منذ مساء أمس وأصبح واضحاً أن هناك توترا مفاجئا بين المجلس العسكري و حركة 6 أبريل.. وذلك منذ أن نادت حركة 6 أبريل بالتوجه إلي وزارة الدفاع أمس وما ترتب عليه من مشاجرات في العباسية وهو نفس ما حدث اليوم أيضا.. بجانب حرب البيانات التي ظهرت من الجانبين.. واتهام المجلس العسكري لهذه الحركة بأنها سبب الوقيعة بين الجيش والشعب.. وردت حركة 6 أبريل وأكدت أن المجلس العسكري هو سبب تلك الوقيعة.. ولكن وسط كل ما يحدث نريد أن نفهم : ما هو سر هذا التوتر المفاجئ من الطرفين؟!.. يفسر لنا د. عماد جاد- أستاذ العلوم السياسية- أسباب هذا التوتر المفاجئ بين الطرفين قائلا: هذا التوتر الذي يظهر من مساء أمس سببه أن حركة 6 أبريل الأكثر تشددا وتمسكا بالاعتصام واستمراره في ميدان التحرير، وهي الصوت الأعلى الآن بين كل القوى السياسية المماثلة، كما أنها الأكثر تمسكا بالمطالب الثورية، ولذلك تم ذكرهم بالاسم في بيان المجلس العسكري، لأن القوى السياسية الأخرى تتحاور و(تاخد وتدي) مع كل الأطراف، ولذلك فالحل فيما يحدث هو أن القوى السياسية الأخرى تحاول أن تضغط على حركة 6 أبريل، وتدفعهم لمواقف أكثر عقلانية، أما عن مطالبهم فهي نفس المطالب التي ينادي بها الجميع منذ قيام الثورة، والموضوع ليس له علاقة بالتمويل الخارجي ، لأن ما يقال عن أن هذه الحركة تتلقى تمويلا خارجيا هو كلام مشابه لما كان يقوله مبارك علي الثوار من ناحية الأجندات الأجنبية، أما عن السبب في قوة قلب هذه الحركة في الرد على المجلس العسكري فأري أنه لم يعد هناك خوف في الأساس من أي طرف، وقلبهم جامد ليس لأنهم مدعومين من الخارج، ولكنهم مجموعة من الشباب لديهم ثقة في أنفسهم ويشعرون بأنهم هم المستقبل، والحل الوحيد الآن هو الحوار، فيجب أن يأخذ المجلس العسكري المبادرة من جديد، ويصبح هناك حوارا بين جميع الأطراف، حتى نعبر هذه المرحلة. ويقول د. وحيد عبد المجيد- أستاذ الدراسات السياسية-: التوتر بين الطرفين لا أعتبره قضية في حد ذاته، ولكن ما يحدث هو نتيجة للتراكمات المترتبة على سوء إدارة المرحلة الانتقالية من البداية، وهذا أدى في لحظة معينة إلي انفجار الموقف، وهذا لم يحدث من أمس فقط ولكنه بدأ من أسبوعين، مما نتج عنه تداعيات ومنها الموقف الذي حدث أمس، والمجلس العسكري أصدر بياناً يرد فيه على ما يحدث، ولكن كل ما يحدث أقل تعبير عنه هو أنها " اختلالات المرحلة " .