"بوابة الشباب" تكشف: كيف تحول الانجليزي "فاردي" من لاعب مغمور إلي أشهر مهاجمي العالم؟

صباح اليوم وجهت سفارة المملكة المتحدة لدى القاهرة رسالة إلى العالم، بخصوص الاجتهاد والكفاح، مستعينه بلاعب منتخبنا الوطني ونادي الزمالك حمادة طلبة، ونجم المنتخب الإنجليزي ونادي ليستر سيتي، جيمي فاردي ، ونشرت السفارة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقطع فيديو لأهداف مباراة انجلترا وألمانيا، والتي أحرز فيها فاردي أولى أهدافه الدولية، وعلقت عليه قائلة "إذا كان لدى المصريين حمادة طلبة فإن إنجلترا لديها فاردي.. حمادة طلبة وجيمي فاردي نماذج للكفاح والاجتهاد.. كل منهما آمن بقدراته فنجح وأبدع وأمتع ".

وفي أوروبا عادة عندما يقترب المهاجم من سن الثلاثين.. فطبيعي ألا تنتظر منه بداية مذهلة إذا لم يكن مشواره قبلها ناجحاً ولافتاً، لكن أن يبرز لاعب في سن التاسعة والعشرين في أقوى دوري في العالم.. بل ويقود مع كتيبة من المغمورين فريقه لصدارة البطولة الإنجليزية ، فهذا بالفعل خارق للعادة ، والدهشة تزداد إذا عرفنا إنه لعب مباراته الدولية الأولي بالأمس أمام بطل العالم ألمانيا .. وسجل هدفاً رائعاً ساعد به فريقه علي الفوز 3-2 بعدما كان متأخراً بنتيجة 2-صفر ، ويمكن اختصار حكاية جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي في أرقام بأن نقول مثلاً إنه سجل 19 هدفاً ليساهم مع زميله الجزائري الموهوب رياض محرز والذي سجل 16 هدفاً في قيادة ليستر سيتي لأكبر مفاجآت الكرة العالمية وهي صدارة الدوري الإنجليزي برصيد 66 نقطة ، ليستر متواضع الإمكانيات يتفوق بفارق 5 نقاط علي توتنهام الثاني، الذي لم يفز باللقب منذ 1961 ، و9 نقاط عن الأرسنال .. و25 نقطة كاملة عن تشيلسي حامل اللقب!
وهذا الفريق الذي كان يصارع الهبوط في الموسم الماضي تأسس عام 1888.. وفي بداية الموسم رحل المدرب المثير للجدل نايجل بيرسون ليتولي قيادة الفريق الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري والذي صنع معجزة بالفعل مع كتيبة من المجهولين مثل فاردي ومحرز ونجولو كانتي وداني درينكووتر وليو أويوا وشينجي أوكازاكي وكاسبر شمايكل وويس مورجان وروبرت هوت ومارك ألبرايتون ، ودخل فاردي تاريخ الدوري الإنجليزي بعدما اصبح أول لاعب يسجل في 11 مباراة متتالية، ليحطم رقم الهولندي رود فان نيستلروي ، والفريق الآن بحاجة إلى 20 نقطة من مبارياته الثماني المتبقية لينتزع لقبه الأول في دوري الأضواء ، وزادت مكاسب ليستر سيتي المالية حيث سجل أرباحا قياسية قبل خصم الضرائب بلغت 26.4 مليون جنيه استرليني (37.18 مليون دولار) ، هذا هو فريق ليستر ومهاجمه فاردي في أرقام.
لكن القصة الإنسانية للمهاجم الإنجليزي أروع بكثير من هذه الأرقام ، وقد انضم فاردي لفريق ليستر سيتي عام 2012، عندما كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، مقابل مليون و300 ألف دولار، قادما من فليتود تاون ، ولعب فاردي حتى عام 2010 ضمن صفوف ستوكسبريدج بدوري الدرجة الثامنة الإنجليزي .. نعم الدرجة الثامنة !! وخلال 107 مباريات سجل 66 هدفاً، والصدمة أن وقتها فاردي كان يتعين عليه التنقل واضعا سوارا الكترونيا، يستخدم لتعقب الخارجين عن القانون، حول كاحله لمدة ستة أشهر، بعد أن دخل في مشاجرة داخل إحدى الحانات ، وفي عام 2010 أنتقل لفريق هاليفاكس تاون وخلال 41 مباراة سجل 29 هدفاً ، وفي الموسم الماضي عاش أوقاتاً صعبة مع فريقه بالدوري .. وطوال 38 مباراة لم يسجل سوي 5 أهداف فقط ، لكن كل هذا تغير هذا الموسم تماماً .. وارتفعت القيمة السوقية لفاردي لتصل لنحو 20 مليون يورو (22 مليون دولار)، ويتنافس ناديا مانشستر يونايتد وليفربول الإنجليزيان لضم فاردي الذي جدد عقده مع ليستر قبل عدة أسابيع، حيث قام مُلاك النادي – رجال أعمال من تايلاند - بزيادة راتب اللاعب الأسبوعي إلى 80 ألف إسترليني لضمان بقائه في الفريق لعام 2019 .
ويتفوق فاردي على العديد من النجوم الذين يتقاضون أضعاف راتبه مثل الأرجنتيني أجويرو والإنجليزي واين روني والفرنسي جيرو ، وأكد فاردي صحة الأخبار التي تداولتها الصحف البريطانية مؤخرًا حول تحضير أحد الكتاب الكبار لتقديم رواية وفيلم عن قصة حياته ، وكثيرون لا يعرفون أن فاردي قبل أحترافه لكرة القدم كان عاملاً بسيطاً في مصنع لألياف الكربون وعمره 16 سنة، وفي أول تجربة كروية له في الدرجة الثامنة الانجليزية مع فريق ستوكبريدج كان راتبه 30 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع ، ومنذ أيام اشترى فاردي سيارة جديد من طراز بينتلي كونتينتال يصل ثمنها إلى 168 ألف استرليني .. علماً بأنه حتى 3 أعوام فقط كان يستخدم المواصلات العامة.