الآن.. رابط نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2024 بالدرجات فور إعلانها رسميًا (استعلم مجانًا)    بعد ارتفاعها 400 جنيه.. مفاجأة في أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة (بداية التعاملات)    واشنطن تطلب من مواطنيها مغادرة لبنان فورًا    حزب الله يعلن استهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق حيفا    حزب الله يستخدم صواريخ «فجر 5» لأول مرة منذ عام 2006    يوسف أيمن: جماهير الأهلي الداعم الأكبر لنا.. وأفتقد محمد عبد المنعم    خالد جلال: قمة الأهلي والزمالك لا تخضع لأي لحسابات    أحمد فتحي يوجه رسالة مؤثرة إلى جماهير الأهلي بعد اعتزاله.. ماذا قال؟    «عيب اللي قولته واتكلم باحترام».. نجم الزمالك السابق يفتح النار على أحمد بلال    عاجل- أمطار ورياح.. تحديثات حالة طقس اليوم الأحد    أستاذ مناخ: نتوقع حدوث السيول في فصل الخريف بنسبة 100%    نقل آثار الحكيم إلى المستشفى إثر أزمة صحية مفاجئة    إسماعيل الليثى يتلقى عزاء نجله بإمبابة اليوم بعد دفن جثمانه ليلا بمقابر العائلة    أمامك اختيارات مالية جرئية.. توقعات برج الحمل اليوم ألحد 22 سبتمبر 2024    أحمد سعد يعلن عودته لزوجته علياء بسيوني.. ويوجه رسالة للمطلقين (فيديو)    احتفالية كبرى بمرور 100سنة على تأسيس مدرسة (سنودس) النيل بأسيوط    اليوم.. محاكمة مطرب المهرجانات مجدي شطة بتهمة إحراز مواد مخدرة بالمرج    أضف إلى معلوماتك الدينية | حكم الطرق الصوفية وتلحين القرآن.. الأبرز    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 22 سبتمبر بعد الانخفاض بالبنوك    الدفاعات الإسرائيلية تحاول التصدي لرشقات صاروخية أطلقها حزب الله.. فيديو    وزير الدفاع الأوكراني: الغرب وعدنا بأموال لإنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة    الموزب 22 جنيهًا.. سعر الفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 22 سبتمبر 2024    أحمد شكري: كفة الأهلي أرجح من الزمالك في السوبر الإفريقي    لاعبو الأهلى يصطحبون أسرهم خلال الاحتفال بدرع الدورى 44.. صور    مواجهة محتملة بين الأهلي وبيراميدز في دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا    وزير الشباب والرياضة يشيد بحرص القيادة السياسية على تطوير المنظومة الرياضية    عاجل.. بدء حجز وحدات سكنية بمشروع «صبا» للإسكان فوق المتوسط بمدينة 6 أكتوبر    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأوزبكستاني أوجه التعاون وعلاقات البلدين    الخارجية الأمريكية تطالب رعاياها بمغادرة لبنان    مش كوليرا.. محافظ أسوان يكشف حقيقة الإصابات الموجودة بالمحافظة    وزير الخارجية: نرفض أي إجراءات أحادية تضر بحصة مصر المائية    نشأت الديهي: الدولة لا تخفي شيئًا عن المواطن بشأن الوضع في أسوان    نشأت الديهي: الاقتصاد المصري في المرتبة ال7 عالميًا في 2075    صيادلة المنوفية تُكرم أبنائها من حفظة القرآن الكريم    محمد حماقي يتألق في حفل بالعبور ويقدم «ليلي طال» بمشاركة عزيز الشافعي    «موجود في كل بيت».. علاج سحري لعلاج الإمساك في دقائق    جثة أمام دار أيتام بمنشأة القناطر    اندلاع حريق بمحال تجاري أسفل عقار ببولاق