قصة الشهيد محمود خالد تجعلك تترحم عليه من قلبك تجعلك تفكر مائة مرة فيما حدث في ال18 يوماً التي قلبت مصر وأن ما حدث من اعتداءات علي المتظاهرين أبشع مما يتصور أي إنسان. محمود خالد قطب الشاب المصري الذي توفي بالأمس بمستشفي قصر العيني بعد 5 شهور كاملة من محاوله علاجه التي فشلت لبشاعة ما تعرض، حيث عاش قصة أغرب من الخيال قبل أن يتوفاه الله. خرج محمود يوم جمعه الغضب مثل آلاف الشباب المصري حاول أن يدعو أصدقائه وأقاربه للنزول معه إلي الميدان كان من يرفض النزول يقول له "خليك أنا أموت بدالك"، محمود خالد صاحب ال28 عاماً كان يحلم مثل أي شاب في سنه، يبحث عن وظيفة يتمني أن يتزوج من خطيبته التي أحبها لكن الظروف المادية تؤجل الزواج عدة مرات خاصة أنه كان يعول أمه وأخوته يعيشون معه، خرج محمد يوم الجمعة مطالبا بحق كل شاب مصري في أن يعيش بحرية وبكرامة في بلده. أثناء وقوفه في شارع قصر العيني هاتفا الشعب يريد إسقاط النظام إذا بالسيارة الدبلوماسية الشهيرة التي رأيناها علي مواقع الإنترنت تأتي مسرعة وتدهس العشرات من الشباب المتظاهرين وإذا بها تدهس محمود في لحظه كانت سوداء تلك السيارة لم تدهس جسده فقط بل دهست حياته وأحلامه وكرامته ومشاعره حفرت داخله كابوسا فظيعا أدخلته في غيوبه أحب أن يبقي فيها ورغب في ألا يعود للحياة حتي لا يتذكر شكل عجلات تلك السيارة الملعونة وهي تمر فوق جسده النحيل لتغلق عيونه إلي الأبد. نقل محمود خالد يوم الجمعة ولا نعرف كيف نقل إلي مستشفي الهلال الأحمر والأطباء يقولون إن محمود عندما جاء إلي المستشفي لم يتخيل أحد أنه حي فكان مجرد أشلاء إنسان، دخل خالد في غيبوبة كاملة نتيجة إصابته بنزيف في المخ أثر بشكل كبير على وظائفه الحيوية، كما أصيب بكسر في الجمجمة وآخر في الساقين وانفجار إحدى عينيه نتيجة إصابته بطلق خرطوش وتدمير كامل للعين الأخرى نتيجة مرور السيارة فوقه هذا غير أن حالته تدهورت أكثر أثناء تلقيه العلاج بمستشفي الهلال الأحمر، وقد أصيب بقرحه فراش نتيجة نومه علي سرير قديم بالمستشفي وعدم اهتمام الممرضات والأطباء به بحجة أن حالته لا أمل فيها وأنه سيموت وحاول أهله جاهدين تحريك الرأي العام من خلال صفحه تم إنشاؤها علي الفيس بوك للمطالبه بعلاج محمود بدلا من انتظاره الموت تحت عنوان "محمود ابنك يا مصر" لكن لم يتحرك أحد. محمود فقد عينيه الإثنين قبل الوفاة بأيام بسيطة نتيجه عدم القدره علي علاجهما بأي شكل الأخطر من كل هذا أن محمود دخل في غيبوبة منذ يوم 28 يناير الماضي، وحدث له تحسن بسيط عندما نقل لمستشفي قصر العيني الفرنساوي التحسن لم يستمر لأكثر من ساعات عندما بدأ الوعي يعود له انتكس فورا هكذا شرح لنا الأطباء المعالجين له وقالوا إنه عاد لوضع الجنين وذلك عن رغبه لا شعوريه داخله بأن ينسي كل ما حدث له وذلك كما أكد الأطباء أنه تعرض لعنف وقسوة كبيرة يوم أصابته لذلك هو يخشي أن يتذكر ما حدث له لذلك يرغب في النسيان بقوة، لذلك حدثت له حالة نفسية نادرة يصاب بها من يتعرضون لأزمات نفسيه كبيرة جدا، وأكد معالجوه أن السيارة عندما مرت من فوقه بعد أن دهسته ورأت عيناه ذلك المشهد فمن الصعب أنه كان يعود طبيعا مرة أخرى. حياة الشهيد محمود خالد رحمة الله عليه كانت قاسية جدا فلقد تخلي عنه والده منذ أن كان رضيعا طلق والدته ولم يره من وقتها وعندما جاء الأمس لينهي أوراقه من المستشفي وفق القانون طردته أمه وقالت إن والده جاء مضطراً وأنه لم يزره مطلقا أثناء الأشهر الخمسة الماضية ليس هذا فقط فلقد تخلت خطيبته عنه بعد الإصابه رغم علاقه الحب القوية التي جمعت بينهما ورغم أن محمود كان في غيبوبة إلا أن أهله أكدوا أنهم كانوا يشعروا بأنه يحرك يديه حركه خفيفة كلما جاءت خطيبته لزيارته وأن حالته ساءت بعد أن أقلعت عن زيارته في المستشفي.. رحمك الله يا محمود يا شهيد يا ابن مصر ..