أعترف أنني لست من مؤيدي الثورة الجديدة أو بمعني أصح الهوجة التي قامت علي أطلال ثورة 25 يناير فأخفت ملامحها و طمست نجاحها وأجهضت شرعيتها. ولا لكل ما حملته لنا الأيام التي تلتها وتحديدا المائة يوم الشهيرة بعد تنحي السيد الرئيس مبارك من مصائب وإنفلات أمني وسلفيين علي إخوان علي فتنة وقابل يا معلم قلبة رأس وكشفت مستور لم نكن نتخيل أنه موجود في مصرمن الأساس، سواء كان الفساد الغبي المنسوب لرجال النظام السابق أو الفساد الأكثر غباء الموجود في اللانظام الحالي، والإثنين أخيب من بعض فالأول فعله رجال لم يسمح لهم فكرهم العقيم ولا نظرتهم المحدودة ولا هيبتهم المفتعلة أن يتخيلوا أنه لابد أن يأتي يوما يرفض فيه شرفاء هذا الوطن فسادهم ويثورا عليه وكانوا متصورين أننا سكتنالهم وأن هذا السكوت والصمت لن يصرخ أبدا رافضا لفسادهم، فدخلوا بحمارهم عملا بالمثل الشعبي الشهير "سكتناله دخل بحماره" وبناء عليه برطع الحمار براحته ما هي زريبة أبوه. لكن الحمدلله انه في النهاية كان أذكي منهم وأول ما شعر بالخطر طلع بهم "طوالى" علي مزرعة طرة أملا في غيط برسيم غير مسرطن أو كوب ماء ليس مخلوطا بالصرف الصحي وأرض لم تباع للحرامية الكبار، طيب دول وخلصنا منهم علي إيد شرفاء 25 يناير وكان المفروض إن الأمور تتحسن كثيرا أو علي الأقل نسبيا للأفضل يعني نهاية جميلة ينتصر الخير علي الشر فيها مثلما يحدث في الأفلام العربي القديمة، لكن لأن الثورة نفسها ليست فيلما حاول البعض أن يضحك علينا به "والمعني في بطن الشاعر" فأنفتحت بطن هذه الثورة بنار جهنم لترمي علينا نوعا جديدا من الفساد و تكشف نماذج غريبة لم يكن يخطر ببالنا أنها موجودة من الأساس في مصر لا و تعيش بيننا فشوية تلاقي سلفيين مش فاهمة أيه مشكلتهم إن واحدة مسيحية أسلمت و لا ولعت بجاز وإتجوزت مسلم علي جوزها المسيحي يعني من الأخر..... و مع ذلك القيامة تقوم عليها وكنائس تولع و ناس تموت قال أيه علشان أختهم المسلمة اللي هي أصلا ..... و طبعا المسيحيين مش هيسكتوا فيجروا علي ماسبيروا علشان يعتصموا هناك و نبدأ في كلام عن الإضطهاد وحاجات من دي و في الهيصه تلاقي كل عناوين الجرايد لا تتكلم إلا عن الخطر القادم تحت مسمي الفتنة الطائفية اللي بتعملها الثورة المضادة و قابل يا معلم ، والجديد بقي شيخ يطلع علينا في الفضائيات ينادي بضرورة العودة إلي نظام الرق والعبيد لأنه سيساهم في حل المشكلة الإقتصادية الغريبة ان محدش اتهمه أنه من الفلول خاصة أنها الشماعه الخايبة الجاهزة دايما علشان نعلق عليها بلاوي ثورة ما بعد 25 يناير، طيب سيبك من حكاية المشايخ و الفتنة و الكلام ده، أيه رأيك في فساد الشارع والبلطجية اللي بقوا أكثر من الشعب لدرجة أنني أقترح علي حكومة تسيير الأعمال أن ترفع شعار تتبني فيه حملة بلطجي لكل مواطن خاصة أن السيد وزير الداخلية وعدنا بعودة الشرطة خلال شهور وبما أن الحكاية لن تأخذ أكثر من شهور ليأمر سيادة الوزير ضباطه بالعودة لعملهم أو حتي يرجوهم أن يقوموا بواجبهم تبقي"بسيطة" لأن ساعتها يمكن يكون نصف الشعب اتنهب أو أغتصب علي إيد السادة الأفاضل البلطجية عموما مش مهم بما أن السيد الوزير ممكن يلحق النصف الثاني.\ طيب بلاش كل ده، نفس الحكومة أيضا توعدت جشع التجار اللي استغلوا الظروف ورفعوا أسعار كل حاجة تقريبا وكل ما تكلم حد يقولك ثورة يا بيه لكن يبدو أنها كانت تتوعد تجار تنزانيا وليس مصر، لأ و الأنكت النغمة الجديدة بتاعت عايز حقي كل واحد النهاردة عايز يقعد باشا وأول ما تكلمه يفتح صوته عليك اد كده بحكاية حقي دي و لو اعترضت يروح يلمله شوية عيال صيع ويعتصموا في أي داهية طبعا ما الإعتصام بقي موضة اليومين دول، ناهيك عن حالة الفوضي العامة والشعارات الخايبة بتاعت الثورة الفرنسية و الروسية والنموذج التركي الكلام اللي مالوش أي لازمة ده فالثورات دي كانت حاجة ثانية خالص، أما حكاية زيادة نسبة البطالة وإنهيار الإقتصاد وضياع السياحة و خراب بيوت أكثر من 70 % من أبناء هذا الوطن كل ده مش مهم، إنما المهم إن الثورة قامت علشان التغيير وهو نفس التغيير إللي قامت علشانه أيضا ثورة 1919 و 1952 . أيه رأيك .. يا تري حسيت بالتغيير و تنسمت بنسيم الحرية العظيمة ولا لسه ناقصنا شوية حرية تاني لتأتي نسائمها بمزيدا من البلطجية و العنف و الإنفلات و الموت و الخراب ، عموما أنا بوجهة نظري المتواضعة أري أن الحكاية كلها من أولها لأخرها ليست أكثر من قلبة رأس مثلها بالضبط مثل الفيلم الشهير "لخمة رأس" للنجم الكبير سعد الصغير وكله في العنب العنب! رانيا نور