الدكرور    خبير يكشف عن فكرة عمل توربينات سد النهضة وتأثير توقفها على المياه القادمة لمصر    الصين وتركيا تبحثان سبل تعزيز العلاقات    محافظ الإسماعيلية يناقش تطوير الطرق بالقنطرة غرب وفايد    رئيس شعبة بيض المائدة: بيان حماية المنافسة متسرع.. ولم يتم إحالة أحد للنيابة    شاهد عيان يكشف تفاصيل صادمة عن سقوط ابن المطرب إسماعيل الليثي من الطابق العاشر    استدعاء ولي أمر يرفع لافتة كامل العدد بمهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي ال14    أخبار × 24 ساعة.. طرح لحوم مجمدة ب195 جنيها للكيلو بالمجمعات الاستهلاكية    احذر تناولها على الريق.. أطعمة تسبب مشكلات صحية في المعدة والقولون    نشرة التوك شو| انفراجة في أزمة نقص الأدوية.. وحقيقة تأجيل الدراسة بأسوان    د.حماد عبدالله يكتب: "مال اليتامى" فى مصر !!    5 أعمال تنتظرها حنان مطاوع.. تعرف عليهم    خبير لإكسترا نيوز: الدولة اتخذت إجراءات كثيرة لجعل الصعيد جاذبا للاستثمار    قناة «أغاني قرآنية».. عميد «أصول الدين» السابق يكشف حكم سماع القرآن مصحوبًا بالموسيقى    المحطات النووية تدعو أوائل كليات الهندسة لندوة تعريفية عن مشروع الضبعة النووي    الحكومة تكشف مفاجأة عن قيمة تصدير الأدوية وموعد انتهاء أزمة النقص (فيديو)    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكتابة «الأبيحة» إبداع واللا بزنس؟!
نشر في فيتو يوم 27 - 09 - 2016

"المجلة" قبل 59 عاما: "تهدف إلى جنى الربح وتحقيق الشهرة بأحط الوسائل عن طريق تملق الميول والنزعات الدنيئة لدى القراء"
هل أصبح البديل لركود سوق الكتب والروايات الجادة والرصينة، هو اللجوء إلى الابتذال والقبح؟ وكيف يلتقى القبح والجمال "باعتبار أن الفن أحد صور الجمال، في سياق واحد؟ هل أصبح من مواصفات الكتاب الرائج تجاريا هو صياغة عنوان يصطدم بالعرف والذوق العام وأخلاقيات لم يعد لها في قاموسنا مكان، أو ملء صفحات بفُحش الألفاظ وبذىء الكلمات؟ كما أصبح من مواصفات صناعة فيلم "ناجح تجاريا"، هو كتابة سيناريو مبتذل والاستعانة براقصة لا تكاد تستر شيئا من جسدها الغض؟ هل الأزمة تكمن في صُناع الإبداع، أم فيمن يتلقونه، أم فيمن ينسبون أنفسهم إليهم في لحظات غادرة، من الزمن؟ هذه التساؤلات وغيرها، طرحت نفسها بقوة، على خلفية الأزمات التي أثارتها مؤخرا حزمة من الأعمال التي توصف بأنها "أدبية"، لم يكن أولها رواية "استخدام الحياة" لأحمد ناجى، ولن يكون آخرها بطبيعة الحال كتاب "ولاد المرة"، للفنانة التشكيلية "ياسمين الخطيب"، وكتب أخرى تمضى في فلكها.
في مقال منشور بداية الأسبوع الأول من أكتوبر من العام 2013 تحت عنوان "أديب الشباب"، تحدث وزير الثقافة الحالى حلمى النمنم عن محمود عبد الرازق عفيفى عبد الرازق، الذي ملأ جدران وحوائط العاصمة القاهرة بكتابات إعلانية عن مؤلفاته التي حملت عناوين من نوعية "من يسبح ضد التيار معى"؟ و"عفوا.. سيدى المسيح".. و"الكتابة على ورق بفرة".
"النمنم"، تحدث عن ظاهرة "أديب الشباب"، مؤكدا أن "عفيفي" اكتفى بالكتابة على الجدران، والتبشير بمؤلفاته المتعددة، واستغل ساعات يوميه كاملة في "اللف والدوران" على شوارع العاصمة لإلصاق عباراته عليها، ولم يصل إلى "أرفف المكتبات"، أي كتاب له.
