبرأ من أفكارها الشيخ علي عبده اسماعيل. في عام 1971 أفرج عنه بعد أن حصل على بكالوريوس الزراعة ومن ثم بدأ التحرك في مجال تكوين الهيكل التنظيمي لجماعته، ولذلك تمت مبايعته أميراً للمؤمنين وقائداً لجماعة المسلمين فعين أمراء للمحافظات والمناطق واستأجر العديد من الشقق كمقار سرية للجماعة بالقاهرة والاسكندرية والجيزة وبعض محافظات الوجه القبلي. في سبتمبر 1973 أمر بخروج أعضاء الجماعة الى المناطق الجبلية واللجوء الى المغارات الواقعة بدائرة أبي قرقاص بمحافظة المنيا بعد أن تصرفوا بالبيع في ممتلكاتهم وزودوا أنفسهم بالمؤن اللازمة والسلاح الأبيض تطبيقاً لمفاهيمهم الفكرية حول الهجرة.
في 26 أكتوبر 1973 اشتبه في أمرهم رجال الأمن المصري فتم القاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة في قضية رقم 618 لسنة 73 أمن دولة عليا ، وفي 21 أبريل 1974 عقب حرب أكتوبر 1973 صدر قرار جمهوري بالعفو عن مصطفى شكري وجماعته الا أنه عاود ممارسة نشاطه مرة أخرى ولكن هذه المرة بصورة مكثفة أكثر من ذي قبل حيث عمل على توسيع قاعدة الجماعة واعادة تنظيم صفوفها وقد تمكن من ضم أعضاء جدد للجماعة من شتى محافظات مصر كما قام بتسفير مجموعات أخرى الى خارج البلاد بغرض التمويل مما مكن لانتشار أفكارهم في أكثر من دولة، هيأ شكري مصطفى لأتباعه بيئة متكاملة من النشاط وشغلهم بالدعوة والعمل والصلوات والدراسة وبذلك عزلهم عن المجتمع اذ أصبح العضو يعتمد على الجماعة في كل احتياجاته ومن ينحرف من الأعضاء يتعرض لعقاب بدني واذا ترك العضو الجماعة اعتبِر كافراً حيث اعتبر المجتمع خارج الجماعة كله كافراً ومن ثم يتم تعقبه وتصفيته جسدياً.
وفي 3 يوليو عام 1977 قامت مجموعة مسلحة باختطاف الدكتور حسين الذهبي وزير الأوقاف المصري الأسبق من منزله في ضاحية حلوان جنوب القاهرة واقتادته الى جهة غير معلومة، في اليوم التالي أعلنت جماعة المسلمين المعروفة اعلاميا باسم التكفير والهجرة مسؤوليتها عن الحادث، بدأ رجال الأمن رحلة من البحث الدؤوب عن الشيخ الذهبي داخل أوكار الجماعة الى أن عثروا على جثمانه مصابا بطلق ناري في عينه اليسرى في احدى الفيلات في منطقة الهرم، في السادس من يوليو أصدر الرئيس السادات قرارا جمهوريا باحالة القضية الى محكمة عسكرية وفي الثامن من يوليو تم القبض على أمير الجماعة شكري أحمد مصطفي ووجهت تهمة قتل الشيخ الذهبي الى مصطفي عبد المقصود غازي لكن قرار الاتهام الذي أصدره المدعي العام العسكري محمد عبد العليم مخلوف في الحادي عشر من أغسطس وجه تهمة قتل الشيخ الذهبي الى ضابط الشرطة المفصول أحمد طارق عبد العليم الذي شارك في عملية الاختطاف أيضا.
وفي النهاية أسدل الستار على القضية رقم 6 لسنة 1977 عندما أصدرت المحكمة العسكرية في الثلاثين من نوفمبر حكمها بالاعدام شنقا على خمسة متهمين وهم شكري أحمد مصطفي أحمد طارق عبد العليم أنور مؤمن صقر ماهر عبد العزيز بكري ومصطفى عبد المقصود غازي وعاقبت المحكمة اثني عشر متهما بالأشغال الشاقة المؤبدة وأربعة وعشرين متهما بالأشغال الشاقة المؤقتة ومنحت البراءة لثلاثة عشر متهما وفي التاسع عشر من مارس عام 1978 وفي داخل سجن الاستئناف تم تنفيذ حكم الاعدام في المحكومين الخمسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.