زاد في الآونة الأخيرة، عدد الإصدارات والاعمال الأدبية التي يصدرها الشباب من خلال دور النشر المختلفة مُتنوعة إصداراتهم ما بين الكتابة الساخرة أو الكتابة الرومانسية أو كتابة الدواوين الشعرية، فضلا عن قيام البعض بتجميع بعض الخواطر من على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرها. فكيف هي رحلة هؤلاء الشباب لإصدار اعمالهم؟ وهل تسعى هذه الأعمال لطرح بعض القضايا وتسليط الضوء عليها أم أنها تسعى فقط للمكسب المادي والشهرة لصاحبها؟ وهل لدى هذه الإصدارات جمهور عريض من القراء الشباب أم لا؟ لكل عصر لون تقول نرمين حلمي، الكاتبة الشابة مؤلفة رواية " أحياء ولكن"، إن اصدار الرواية الخاصة بها كان نتيجة لرغبتها في تقديم عمل يحتوي على المتعة الأدبية بالإضافة إلي شموله على هدف او رسالة تصل للقارئ بعد القراءة، مشيرة أنها نفذت الفكرة الخاصة بها في ما يقارب العام نصف وذلك؛ لأن الرواية فكرتها الاساسية تدورحول احد الامراض النفسية بما استدعاها للدخول في عالم الطب النفسي والقراءة المكثفة فيه بالاضافة الي استشارتها طبيب نفسي في بعض الاحيان لحين اتمام الرواية، مؤكدة أن دور النشر لهم أيضا دور كبير في مساعدة الشباب ولكنها في ذات الوقت، في بعض الأحيان، تقوم بظلم اعمال اخرى اكثر جودة بنشرها بعض الأعمال.
في حين تؤكد الكاتبة الشابة، مريم عبد الحكيم، مؤلفة كتاب" ما زلت منتظرة"، أن عملية نشر الكتاب الخاص بها لم تكن يسيرة حيث انها قامت بدايةً بالتواصل مع عدد كبير من دور النشر لمعرفة شروط المحتوى الأدبي والتكلفة ومواصفات العمل الادبي، مشيرة إلي أن ردود فعل دور النشر على طلبها كانت سيئة فلم يكن احد مُتقبل حينها أن تقوم طالبة في عمر الثامنة عشر بنشر كتاب لها إلا أنها صمدت حتى وافقت إحدى الدور على نشره.
وتضيف مؤلفة كتاب "ما زلت منتظرة" قائلة : " أن دور النشر لها دور في تسهيل عملية نشر المحتوى الادبي للشباب، في الآونة الأخيرة، ولكن في مقابل مبالغ مالية ضخمة تصل في بعض الأحيان الي سبعة الالاف جنيه بما يجعل هناك صعوبة شديدة لأي شاب لنشر عمله الأدبي وخصوصا في بداية مشواره"، موضحة أن زيادة نسبة الكُتاب الشباب يصبُ في مصلحة زيادة مستوى ثقافة الشباب ووعيهم. القارئ رمانة الميزان تؤكد الكاتبة إيمان الأمير، مؤلفة كتاب " يا مسافر وحدك"،" في رحلة الحياة" و" السفر والترحال"، أنه ليس كل ما يُكتب على شبكات التواصل الاجتماعي يصلح لأن يتم نشره في كتاب إلا أن ذلك أصبح – الآن- أحد الوسائل المساعدة على انتشار هذا الكم الهائل من الكتب التي يصدرها الشباب، مشيرة الي أنها قرأت بعض الأعمال الكتابية للشباب إلا أنه نسبة الاعمال الجيدة منهم لم تتجاوز 10%، موضحة أن هذا النمط أو نوع الكتابة الذي انتشر، في الآونة الأخيرة، برز مع سهولة النشر الورقي بمقابل مادي قليل، بالإضافة الي عدم وجود لجان لقراءة المحتوى الذي سيُنشر، فضلا عن بحث بعض دور النشر عن المكسب السريع بما أدى إلي ظهور العديد من الاقلام الشبابية على الساحة. وتوضح د. إيمان الأمير، أن الرهان الحقيقي – الآن- على القارئ لاختيار الجيد من الكتب حيث ان القارئ سيظل هو رمانة الميزان والحكم الحقيقي على اي عمل أدبي، مشيرة الي أن للاعلام دور مفقود في عدم التنويه عن الكتب الجيدة واعطاء الفرصة للقارئ ليتعرف على الاعمال واصحابها عن قرب، مؤكدة أنها ليست ضد المواهب الجديدة ولكن من الضروري أن يتعلموا أكثر ويثقلوا خبراتهم ويطوروا مواهبهم، وذلك عن طريق حضور ورش للكتابة أو ندوات ثقافية حتى يكون باستطاعتهم تقديم منتج جيد يُضيف للقارئ وفي ذات الوقت يكون إضافة لاسمهم في عالم الأدب.
وعلى جانب آخر ، اكد أحد العاملين في دار روعة للطبع والنشر والتوزيع، أن أي عمل يُقدم للدار طلبا للنشر يجب ان يكون في المقام الاول لائق ادبيا، مشيرا الي ان الدار لديها لجنة قراءة وقبول أعمال وعلى اساسها يتم قبول الاعمال أو رفضها، مؤكدا أن المحتويات الأدبية للشباب – حاليا- تتمتع بدرجة كبيرة من التميز والإبداع.
مؤيد ومعارض تقول أحلام المنسي، الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أنها قامت بقراءة بعض الكتب والروايات الشبابية في محاولة لمعرفة ماهية هذه الكتب قبل نقدها او مدحها إلا أنها وجدت اغلبها سطحي ولا يقدم اي معلومات، موضحة أن هذه الأعمال هي انعكاس لاضمحلال الفكر عند اغلب الشباب – حاليا- مؤكدة أن الجمهور الذي يقوم بشراء هذه الكتب يظلم الكاتب الشاب نفسه.
أما رحاب عثمان، الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية طب القصر العيني، فتشير إلي إن انتشار الإصدارات الشبابية، في الفترة الأخيرة، يرجع لكون الكثير أصبح يعتبر الكتابة مصدر للشهرة، مُتساءلة ما هي المؤهلات التي يمتلكها هؤلاء الشباب لإصدار ديوان شعر او رواية تستحق النشر، مؤكدة أن هناك نماذج ناجحة لكتاب شباب كتابتهم جيدة مثل: الكاتب احمد مراد واحمد الجندي.
بينما تؤكد إيمان يحيى، خريجة كلية الآثار جامعة القاهرة، أنه لديها شغف كبير حيال قراءة الروايات والكتب التي يصدرها الشباب وأنها تقوم بشرائها ولكن ذلك بعدما تستمع إلي عدة آراء توصي بقرائتهم، مشيرة الي ان روايات الكاتب احمد مراد تعتبر الافضل بالنسبة لها في حين أنها لا تفضل كثيرا نوعية معينة من الروايات والكتب حيث يقوم البعض بتجميع بعض الخواطر من على الصفحة الشخصية الخاصة به على موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" ويصدرها في هيئة كتاب او ديوان شعر.