بعد سنوات طويلة من ظهور وخفوت ظاهرة "أديب الشباب" هذا، وبالتزامن مع التطور الذي تشهده "مهنة الكتابة"، خرجت إلى الوسط الثقافى أنواع جديدة، قريبة الشبه – إن لم تكن متطابقة- ب"عفيفي"، لكنها تجاوزته في أمور عدة، منها أنها لم تكتب على "جدران العاصمة"، لأنها وجدت الطريق مفتوحا أمامها لنشر ما تكتبه عن طريق دور النشر الخاصة التي تتعامل مع الكتابة كونها نوعًا من أنواع "البيزنس"، ولا شيء أكثر من هذا.
المثير في الأمر هنا أن التأصيل التاريخى ل"العناوين والكتابة الأبيحة" في الأدب المصرى، يكشف أن الأمر ممتد لسنوات طويلة في الماضي، لكنه ازدهر في السنوات الأخيرة، فمنذ ما يقرب من 59 عامًا مضت، نشرت مجلة «المجلة» -أحد السجلات الثقافية الرفيعة- تحقيقا حول ظاهرة «أدب الارتزاق من الرذيلة» وأكد محرر التحقيق –آنذاك- بعض الكتاب والمطابع أصبح همهما الأول جنى الربح وتحقيق الشهرة، بأحط الوسائل عن طريق تملق الميول والنزعات الدنيئة لدى القراء، وأشار المحرر لأصحاب هذه الكتابات إلى أنهم كُتاب الدرجة الثالثة لما يستخدمونه بشكل متعمد من ألفاظ مبتذلة وقصص جنسية حقيرة لا هدف منها إلا التجارة بنزعات المجتمع، وخلص المحرر في نهاية تحقيقه إلى أن مثل هؤلاء الكتاب وأعمالهم لن يكتب لها البقاء ولن يتذكرهم أحد.
وعادة ما تسبب النوعية من العناوين اللافتة للانتباه، جدلا كبيرا بين القراء، كتاب «ما يفعله العيان بالميت» لبلال فضل، «عابر سرير» أحلام مستغانمى، «كلام أبيح جدا» ليوسف معاطى، «الدين والجنس والثورة في كرة القدم» لعلاء عزمى، و«المهنة مزة والدلع سنكوح» لمنى الدواخلي، وأخيرا «ولاد المرة» لياسمين الخطيب.
1 الناشرون: الابتذال أقصر طرق الكتاب للشهرة والتسويق لدور النشر
غادة عبدالعال: الهجوم على «ولاد المرة» بسبب حلاوة «مؤلفته»!
«الكتاب يبان من عنوانه».. مقولة يمكن القول إنها تلخص أهمية اختيار عنوان العمل الأدبى أو المعرفى، فأصعب مراحل الكتابة هي اختيار العناوين، لأنها أول ما يقع عليه عين القارئ، وقد تحكم على العمل بالنجاح أو الفشل، ولكن مؤخرا أصبح اختيار عناوين الكتب يساير الموضة ويعتمد على الألفاظ الخارجة أو الإيحاءات كنوع جديد لتحقيق أعلى نسبة مبيعات وضمانا لشهرة الكاتب في الأوساط الثقافية.
بداية أكدت الإعلامية نشوى الحوفي، مدير إدارة النشر الثقافى بدار نهضة مصر، أن الدار تهتم بنشر المعرفة لدى القراء، التي تهدف إلى تنمية العقل والخلق والإبداع أيضا، مشيره إلى أن محتوى العمل الأدبى يجبر الدار على نشرة والدفاع عنه وضربت مثلا بكتاب سر المعبد للكاتب ثروت الخرباوى، والذي نشر في 2012 في ظل حكم الإخوان وتخوف البعض لدرجة توقع غلق الدار نفسها، وأيضًا كتاب «مذكرات الرئيس الأسبق حسنى مبارك» من الكاتب الراحل عبدالله كمال، نشر رغم الرفض الشعبى وقتها لأنه توثيق للتاريخ.
