يوجد في مصر عدد من الصحف والمجلات الدينية سواء كانت إسلامية أومسيحية ، هذه الإصدارت كان لها توجه خاص في طبيعة الموضوعات التي كانت تتناولها قبل ثورة 25 يناير كانت لديها محاذير ونقاط ممنوع الاقتراب منها. ولكن بعد الثورة هل تغير هذا الوضع أم أن الحال علي ما هو عليه ! وكيف تعاملت هذه الصحف مع المشاكل والأزمات التي صاحبت أحداث الفتنة الطائفية ! هذا ما سنعرفه في السطور التالية .. صوت الأزهر هي جريدة إسلامية أسبوعية تصدر عن مؤسسة الأزهر الشريف صدر عددها الأول سنة 1999 م ويشرف عليها الشيخ عمر الديب و يرأس تحريرها محمود حبيب وتعد جريدة ' صوت الأزهر ' أكثر الإصدارات الإسلامية توزيعا في مصر حيث إنها توزع أكثر من 15 ألف نسخة معظمها اشتراكات من العاملين بمؤسسة الأزهر الشريف يقول محمود حبيب رئيس التحرير : صوت الأزهر في الأساس جريدة تهتم بكينونة الأزهر كمؤسسة دينية مهمة في العالم العربي وتقريبا لم تتغير سياستنا التحريرية خاصة أننا قبل الثورة أوبعدها نعتمد علي التلميح في الانتقاد و ليس التصريح وهذا ما تعلمناه من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام و ربما يكون التغيير جاء في نطاق الشكل الفني حيث بدأنا في تطوير شكل الجريدة وفي أسلوب صياغة الموضوعات التي أصبحت مباشرة أكثر وبالطبع بدأنا في الاهتمام بمتابعة الأحداث الجارية علي الساحتين الاجتماعية والسياسية من خلال متابعة الأحداث العامة للمجتمع المصري وحث المجتمع علي التعامل مع الحرية بعقلانية و كان هذا عنوان أحد الموضوعات تحت عنوان ' التفريق بين الفوضي و الحرية ' وعندما جاءت الأحداث الطائفية تعاملنا مع هذا الملف بحزم وطلبنا من الطرفين ضبط النفس من أجل مستقبل مصر . اللواء الإسلامي اللواء الإسلامي جريدة أسبوعية تصدر صباح كل خميس عن الدار المصرية للنشر والاستثمار إحدي شركات أخبار اليوم يترأس تحريرها عبد المعطي عمران و هو أول رئيس تحرير منتخب للجريدة بعد الثورة تعتمد السياسة التحريرية للجريدة علي تغطية الأحداث الدينية التي تحدث في مصر بشكل عام بداية من الندوات والمؤتمرات ومرورا بتصريحات دار الإفتاء و مشيخة الأزهر و لهذه الجريدة قصة غيرت مسار سياستها التحريرية يرويها لنا الأستاذ عبد المعطي عمران رئيس التحرير قائلا : منذ أكثر من 6 سنوات كانت جريدة اللواء الإسلامي أحد إصدارات الحزب الوطني الحاكم و عندما كتب الدكتور رفعت سيد أحمد مقالا تحت عنوان ' أكذوبة المحرقة ' اعترض كولن باول وزير جارجية أمريكا وقتها وابلغ إستياءه الشديد من هذا المقال و حدثت العديد من الضغوط علي رئيس التحرير الذي تمت إقالته و جاءوا بالدكتور عبد الله النجار و تم نقل الإصدار إلي دار أخبار اليوم و بالطبع كان هناك العديد من المحاذير و منها عدم انتقاد المؤسستين الدينيتين في مصر الأزهر والكنيسة أما الآن بعد الثورة فلا يوجد لدينا أي محاذير نتحدث في السياسة و في الحركات الدينية الإسلامية كما نريد و بدأنا في انتقاد الفساد الموجود في المؤسسات الدينية في العديد من الملفات التي قمنا بها . مدارس الأحد تأسست هذه المجلة منذ 65 عاما وهي مجلة دينية شهرية تصدر عن بيت مدارس الأحد القبطية الأرثوذكسية وهي مجلة تهتم في الغالب بتفسير الكتاب والوعظ و التعليم من خلال بعض مقالات العديد من القساوسة والرهبان تحدثنا مع دكتور عادل شكري الذي يتولي رئاسة تحرير المجلة وسألناه عن تطور مضمون المجلة بعد الثورة فقال : مضمون المجلة لم يختلف بشكل كبير بعد الثورة أو قبلها خاصة أن الهدف الرئيسي من المجلة هو التوعية الدينية التي مازلنا نهتم بها حتي الآن ولكن بالطبع الثورة كانت حدثا سياسيا يفرض نفسه علي أي إصدار قبطي فبدأنا منذ شهر فبراير تناول أحداث الثورة من خلال بعض المقالات التي كانت تصف روعة الحدث بتسونامي الشباب المصري فمثلا كانت من أكثر المقالات التي أوجدت رد فعل جيدا وكانت تعبر عن نجاح الثورة المصرية إعادتنا لنشر مقال كنا نشرناه عام 52 بعد ثورة يوليو تحت أسم ' المللك الذي نزل عن عرشه ' وحرصنا أن نضع عنوانا علي الغلاف هو ' مبارك شعب مصر ' و نعمل الآن علي الاهتمام بملف الفتنة الطائفية من خلال بعض المقالات التي تحث علي الاهتمام بالوطن قبل الاهتمام بالانتماءات الدينية . حامل الرسالة هي من جرائد الكاثوليك في مصر وتصدر باللغتين العربية والفرنسية بإشراف الأب رفيق جريش المتحدث الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية بمصر الذي تحدثنا معه وقال : بعد الثورة قللنا عدد صفحات المجلة بسبب الحالة الاقتصادية وبدأنا في الاهتمام بتقديم تسجيل للندوات لنشر الوعي السياسي والتي تقيمها كنيسة القديس كيرلس بالكوربة لحث المسيحيين علي أهمية المشاركة السياسية ومن تلك الندوات كانت الندوة التي تحدث فيها الدكتور مصطفي الفقي وأكد أن الثورة مازالت قائمة وأنها لم تنته بعد كما أننا في أعدادنا الأخيرة مثلا تطرقنا للحديث عن القضايا الخارجية أيضا مثل قضية المجازر التي تتم في سوريا حاليا كما أننا تطرقنا إلي موضوعات لم نكن نتطرق لها من قبل مثل حقوق الأقباط العرب في البلدان الإسلامية وبالطبع نتطرق لها بنوع من الحيادية ولم تكن هذه الموضوعات ممنوعة بشكل مباشر في السابق ولكننا كنا لا نتطرق إليها كنوع من الرقابة الذاتية . ( تابع بقية التحقيق على صفحات عدد يوليو من مجلة الشباب )