الشعر أنواع مختلفة منها فن الواو أو شعر الواو وهو فن مصري صعيدي شعبي كاد أن يندثر لولا وجود بعض الشعراء الذين تناقلوه عبر الأجيال وفن الواو له شعرائه ورواده وقد نتناول ماهية هذا الشعر وأشهر شعراء فن الواو علي عدة مرات ولنبدأ أولاً برصد وفهم هذا الفن من خلال مسعود شومان الشاعر والباحث وناقد شعر العامية والرئيس الأسبق للهيئة العامة لقصور الثقافة ... والذي له ديوان في شعر الواو يتحدث لبوابة الشباب قائلاً: شعر الواو شعر شعبى وله نوعان واو شعبى يكتبه شعراء جماعة, واو شعبى يكتبه شعراء أفراد. شعر الواو فى الأصل شعر فرد لكن تتبنى شعره جماعة ويصبح هذا الشعر أبنها وملكاً لها وتغيره ويتحذف ويضيف لكن شعر الفرد لا يضيف إليه أحد ومن أشهر شعراء العصر عبدالستار سليم. عندما قمت بعمل لقاء ميدانى مع بعض الشخصيات فى صعيد مصر وجدتهم يطلقون واو سواء على القافية التى جناسها كامل أو غامض أو تحتاج فك شفرة سواء مربع أو كل ما تشاكل من جناسات يطلقون عليها واو وهذا المبرر اللغوى الذى ارجحه. وأنا أرى سبب لغوى وإجتماعى لتسميته فنحن لدينا مفرده فى التاريخ المصرى فى اللغة الهيروغليفية القديمة تسمى " الواوا" بمعنى مكان الجُرح وأنا أحاول الربط بين الواو بمعنى الألم وفن الواو بمعنى الفن الذى يكتنزآلام المصرين وجروحهم وحكمتهم فالحكمة دائماً مصحوبة ومقرونة بالألم لأنها لا تنتج إلا من معاناة وألم وهنا أطرح سؤال هل يمكننا أن نربط بين الواوا والواو كمفرده. وكان هناك أيضاً فنان شعبى فى كل البلدان اسمه المواوى " المواوى من الصوت " وكان ينتقد الناس إذا لم يمنحوه العطايا ويمتدحهم إذا أعطوه وهو راكباً حصانه منشداً بعض الأبيات على البيوت. وأيضاً واو الأندهاش باللغة الأنجليزية WOW و واو اللغة العربية كأنها تبدأ وتنتهى بنفس الحرف وهذه تعد نوع من المشاكلة أو التشابهة مع مقولة الجناس.
ففن الواو فن مصرى أصيل وقد قال الشاعر عبد الحمن الأبنودى أن لا وجود لأبن عروس وإنه شاعر إسمه عبدالرحمن المرزوق وأنا لى كتاب فى الرد على ذلك أؤكد فيه أن أبن عروس مصرى وأن جذوره مصرية والمخطوطات والنصوص عن أبن عروس سوى فى مصر وإنه المؤسس الحقيقى لفن الواو وأنا ذهبت إلى تونس ولم أجد له أى أصول هناك وأكتشفت أن لكنته التونسية ضعيفة جداً.
كيف لنا كمستمعين عاديين معرفة أن ما نسمعه من شعر هو ما يُعرف بفن الواو؟ حتي إذا لم نجد واو فى المربع لا ننكر إنه فن واو فنحن لدينا مبررات كثيرة يستطيع المستمع العادى والمحب للشعرالتفرقة بينها فعلى سبيل المثال الواو الواو يسير على بحر المجتس ولابد أن يحتوى على مستفعلاً وفاعلاته ومستفعلاً وفاعلاته. وهناك الواو الذى يسير على نسق رياضى (أ- ب- أ- ب) ويتكون من أربع شطرات متبادلة القافية فالشطرتان الأولى والثالثة تكونان من قافية واحدة والثانية والرابعة تكونان من قافية مختلفة مثل قول ابن عروس " مسكين من يطبخ فاسه ... ويريد مرقه من حديده ... مسكين من يعاشر الناس ... ويريد من لا يريده.
المتلقى الذى يستمع لفنان الواو يفك معه الشفرة وإذا يم يستطيع يفكها فنان الواو فيتعرف الناس منه على الواو أو على مصدر الدهشة.
ولماذا لم يحقق فن الواو شهرة مثل غيره من أنواع الشعر المختلفة؟ لأنهم شعراء شعبيين ولأن الشعر الشعبى لا يتطلب شهرة إنما أقصى طموحه أن يتناقل الجمهور نصه ومن جيل إلى جيل لذلك يقال مجهول المؤلف ويحاول الشاعر أن ينكر ذاته بعكس شاعر العامية الذى يعلن من قدر ذاته ويحاول الظهور فى وسائل الإعلام. وللعلم عبدالحليم حافظ غنى مربعات أبن عروس مع خضرة محمد خضر فى تسجيل نادر كما تمت سرقة مربعات أبن عروس من قبل شعراء ومؤلفين أغانى لكن الفن له أصول والحمدلله تمت معرفة أصل ومؤسس الفن وأعتقد أن بعد ذلك لن يستاطيع أى فنان سرقة مربع أو غنائه بدون أن يشير أنه لأبن عروس وهذا يكفينا جداً.