وفيما يتعلق باختيار إجازة عناوين الكتب والروايات، أوضح موسى على، المسئول الإعلامي للدار المصرية اللبنانية، أن "الدار لديها لجنة تقيم الأعمال المقدمة إليها، وإذا تم إجازتها يتم اختيار العنوان بالاتفاق مع الكاتب الذي يتناسب مع المحتوى"، مشيرا إلى أن العناوين الجذابة أحد عناصر التسويق التجارى للعمل الأدبى نفسه، ولكن بالشكل الذي يتناسب مع ثقافة المجتمع ويتقبله، فالمصرية اللبنانية ترفض نشر العناوين المسيئة للدين أو الذات الإلهية، والألفاظ المبتذلة أو الإيحائية الجنسية، أو التي تحمل خصومة سياسية، كنوع من تصفية حسابات، حسب قوله.
عماد العادلي، المستشار الثقافى لمكتبات ألف، بدوره أكد أن دار النشر لا يفترض أن تكون رقيبا على أعمال الأدباء، لكنها تنتقى الأعمال التي تصدر من خلالها، فلا توجد دار نشر لا تحمل توجها وفكرا معينا أو أيديولوجية، مشيرا إلى أن أغلب دور النشر مؤخرا تهتم بالعنصر التجارى البحت، الهادف إلى تحقيق الربح قائلا: "لأن الدار لو ما باعتش هاتقفل".
"العادلى" واصل حديثه قائلا: اختيار العناوين المبتذلة ذات الإيحاءات، إحدى طرق البروباجندا التي تستهدف التسويق الجيد للعمل الأدبى قبل طرحه في الأسواق، مؤكدا أن المكتبات ليس لديها مشكلة في ذلك، ولكن المشكلة تبقى دائما في طريقة استقبال القارئ لها، مشيرا إلى أنه كفرد في المجتمع لديه تحفظات على نشر عناوين ومضامين لن يقبلها الشارع بسهولة.
من ناحية أخرى، أكد يحيى هشام، مدير دار «الكتب»، أن عدد المتابعين والجماهير الخاصة بالؤلف ليست المعيار الذي تحدد عليه الدار نشر العمل أم لا، بل يقيم العمل على حسب جودته، مشيرا إلى أن بعض الدور تعزف عن نشر بعض أنواع الكتب لأنها لا يوجد لها مجال تسويق فلا يوجد لها قراء كثر، كدواوين الشعر على سبيل المثال.
وقال أيضا: إننا نعيش في مجتمع شرقى تحكمه عادات وتقاليد تتحكم في اختيارات دور النشر "العمل الأدبى"، واللجوء لاستخدام عناوين مثيرة تحمل ألفاظًا خارجة كنوع من الدعاية التسويقية لزيادة نسبة المبيعات، في ظل حالة الركود الأدبى، ومؤلف الكتاب الذي يضمن جودة ما يقدمه، فلن يلجأ إلى هذه الحيل الرخيصة.
هانى عبدالله، مدير دار «رواق»، اتفق مع سابقيه، وأضاف قائلا: أهم عاملين للتسويق الجيد للكتاب هما العنوان والغلاف، فإذا تم الاهتمام بهما واختيارهما بشكل جيد وبدقة سيسهم بنسبة كبيرة في مبيعات الكتاب، وإذا تم استخدام عناوين إيحائية شاذة لجذب القارئ، فلن تدوم طويلا فالقارئ سينتقى ما يقرأه في المرة المقبلة.
2 فتنة «ياسمين الخطيب»
الجملة الثقيلة التي تعرضت لها صاحبة كتاب "ولاد المرة"، ياسمين الخطيب، دفعت عددًا من الكتاب والروائيين للحديث عن أزمة اختيار العنوان المناسب، وفى الوقت ذاته مراعاة المجتمع الذي سيتم عرض الكتاب فيه، ومن جانبها قالت الروائية غادة عبد العال صاحبة كتاب «عايزة أتجوز»: من حق كل كاتب التعبير عن رأيه بحرية، وأن يختار الموضوع المناسب له للحديث عنه حتى لو تناول الجنس فيه بشكل صريح، فالحكم الأخير هو الجمهور الذي عليه اختيار أو رفض النص الأدبى المقدم إليه.
