الأفلام الوثائقية فى مصر إلى أن؟ محمد عادل: الله يكون فى عون المخرجين المبتدئين حوار: صديق صابر الأفلام الوثائقية فى مصر مهملة إلى حد ما ولا تجد من يتبناها ويساعدها على النهوض لكى تنافس مثيلاتها فى الدول الأخرى، وللأسف الشديد فشركات الإنتاج تولى اهتماما كبيرا بالأفلام التجارية حيث تحقق ربح ومكاسب من وراءها، وفى المقابل لا تنظر إلى تلك الوثائقية والتى قد تكون أفضل منها وأكثر إفادة للجمهور المتلقى التقت جريدة صوت الجامعة مع المخرج محمد عادل وهو يعمل فى مجال الأفلام الوثائقية وقمنا بإجراء هذا الحوار معه للإجابة على أسئلة كثيرة تدور فى بال الجمهور عن حال الأفلام الوثائقية فى مصر وإلى نص الحوار.. أحكى لنا عن مشوارك فى الاخراج كيف بدأ؟ أنا خريج كلية الاعلام جامعة القاهرة قسم الصحافة وعندما كنت طالبا بالكلية عملت بالمسرح والتمثيل ثم اتجهت بعد ذلك إلى عالم الإخراج لحبى الشديد لهذا الفن،وبدايتى الحقيقية فى الإخراج كانتمع فيلم "لحم" وهو فيلم وثائقى يتحدث عن أطفال الشوارع وقمت بإخراج العديد من الأفلام الوثائقية فيما بعد مثل فيلم "بالموبايل" و"مجرد حكاية" وغيرها، والتى حصلت على عدة جوائز أخرها فيلم حلوان أنا. ما هى قصة فيلم حلوان أنا؟ حلوان أنا هو فيلم ذاتى قمت بكتابته منذ عام 2008 ولكن تم تصويره عام 2014 وهذا الفيلم يتحدث عن منطقة حلوان والتى انتمى إليها حيث كانت فى الماضىتشتهر بالجمال والهدوء وكان يعيش بها الباشاوات والطبقة الاستقراطية، ولكنها تحولت مع مرور الزمن إلى مدينة للميكروباصات والعشوائيات والضوضاء الصاخبة. من يرجع إليه الفضل فى وصولك إلى إحتراف الإخراج؟ أسرتى بالطبع ولكنها فى البداية كانت غير مقتنعة بالإخرا ج وأنه بلا فائدة على حد وصفهم، وطلبوا منى أن أركز فى عملى الأساسى وهو مجال الصحافة،ولكن بعد ذلك غيروا فكرتهم عن الإخراج بل شجعونى كثيرا على مواصلة طريقى إلى عالم الإخراج وما زالوا يقدمون لى الدعم باستمرار. من مثلك الأعلى من المخرجين؟ داخل مصر مثلى الأعلى هو داوود عبدالسيد وأراه فيلسوف المخرجين فى مصر،وله العديد من الأعمال الرائعة فى السينما كفيلم الكيت كات ورسايل البحر، وخارج مصر المخرج المكسيكى ديل تورو وهو رجل خيالى من الدرجة الأولى ويهتم بعناصر أخرى إلى جانب الإخراج. حدثنا عن دراستك للإخراج؟ بعد تخرجى من كلية الاعلام التحقت بمدرسة الجيزويف وهى مدرسة لتعليم السينما وأنجبت مخرجين على أعلى مستوى أمثال كريم حنفى بالاضافة إلى مخرجين عملوا مع المخرج الكبير محمد خان وتعلمت من هذه المدرسة الكثير وحصلت على دبلومة من أكاديمية الفنون. ماذا تريد تقديمه فى مجال الإخراج؟ أتمنى إخراج أعمال كالتى قام بها مخرجى فترة الستينيات فى فرنسا ويطلق عليهم مخرجين الموجة الفرنسية الجديدة وكانوا في البداية كُتاب وأريد فهم كل الفنون فى البداية حتى أقوم بالإخراج بشكل جيد ومتميز. ما هو أكثر فيلم محبب إلى قلبكمن بين سلسلة أفلامك؟ أكثر الأفلام التى أحبها وأفضلها هو فيلم حلوان أنا وهو من إنتاج فرنسى وعلى المستوى العام أعشق الأفلام الوثائقية التى تجسد الواقع وفى بعض الأحيان يكون من الصعب عمل فيلم عن نفسك. هل فكرت فى الاتجاه إلى الإخراج السينمائى أو المسرحى؟ بالفعل فكرت فى هذا الأمر ومن الممكن أن أقوم بإخراج فيلم سينما طويل ويكون مفيد للجمهور وهادف ويحمل رسائل لهم، ولا يوجد مانع من العمل فى مجال الاخراج المسرحى حيث أن المسرح هو أبو الفنون ولكى تتعلم إخراج جيد لابد أن تبدأ من المسرح ومعظم المخرجين العظام الذين نراهم أمثال يوسف شاهين بدأوا حياتهم العملية بالمسرح لأنهم أدركوا مدى أهميته الكبيرة. ما الجوائز التى حصل عليها فيلم حلوان أنا؟ حلوان أنا حصل على جوائز كثيرة كجائزة لجنة تحكيم مهرجان ساقية الصاوى للأفلام التسجيلية 2014 وجائزة لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية وجائزة أحسن سيناريو من دولة المغرب وجائزة أحسن 10 مخرجين من دبى 2014 وجائزة مهرجان جمعية الفلم. ما الصعوبات التى تواجهك فى مجال الاخراج؟ أصعب شئ فى الإخراج هو التصوير فى الشوارع لأن الناس بيكون عندها خوف من الكاميرا شوية ده غير المضايقات اللى بنتعرض لها فى الشارع ومشكلة الإنتاج معظم المنتجين يفضلوا الأفلام التجارية عن الوثائقية لأنها تحقق الربح لهم. ما مشكلة الاخراج فى مصر من وجهة نظرك؟ مشكلة الإخراج فى مصر تكمن فى أن أغلب شركات الإنتاج تقوم بتوجيه أعمالها إلى الأفلام التجارية ويتركوا الأفلام الوثائقية التى هى فى أغلب الأحيان قد تكون أكثر إفادة للجمهور من الأفلام التجارية. هل تجهز لفيلم حاليا؟ نعم أجهز فيلم الدب الأبيض وهذا اسم مؤقت للفيلم ويتحدث عن كمال الأجسام والتفاصيل سأسردها فى وقت لاحق حتى لا أحرق الأحداث. ماذا تقول للمخرجين المبتدئين؟ أقول لهم الله يكون فى عونهم وربنا يوفقهم وعليهم عبء كبير فى الإخراج والمخرجين المستقلين على وجه الخصوص لا توجد كيانات تدعمهم وطوال الوقت يعانوا ولا يوجد تصاريح لديهموعليهم ألا يستسلموا أبدا مهما حدث وعلى المخرج المبتدء أن يتابع كافة أنواع الأفلام ولا يكتفى بنوع واحد فقط وعليه أن يقدم للمتلقى الفيلم بصورة بسيطة وواضحة يفهما الجميع.