كل يوم نستيقظ ،نعم نستيقظ ،لنقول لأنفسنا ياليتنا لم نستيقظ في بلد تضع كل يوم كلابشاتها في أيادي براءتها، في أيادي أطفال رضع ، تصنع منهم مجرمين عتاة الإجرام "قتلة". لم أسمع في حياتي عن قضية تلوث مياه النهر، وعندما نسمع ذلك ونقوم لنهلل ونكبر لأن هناك من يحرر محاضرا لحماية مياه النهر، وأن للنيل درع وسيف، نجد المتهم طفل عمره 10 أشهر.
ياله من عجب العجاب شىء لا يصدقه عقل ولا دين، بلد يحاكم فيه من كان في المهد صبيا، ووزير عدله "المقال" أحمد الزند يريد أن يسجن أي أحد حتى لو كان نبيا، ثم تحدثني عن الحرية والديمقراطية، والتقدم والرخاء في مصر أم الدنيا.
"قال تلوث النيل قال" هو في شبر في النيل غير ملوث؟ هو في كام شبر في مصر غير ملوث؟ هو في مصنع في مصر- إلا ما رحم ربك- لا يلقي فضلاته في النيل ياحكومة "المحاضر الملوثة" و"الضمائرالملوثة".
477 مليون كيلو متر كل عام تُلقي في مجرى النيل، بسبب ما يتخلص منه أكثر من 129 منشأة ومصنعاً من مخلفات صناعية، ورغم ذلك تركوا كل هذا وراحوا يحررون محضرا ضد طفل عمره 10 أشهر، لأن الطفل ألقى "مقطف" في نهر النيل العظيم، طفل 10 أشهر يحمل مقطفا فيه حمولة ونفايات خطيرة ليس بعيدا أن تكون من نفايات ومخلفات الحرب العالمية الثانية انتظرت هذا الطفل المجرم الخطير، أو أنه بحث عنها في كل مكان وجمعها من الحلفاء والمحور ليأتي بها إلي مصر ويلقيها في نيلها، إنها الخيانة وإنها الحرب على مصر ونيلها، كيف يرى المهندس الزراعي باشا كل هذا الإجرام ولا يتحرك دفاعا عن الوطن وعن النيل هبة مصر؟ ويسن سيف الوطنية ويحرر محضرا ضد هذا الطفل الآثم .
يجلس الباشا علي مكتبه، أو علي مقهى يتناول فنجانا من القهوة، ويكتب محضرا بأي اسم يأتي علي باله أو يمليه عليه أي أحد، يقفل الورق مرتاح الضمير ويذهب إلي أهله يمتطي ظهور الآخرين ،يمتطي كل شيء ليبلغ مقصده في المكافأة أو الترقية، أو حتى إنهاء عمله اليومي كما تعود هو وكثير من موظفي الدولة.
يجلس الباشا الآخر علي منصة القضاء، يحكم ضد طفل "المقطف" الذي لم يبلغ عمره 10 أشهر، ويحكم بحق 4 أطفال بالسجن 5 سنوات بسبب مقطع فيديو يسخر من تنظيم "داعش"، ينتفض ضد هؤلاء بسبب تقليد الدواعش، ولا ينتفض لكلام وزير عدله "المقال " الذي يريد أن يسجن النبي، ولا ينتفض ضد من سب الذات الإلهية.
لوثتم كل شيء في البلد، كل شيء لوثتموه حتى أنفسنا، وتريدون أن تلوثوا ما تبقى من براءة في نفوس أطفالنا، فبالأمس يُحاكم الأطفال بسبب لعبهم وتمثيلهم أدوار في مسرحية عن الدواعش، واليوم يحاكم رضيع بتهمة تلويث النيل..اه يا وجع النيل من أفعالكم..وأمثالكم .