صاحبة "عايزة أتجوز"، أكملت قائلة: علينا أن ندرك أن الكتاب حاليًا يعتمد على التسويق، وهو أمر مقبول في سوق الشراء والبيع، ولا يعبر عن أي إهانة لشخصية الكاتب أو نصه الأدبي، الأمر نفسه ينطبق على كتاب "ولاد المرة"، فهناك العديد من العناوين المستفزة التي انتشرت في الآونة الأخيرة، ولم يتم التعامل معها بمثل الضجة التي أثيرت حول "ولاد المرة".. الأمر الذي يثبت أن سر الهجوم على الكتاب هو كون الكاتبة "ست حلوة وفرحانة بنفسها".
فيما أوضحت الناقدة والروائية سلوى بكر، أنها ضد فكرة محاولة كشف ما وراء الأشياء، فالنص الذي يتناول الجنس هو في النهاية مجرد نص أدبى يجب التعامل معه أدبيًا فقط، قائلة: "أنا لست ضد تناول الجنس في الأدب، على أن يكون استخدامه يخدم سياق النص".
"سلوى" قالت أيضًا: السؤال الأهم هنا.. هل يشكل الجنس ضرورة في النص المكتوب؟ فكثير من الأدباء استخدموا الجنس في دراما رواياتهم ولكن كانت لغتهم الأدبية وثقلهم بمثابة شفيع لهم، أما من يكتبون بهدف الشهرة فقط بدون الاستناد إلى موهبة أدبية حقيقية فأعمالهم لا قيمة لها، مثلهم مثل كاتب قديم كان يدعى خليل حنا وكانت كتاباته تعتمد على الجنس بشكل كبير، وعناوينه من النوع المثير مثل "ليلة الدخلة"، وكانت كتبه تفوق مبيعاتها روايات نجيب محفوظ، ولكن لا يذكره الآن أحد.. الأمر الذي يثبت أن الخلود لا يكون إلا من نصيب الأعمال الأدبية الجيدة.
"ولاد المرة".. الروائية سلوى بكر علقت عليه بقولها: والعنوان الذي استخدمته الكاتبة ياسمين الخطيب لكتابها الجديد "ولاد المرة"، ف "المرة" هي في اللغة تصغير للمرأة، ولكن يتم استخدامها بمصر في نطاق التحقير، مؤكدة أنه يجب ألا نتوقف عند هذه المحاولات البائسة للشهرة.
وأكدت سلوى أن ظاهرة استخدام الألفاظ القبيحة تنبع من حالة الفوضى الثقافية والأدبية والنقدية التي يتعرض لها الوطن العربى بأكمله، وهى ظاهرة تسعى فقط إلى لفت الانتباه والشهرة.
3 حمودة: بعض الكتاب يراهن على البذاءة
سلوى بكر: محاولة بائسة للشهرة وتعكس حالة الفوضى الثقافية
"الدين، الجنس والسياسة".. كثيرًا ما اصطدم الكتاب على مدى التاريخ بنيران الثالوث المحرم، وأصابهم منه ما لم يطيقوا عليه صبرا، ولكن يبقى "الجنس" إحدى الركائز الأساسية لهذا الثالوث، على الرغم من ممارسة الإنسان إليه، وفطرته على الاحتياج والرغبة.
