رغم صعوبة البدايات إلا أن النهايات يحددها الشخص بطموحه وعزيمته"هانى صبره " الشاب المصرى الذى قرر أن يتغلب على كل الصعوبات مهما كانت، وانتهج نهجا مبتكرا، فى تطوير حياته، ومجال عمله ،الذى ربما لم يكن فى يوم يتصور أن يكون هذا هو مستقبله . "هانى صبره" بطلنا اليوم رمز من رموز الاجتهاد والعمل والعصامية،فبرغم مشكلته التى ساقها له قدره حين كان طفلا يسير فى الشارع وبسبب طلقة رش طائشة من شخص يصيد العصافير تسبب فى إصابته فى عينه اليمنى وقت أن كان فى سن 12 سنة، ولم يكن أكمل المرحله الاعدادية . سبب له ذلك حرق فى شبكة العين ولكن ظل بريقها نوراً يهتدى به إلى هوايته لعب الشطرنج ،ولأنه طموح لا تهزمه الصعاب تحدى هذه المشكلة ،وذلك بمعاونة أحد أفراد أسرته ،والذي أخذه إلى العالم الافتراضى " الكمبيوتر" ليعلمه الشطرنج ويعيش هانى فى هذا العالم، ولكن بإصراره وعزيمته حول كراهيته "للكمبيوتر " قبل الحادثة إلى عشق متناه، يدخل به عالما جديدا ،يعوضه عن فقد حلمه بالالتحاق بكلية الهندسة . واستطاع أن يتعلم كافة البرامج الخاصة بالرسم والحسابات، حتى صمم بنفسه برامج إلكترونية ب 12 لغة،وهنا ادرك الشاب المفعم بالطموح أن "الفرص لا تحدث وحدها ولكن عليك صنعها". وشغل كل تفكيره وجهده فى أن يقدم شيئا نافعا للناس ، ولكنه إلى هذه اللحظة لم يكن يعرف ماذا يقدم . هانى الذى قرر عدم الالتحاق بالجامعة والبحث عن عمل ساقه القدرإلى فرصة عمل بورشة كبيرة لتحريك ماكينات النجارة بالكمبيوتر، والذى اندهش حين شاهد كل الماكينات العملاقة، وللأسف كلها ألمانى وإيطالى وأمريكانى. وجه حلمه بأن تكون مثل هذه التنكولوجيا بصناعة مصرية وبأيد مصرية . واجتهد فى فهم ودراسة هذا الماكينات التى تحفر على الخشب ويمكنها الحفر على الحديد كله بالكمبيوتر . إلى أن جاءت الفرصة عطل فى الماكينة عجز الألمان والإيطاليون عن حله طلب هانى من صاحب العمل أن يحاول إصلاح العطل ولكن صاحب العمل رفض،ماكينه تتخطى 2 مليون جنيه، وعجز الأجانب على إصلاحها فهل أنت قادر؟ فبكل حماسة وإيمان فى قدراته قال هانى: " نعم". وبإلحاح منه وافق صاحب العمل واستطاع هانى صبره حل معضلة الماكينه وسط ذهول كل العاملين فى الورشة. فانتقل إلى مرحله أكبر من التحدى والإصرار، وأخذ يعمل على تصنيع ماكينة شبيه بماكينة لتقطيع الرخام والخشب وأدوات النجارة، باستخدام الكمبيوتر ،وظل ينفق كل الأموال التى يتحصل عليها من برمجة الكمبيوتر ومواقع الإنترنت، إلى أن نجح فى عمل الماكينة ببرنامج برمجة على الكمبيوتر صممه هو بنفسه ولكنه ظل يحلم بتطويرها . وبرغم كل الإحباط الذى عانى منه هانى ،من عدم قبول أى صاحب عمل تمويل مشروعه إلى جانب بعض الكلمات من الأصدقاء المحبطة والمهبطة للعزيمة إلا أنه أصر على العمل والتطويل فى الماكينة لمدة سبع سنوات متتالية، وقام بعمل ورشة صغيرة جدا يصنع فيها بعض الأعمال الخشبية للعملاء. سبع سنوات من الاجتهاد والعمل ليل نهار أثمرت مصنعاً صغيراً بدلا من ورشة متواضعة وعدد من الماكينات، تعمل فى تقطيع الرخام وتحفر على الأخشاب وتصنع أرجل الكراسى ،ومقابض الدواليب والكثير من الأعمال الفنية الخشبية الغاية فى الروعة فصوت هذه الماكينات وضجيجها يؤكد على أن قيمه العمل مهما كان صغيراً أو حلماً صعب المنال سيأتى اليوم الذى تجنى فيه ثمار مجهودك وتنتقل إلى حلم اكبر وتحد أعظم. هانى صاحب الطموح الكبير يحلم بأن تتحول مصر إلى أكبر منطقة صناعية فى المنطقة بأيدى أبنائها ، ويحلم أن تتبنى الدولة مشروعه أملا منه فى القضاء على البطالة،من خلال عدد من المصانع الصغيرة للشباب وتصنيع هذه الماكينة للاستفاده منها ،على أوسع نطاق إلى جانب توفير المبالغ الطائلة فى استيراد مثيلتها من أى دولة أخرى فحسب كلام هانى صبره فإن أقل ماكينة من هذا النوع صينى تتخطى 25 ألف دولار ، والماكينة التى استطاع هانى تصنيعها لا تتجاوز 70 ألف جنيه. فتبنى الدولة لهذا المشروع حلم هانى إلى جانب تخفيف الإجراءات عن صغار المستثمرين من الشباب، ويتمنى أن يصدر هذه الماكينة إلى الدول العربية والإفريقية . هانى صبرة قدوة لأجيال ودليل على جد واجتهاد الشباب المصرى الطموح.