رحل الفساد وبقيت شركة ما سبيرو لطردنا من منازلنا .. لا لتهجير مثلث ماسبيرو ونعم للإحلال والتجديد .. هذه واحدة من ضمن عدد من اللافتات التى يراها المارة عند مدخل منطقة ماسبيرو خلف مبنى الإذاعة والتليفزيون .. تصوير: محمد لطفى كلمات اللافتة تثير تساؤلاً مهماً وهو: ما هى هذه الشركة التى أعلن الأهالى عن تخوفهم من استغلالها لهم وطردهم من بيوتهم ومساكنهم الفقيرة .. وما هى آخر تطورات ملف مساكن ماسبيرو وهل خضع الأهالى لإغراءات الشركات الإستثمارية ومطالب محافظة القاهرة ؟ البحث فى هذه التساؤلات قادنا لمفاجأة وهى أن مالك ماسبيرو مجهول ..حيث أن مالكى جميع البيوت القديمة بالمنطقة يدفعون شهريا إيجار قيمته 100 قرش وكام مليم لما يسمى بالشركة الإستثمارية كما أنه لا توجد شركة واحدة مالكة للأرض وإنما هناك شركات وملاك أصليون يعود تاريخ تملكهم للمنطقة إلى نحو 200 عام ، حيث اتضح أن ماسبيرو تخضع لنظام الأراضى " الحكر" وهو نظام قديم فى التملك والإيجار ، وقد قاوم أهالى مثلث ماسبيرو جميع المحاولات السابقة التى استهدفت طردهم وإجلائهم من المكان الذى عاشوا فيه أباً عن جد حتى باتوا أشبه بالسمكة التى إذا خرجت من المياه تتعرضت للموت والاختناق ، خاصة وأن أهالى ماسبيرو يرتبطون بمنطقة وسط البلد باعتبارها مكان أكل عيشهم .. حقيقة أرض ماسبيرو يكشفها لنا الحاج صلاح الدين سيد(76سنة) على المعاش وهو واحد من ملاك البيوت القديمة بالمكان حيث يقول: جميع بيوت ماسبيرو عبارة عن حكر .. يعنى كان "حاكرها" ناس زمان فقاموا بتأجير هذه الأرض لجدودنا الذين بنوا عليها البيوت مقابل جنيهاً واحد فى الشهر كإيجار للأرض .. وطبعا الإيجار لم يتغير لكننا بحكم القانون نعتبر ملاك هذه البيوت لكن بحكم القانون أيضا نحن مضطرون لأن ندفع الإيجار الشهرى الذى تبلغ قيمته واحد جنيه وهناك موظف يأتى كل شهر ويتسلم الجنيه ويعطينا إيصال والمالك اسمه الشركة الاستثمارية وأنا بصراحة لا أعرفه لكن كل ما أعرفه أنها اسمها الشركة الاستثمارية وهى شركة قديمة جدا جدا ونحن نتعامل معها أبا عن جد وهى ليست تابعة للحكومة لكن الله أعلم ممكن تكون تابعة للأوقاف وممكن تكون تابعة لأشخاص ورثوا الأرض عن جدودهم بهذه الطريقة ، أما ما يسمى بشركة ماسبيرو فنحن لا نعرف عنها أى حاجة لكن ربما يكون المقصود بها الجماعة المستثمرين الذى طمعوا فى الأرض وكانت عندهم رغبة فى طرد الأهالى منها قبل الثورة ما تقوم. ويلفت الحاج صلاح الدين الأنظار إلى إمكانية نزع الملكية من أصحاب البيوت عن طريق ما يسمى بالشركة الاستثمارية حيث يقول : أنا كانت عندى عمارة بنظام الحكر مطلة على النيل بجوار وزارة الخارجية فقامت الشركة بتسعير قيمة الأرض وقيمة المبانى عليها بأسعار زمان يعنى المتر كان بجنيه وشكارة الأسمنت بكام قرش والطوب بكام مليم وفى النهاية قدروا قيمة الأرض بأسعار اليوم على هواهم وأصبح المتر على النيل ب 300 جنيه فقط وطبعا رفضت فهددوا بنزع الملكية منى وفى النهاية قبلت بالخسارة .. وعن الحياة فى ماسبيرو الآن يقول عم صلاح: الدنيا تغيرت قوى .. أنا فاكر زمان كنا ندلل على السكان وكنا نبخر الغرف علشان ييجى يسكن فيها عريس يعنى علشان تجر زبون ولم تكن الحياة بهذه القسوة ولكن الآن العيشة أصبحت سوداء يعنى تخيل فى البيت الذى أملكه عندى حالات صعبة لدرجة إنى سكنت أسرة تحت بير السلم لأنها مش لاقية وناس عمال وأسر على فيض الكريم .. وبعد ده كله الحكومة كانت تحارب الناس وتتعامل معاهم باعتبارهم شحاتين لدرجة إن قوات الأمن قبل الثورة اقتحمت ماسبيرو حتى تطرد الناس بالقوة لكن الناس قاومت وفى النهاية رحل الفساد وعاشت ماسبيرو ونحن كملاك متضامنون مع الأهالى وانا شخصيا ساكن عندى ناس ب2 جنيه فى الشهر طبقا للإيجار القديم ..والناس عايشة وخلاص !! .