ويبدو تاريخ العناوين الغريبة التي تتضمن كثيرا من الإيحاءات والكتابة عن الجنس في الأدب ممتدًا إلى جذور التاريخ، ويتصل بها اتصالا وثيقًا، وهو ما أكده الناقد الأدبى حسين حمودة، بقوله: "تاريخ الكتابة عن الجنس طويل جدًا، وهناك في التراث العربى كتابات كثيرة ومتنوعة وجريئة حول الجنس، بالإضافة للعناوين الإيحائية، ومنها كتابان للإمام جلال الدين السيوطى وفيما يخص تناول الأدب الحديث للجنس واحتوائه على ألفاظ إيحائية مثيرة، فهناك أعمال كثيرة جدًا، كتبت خلال العصر الحديث بمساحات متفاوتة من الحرية، وبعضها ارتبط بصدامات مع أشكال الرقابة المتعددة، سواء كانت رقابة المؤسسات أو المجتمعات".
وعن كتابة الجنس في الأدب الغربى الحديث، قال "حمودة": رغم كل المزاعم الشائعة حول حرية التعبير في الأدب الغربي، اصطدمت بعض الكتابات بالرقابة هذه، وصُدرت بعضها، بل وحوكم بعض من كتبوها.. وليس بعيدًا عن الأذهان رواية ديفيد هربرت لورانس "عشيق الليدى تشاترلي"، وأيضًا تجربة الروائى الأمريكى هنرى ميللر في أغلب رواياته، خصوصا "مدى الجدي"، "مدى السرطان" و"ربيع أسود"، ثم أعمال تلميذته وصديقته أناييز نين.. إلى آخره".
الناقد الأدبى تابع قائلا: في أدبنا العربى لم تكن مساحة حرية التعبير كافية في أي وقت من الأوقات، ومع ذلك كان صدام الرقابة مع بعض الأعمال أكثر عنفًا مما حدث في الثقافة الغربية، وهناك مساحات محدودة لحرية التعبير عن الجنس في بعض الأعمال منها بعض الإشارات في قصائد نزار قباني، وفى بعض الأعمال الروائية مثل "أبواب الليل" لوحيد الطويلة، "فاصل للدهشة" لمحمد الفخراني، مع بعض الإشارات غير المباشرة في بعض القصص مثل "بيت من لحم" ليوسف إدريس.. ولكن ظهرت مؤخرًا أعمال بالعربية أكثر جرأة في التعامل مع الجنس والألفاظ، ومنها رواية سلوى النعيمى "برهان العسل"، ورواية أحمد ناجى "استخدام الحياة"، والملاحظ أن هذه الرواية الأخيرة لم تصطدم بالرقابة وحسب بل ذهبت بصاحبها إلى السجن".
كما أكد "حمودة" أن الجنس يمكن أن يتم تناوله بطرق مختلفة، والتعبير عنه بأشكال متعددة، وجزء من هذه الأشكال يمكن أن يكون جزءًا من التعبير عن جانب جوهرى في الإنسان، ولكن من ناحية أخرى قد يستخدم بعض الكتاب الألفاظ المبتذلة والإيحائية، كنوع من المراهنة على الشيوع والانتشار الواسع لأعمالهم، تأسيسًا على فكرة أن «الممنوع مرغوب»
4 «طبيب نفسى»: قارئ القبح «شخص غير سوي».. وكاتبها «تاجر فاشل»
الطبيب النفسي الدكتور محمد خليل، في تحليله لقارئ الكتب الجنسية، أكد أن أحد الأسباب الكبرى في اندفاع الشخص تجاه قراءة هذا النوع من الكتب يتمثل في رغبته الدفينة في إشباع غرائزه وشهوته، فهذا الفعل يعتبر من أنواع الاحتياج لديه، وقارئ هذا النوع من الكتب لا يمكن وصفه إلا بأنه "شخص غير سوى ويعانى من اضطرابات جنسية".
و"خليل" قال أيضًا: يتمحور السبب الرئيسى في توجه القارئ للجنس والإثارة، في التربية غير السوية التي يتعرض لها هذا الشخص في مجتمع منغلق، فيجد نفسه محاطًا بكل ماهو محرم عليه، لذا يلجأ له في متون الكتب، ويكثر هذا النوع من القراء في المجتمعات التي تمارس أنواعًا عدة من المنع والتحريم المبالغ فيه، مؤكدًا أن هناك علاقة طردية بين زيادة الانغلاق والتضييق في المجتمع والاتجاه العام نحو الجنس، استنادًا إلى قاعدة "كل ممنوع مرغوب".
