تصوير -أميرة عبد المنعم " يا ورد مين يشتريك و للحبيب يهديك .. يهدى اليه الأمل و الهوى و القبل .. ابيض غار النهار منه خجول محتار .. باسه الندى فى خده غارت عليه الأغصان " هذه الكلمات الرقيقة التى تغنى بها عبد الوهاب من اكثر من نصف قرن تقريبا هل مازال لها وجود بين الناس خاصة فى عيد الربيع وهل مازال لعشاق الألفية الثالثة والذى تحول الحب عندهم للايك على الفيس بوك إهتمام بالورد فى يوم عيده هذا ما سوف نعرفه من محمد السيد أحد أشهر بائعى الورد بمنطقة الكوربة بمصر الجديدة. هو ينفع الواحد ييقضى عيد الربيع من غير ورد ؟ مش ممكن لأن الورد هو اساس الربيع ومفيش ربيع من غيره . ذوق الناس فى الورد هل يختلف من مكان لأخر ؟ اكيد يعنى مثلا هنا فى مصر الجديدة الذوق مختلف تماما عنه فى شبرا او وسط البلد او غيرها ، فكل مكان له ناسه و ذوقه . هل مازال هناك مواسم لشراء الورد ؟ نعم فهناك مواسم ثابته مثل عيد الحب سواء كان المحلى او العالمى و الأعياد بشكل عام و عيد الأم وطبعا عيد الربيع ويوم شم النسيم تحديدا لأن فى اليوم ده معظم الأزواج والمحبين بيشتروا ورد لبعض . هل تستطيع ان تفرق بين من يشترى ورد لزوجته و من يشتريه لحبيبته ؟ يااااه دى بتبقى حاجة واضحة زى الشمس فمن يشترى ورد لزوجته يادوب يدخل علينا و يطلب اى بوكيه بغض النظر عن تفاصيله او الوانه المهم انه يطلع فى الأخر ببوكيه ورد و السلام ، اما من يشتريه لحبيبته فيهتم بكل التفاصيل و عادة ما يختار لون معين اما يكون هو اللون المفضل عند حبيبته او يكون لون يرمز لمشاعره هو شخصيا . من خلال خبرتك الطويلة مع الورد .. من الأكثر اقبالا على شرائه الرجل ام المرأة ؟ ظاهريا المرأة و فعليا الرجل ، فمن خلال خبرتى الطويلة فى هذا المجال استطيع ان اجزم ان الرجل اكثر رومانسية من المرأة و ذلك عكس ما هو شائع ، فالمرأة لا تهتم إلا بالظاهر و بالشكل الخارجى اما الرجل خاصة العاشق فهو حالة مختلفة تماما حيث يهتم بتنسيق كل وردة و ما يمكن ان تحمله من معنى . افهم من ذلك انك تستطيع ان تفرق بين الرجل العاشق و من يشترى الورد للمنظرة ليس اكثر ؟ طبعا فالعاشق او الذى يحب حب حقيقى تجديه يتعامل مع الورد بنفس الحنان الذى يتعامل به مع الحبيبة نفسها ، اما من يمثل الحب او يدعيه فتجديه يهتم بشكل الورد فقط دون روحه . هو فى حاجة اسمها روح الورد ؟ طبعا الورد ليس شكلا جميلا فقط و انما الأهم من ذلك روح الورد نفسه و التى عادة ما تتشابه مع روح من يشتريه او بمعنى اصح يختاره . يعنى ذوق الشخصية الرومانسية او المتفائلة يختلف عن ذوق الشخصية الواقعية ؟ أكيد فالشخصية الرومانسية عادة ما تفضل بوكيه الورد المكون من لون واحد او لونين بالكثير مثل الأحمر او الأبيض مع الأخضر اما الشخصية المتفائلة فعادة ما تبحث عن " البينك " او " الأبيض " السادة لأنهما من الألوان الهادئة التى تبعث على بث الأمل فى النفس ، و كل هذا عكس الشخصية الواقعية التى لا تطلب سوى الورد المستورد الذى يعيش لأطول فترة ممكنة حتى لو كان بلا روح و لا احساس فالمهم عندها الشكل ، و نحن بشكل عام نستطيع ان نعرف طبيعة شخصية الزبون من ذوقه . اعمار الناس بتفرق فى اذواقها ؟ ليس شرطا و لكن الناس الكبار دائما ما تفضل الأذواق التقليدية مثل عصفور الجنة و الجلاديوس و الزنبق و القرنفل اما الشباب فتميل الى الورد البلدى و الأشكال الجديدة فى الورد المستورد . هل حقيقى ان كل لون فى الورد يرمز لحالة معينة ؟ اكيد يعنى الأحمر هو لون الحب بلا منافس و الأبيض رمز الصفاء و البمبى رمز البهجة اما الأصفر فهو رمز الغيرة لذلك أول ما يدخل علينا زبون يطلب لون أصفر نعرف انه شخص غيور ، و ذلك كله عكس اللون البنفسجى الذى عادة ما يرمز للحزن او الهدوء و مع ذلك أذكر عندما عرض الجزء الأول من فيلم عمر و سلمى طلع اللون البنفسجى موضة و كان كل الناس و خاصة الحبيبة يطلبون بوكيه مثل الذى قدمه تامر حسنى لمى عز الدين فى الفيلم . و لكن يقال ان اللون الأصفر يرمز للبهجة ايضا ؟ ابدا الأصفر لا يرمز إلا للغيرة . كل مهنة عادة ما تصادف بعض المواقف الغريبة .. فماذا عن مثل هذه المواقف مع الورد ؟ لا يوجد اكثر من المواقف الغريبة فى مهنتنا ، يعنى مثلا ياما ارسلنا طلبات و رفض اصحابها استلامها او ضربوا بها عامل " الدليفرى " ، و من المواقف التى لن انساها عندما جاء لنا رجل يحمل كمية كبيرة من البصل و الثوم و طلب منا اعدادها فى بوكيه و ارسالها الى عنوان محدد و عندما نفذنا طلبه اكتشفنا انه ارسله لفتاه كان يحبها و تركته و " ادشدش " البوكيه كله على رأس عامل التوصيل فى المحل ، و مرة جاءت لنا سيدة لترسل وردا لصديقتها شماته فيها بعد طلاقها ، كل هذا بخلاف بوكيهات التهديد او التى يرسلها البعض كمحاولة للوقيعة بين زوجين خاصة اننا لا نقرأ ما يكتبه الزبون على كارت الإهداء و لكننا نكتشف ذلك عندما يأتى من أرسل الورد له " يتخانق " معنا أو يسأل عن مواصفات من ارسل الورد . و هل هناك اشخاص مواظبة على شراء الورد منذ فترات طويلة ؟ نعم و منهم السيدة سوزان مبارك ايضا فهى من الناس الذين كانوا مواظبين على شراء الورد منذ سنوات طويلة جدا ، و كذلك احدى صديقاتها القدامى التى كانت تحرص على ان ترسل لها فى عيد ميلادها الورد الأصفر الذى تحبه ، و نعرف رجل توفى ابنه منذ اكثر من 25 سنة و مع ذلك ظل حريصا على ان يرسل له بوكيه ورد كل سنة فى عيد ميلاده و كأنه موجود و الغريبة انه كان يرسله على نفس العنوان الذى يقيم هو نفسه فيه و يكتب على الكارت رسالة معايدة و كأن ابنه سيقرأها . هو ممكن حد بشترى ورد لنفسه ؟ ايوه بيحصل فعلا و هذا غالبا ما بيكون زبون ورد و لديه احساس مرهف جدا بالحياه و بكل شيء حوله ، و فى ناس بتيجى تعلم اولادها شراء الورد و تربيهم على الإحساس به و بجماله . بائع الورد هل يتعامل معه كبضاعة عادية ام انه يراه شيئا جميلا قد يعز عليه فراقه؟ بحكم المهنة نتعامل معه كبضاعة عادية و ان كان الواحد فينا احيانا ما ينفذ بوكيه من شدة جماله يشعر انه لا يريد ان يبيعه . هل يتوقف شكل البوكيه على الحالة المزاجيه لمن ينفذه ؟ أكيد يعنى انا لما بيكون مزاجى حلو و مبسوط ممكن اعمل بوكيه " محصلش " كله ابداع و ابتكار و ده طبعا يختلف عن يوم اكون زعلان فيه او عندى مشكلة معينة ممكن اعمل بوكيه حلو لكن بلا اى احساس . محمد .. ممكن تأخذ معك ورد لزوجتك فى البيت ؟ فى حالات نادرة جدا و عادة ما يكون بمناسبة عيد الحب و عيد الربيع لكنها بالرغم من انها قد تفرح به إلا انها غالبا ما تفضل هدية أخرى او حاجة حلوة .