فى ميدان التحرير كانت هناك قاعدة مخصصة لإقامة تمثال للخديو إسماعيل ، ولكن بعد قيام ثورة يوليو وإلغاء الملكية زالت فكرة التمثال وبقيت القاعدة . تصوير: محمد لطفى وبعدما توفى جمال عبد الناصر تم فتح حساب لجمع تبرعات لإقامة تمثال له على هذه القاعدة ولكن التمثال لم يقم وتمت إزالة القاعدة من مكانها لكن حساب التبرعات لم يتم إغلاقه وظل مفتوحاً تحت تصرف مبارك وظل هذا الحساب يجمع تبرعات تقدر بملايين الدولارات .. الفلوس اختفت تماما ..وكان مبارك هو الوحيد الذى يملك الحق فى سحب أموال هذا الحساب .. هذه القصة رغم أنها قد تبدو بسيطة إلا أنها تفتح ملف التبرعات التى ذهبت سدى.. وقد تطوع الأستاذ فتحى محمود، الكاتب الصحفى بالأهرام بإثارة هذا الملف والتنقيب فى أسراره فى عمود كتبه اليوم بالأهرام تحت عنوان بلاغ للنائب العام.. يقول فتحى محمود فى تصريح خاص لبوابة الشباب : كانت هناك قاعدة كبيرة بناها الملك فاروق فى ميدان التحرير الذى كان وقتها يسمى ميدان الإسماعيلية حتى يضع عليها تمثال الخديو إسماعيل وأيضا كان قد صمم تمثالاً آخرللملك فؤاد أمام قصر عابدين وظلت هذه القاعدة فى مكانها إلى أن تمت إزالتها من مكانها عند إنشاء مترو الأنفاق وكان ارتفاع هذه القاعدة نحو 5 أمتار وعندما قامت ثورة يوليو أزاح الضباط الأحرار تمثال الملك فؤاد ولكنهم تركوا القاعدة فى ميدان التحرير كما هى وبعد وفاة جمال عبد الناصر كتب توفيق الحكيم مقالاً فى الأهرام طالب فيه بأن يتم تصميم تمثال ضخم لعبد الناصر بحيث يوضع على هذه القاعدة وطالب الجميع بأن يتبرعوا على رقم حساب خاص وكان هو أول المتبرعين حيث وضع 6 جنيهات فى هذا الحساب وكانت هذه هى المرة الوحيدة التى تبرع فيها الحكيم فى حياته حيث كان معروفا بأنه شديد البخل، وعلى أثر ذلك تبرعت شخصيات عربية وعالمية بأموال ضخمة للمشاركة فى بناء التمثال ورغم ذلك رفض السادات إقامة التمثال وتوقف الحديث عنه دون أن يعرف أحد أين ذهبت هذه الأموال وظل الحساب مفتوحا طيلة هذه السنوات ولا أحد يعرف أين ذهبت الأموال التى جمعها إلى أن خرج محمود عبد العزيز رئيس البنك الأهلى الأسبق وصرح لجريدة التحرير فى سياق حديثه أن حساب صندوق تبرعات تمثال عبد الناصر قد بلغ منذ عشر سنوات نحو 15 مليون دولار ، فاتصلت بالمستشار فوزى العريان الأمين العام للجنة العربية لتخليد عبد الناصر فذكر لى أن هذا الحساب الخاص كان يخضع لتصرف الرئاسة وقادنا البحث فى الموضوع أيضاً إلى مفاجأة من العيار الثقيل وهى أن وزير البحث العلمى الأسبق الدكتور صلاح هدايت قبل دفن جثمان الرئيس الرحل جمال عبد الناصر عمل "ماسك" أو قناع على وجهه حتى يأخذ طبعة الوجه بدقة بمعنى أن يصنع قالبا له بحيث يسهل فيما بعد صناعة تمثال صورة طبق الأصل له كما اخذ أيضا خصلة شعر من الرأس وهذه الأشياء احتفظ بها حسن التهامى أحد الضباط الأحرار وكان وزير رئاسة الجمهورية وهو كان شخصية مثيرة للجدل ولم تستطع أسرة عبد الناصر أن تستعيد الخصلة والقناع رغم أهميتهما الكبيرة جدا فى تحديد سبب وفاة عبد الناصر وهل مات بالسم أم لا حيث أن خصلة الشعر تحتفظ بمادة السم وكان تحليلها يكفى لإثبات سبب الوفاه المهم أن الخصلة والقناع اختفيا إلى الأبد تماما ولم يعثر أحد عليهما حتى بعد وفاة حسن التهامى.. ويستكمل فتحى محمود تفاصيل قصة التمثال قائلا: السادات فكر فى أن يكون تمثال ميدان التحرير له هو كما فكر بعض المقربين من مبارك لإقامة تمثال له هو الآخر وتم فتح حساب تبرعات للتمثالين وهو الحساب الأخير الذى أعلن عنه رئيس البنك الأهلى الأسبق والذى كان يبلغ 15 مليون دولار منذ 10 سنوات فقط وهذا الحساب تمت سرقته ففى خطاب زكريا عزمى لمحافظ البنك المركزى حول الحسابات الخاصة بالبنوك والتى كانت موضوعة تحت تصرف الرئيس السابق وحده ذكر أن حساب تمثال عبد الناصر بلغ 4028 دولار و 9355 جنيه وذلك فى يناير من عام 2011 أى أن الحساب قد تمت تصفيته قبل تنحى مبارك فأين ذهبت هذه الفلوس حيث أن الشخص الوحيد الذى يمكنه أن يصرف منها هو مبارك فقط .. على كل حال حساب تمثال عبد الناصر يفتح ملف حسابات التبرعات الخاصة التى كانت تتم تحت تصرف رئيس الجمهورية فقط فأين كان يتم صرفها وهنا أدعو النائب العام للتحقيق وما كتبته كان بمثابة بلاغ رسمى..