وفيما يخص التحليل النفسى للكاتب والأديب الذي يكتب هذا النوع خاصة من الأدب والكتب، أكد أنه يعتبر الكاتب مجرد تاجر لا يملك بضاعة جيدة للاستناد إليها في عملية البيع، لذا يلجأ إلى التسويق المبتذل لنفسه عن طريق إثارة الغرائز الإنسانية، وإبراز الجنس لجذب القارئ.
"خليل" أنهى حديثه بقوله: أزمة الابتذال في المواد المقدمة ليست قاصرة على الكاتب والقارئ، وإنما تكمن المشكلة الحقيقية في المجتمع ككل، والتربية والتنشأة غير السوية التي نتعرض لها في مدراسنا ووسط عائلاتنا الآتية من نفس المجتمع، فلو أن هناك قدرًا كافيًا من الحرية لما لجأ القارئ لهذا النوع من الأدب، ولن يجد الكاتب من يقرأ ابتذاله.
5 الأدب يفشل في إنعاش الفن والنتيجة صفر
لأن الفن والأدب كلاهما جزء لا يتجزأ من الآخر، وإذا حدث أي خلل في أحدهما يتداعى الآخر، كان من المفترض أن يدعم الأدب الفن ويقدم الكتاب روايات قوية على غرار ما تم تقديمه من روايات ترجمت في النهاية إلى روائع من كلاسيكيات السينما المصرية ولا تزال حاضرة حتى الآن، لكن حدث كما يقول المثل "جبتك ياعبد المعين"، وأصبحت نتيجة لجوء الفن للأدب صفرًا،ونتيجة ذلك استطلعنا آراء النقاد حول مدى تأثر الفن بحالة التدنى الأدبى، والعلاقة بين الفن والأدب، وسبل مواجهة تلك الظاهرة من التدنى والإسفاف.
بداية قال الناقد الفنى طارق الشناوى: العمل الأدبى يعتبر عنصرًا من عناصر نجاح العمل الفنى سواء كان فيلمًا أو مسلسلًا، لكنه ليس العنصر الأساسى أو الوحيد، فالرواية تعمل ضمن عناصر فنية متعددة تسهم على خروج العمل الفنى بشكل متميز في النهاية في حالة توافرها.
"الشناوى" ذكر أنه في تاريخ السينما توجد أعمال كثيرة مأخوذة عن روايات لكنها ضعيفة فنيًا مثل فيلم نور العيون المأخوذ عن رواية للكاتب الكبير نجيب محفوظ ورغم أنه من إخراج حسين كمال وكتب السيناريو والحوار له وحيد حامد فإنه لم ينجح وكان سيئ جدًا على المستوى الفنى لدرجة أن نجيب محفوظ تبرأ من الفيلم والرواية.
وحول لجوء بعض صناع الأفلام مؤخرًا لاستخدام أسماء غريبة، رأى "الشناوى" أن ذلك يرجع إلى رغبتهم في جذب الانتباه للفيلم وتسويقه، مؤكدا أن الأمر ينطبق أيضًا على كتاب الروايات والأعمال الأدبية مستشهدًا بكتاب ياسمين الخطيب الأخير "ولاد المرة"، مشيرا –في الوقت ذاته- إلى أن الاسم لفت الانتباه وأثار الجدل لكونه مصطلحا قبيحا في ثقافة المصريين رغم أنه في نفس الوقت مصطلح دارج وعادى في دول دول الخليج فالأمر في النهاية يتحكم فيه اختلاف الثقافات.
فيما رأى الناقد سمير الجمل إن الفن والأدب كلاهما يعانى مؤخرًا من حالة تدنٍ غير مسبوقة، مؤكدًا أن حالة التدنى على مستوى الروايات الأدبية ينعكس على الأعمال الفنية المقدمة فتظهر في صورة ضعيفة لأن أساسها يكون ضعيفا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.