أكد الاستاذ عبد العظيم حماد رئيس تحرير الأهرام أن المستقبل القادم للصحافة فى مصر سيكون للصحافة الورقية بشكل أكبر من الصحافة الالكترونية ، خاصة أنها مازالت المصدر الاول والموثوق لفئة عريضة من المجتمع المصرى ، موضحا انه لا يوجد حتى الان حل للمنافسة ما بين هذين النوعين من الصحافة ومتسائلا : كيف تستطيع الاهرام ان تضع حلا لهذه المنافسة اذا كانت صحيفة الواشنطن بوست عجزت عن ذلك؟! كلام حماد جاء خلال اللقاء الشهرى الذى تنظمه ساقية عبد المنعم الصاوى بعنوان "فى بيتنا اعلامى" واداره المهندس محمد الصاوى والكاتبة ماجى الحكيم ، واشار حماد انه لا توجد الان ضمانات فكرية او امنية بشان الاعلام الالكترونى ، حيث يستطيع اى مصدر ان ينفى ما يشاء ، مشيرا الى انه لو لم يتم وضع ضوابط امنية وفكرية لهذا النوع من الاعلام فلن يثق فيه القارئ ، وانتقد حماد مرشحى الرئاسة المفترضين ، وعلى رأسهم عمرو موسى والدكتور محمد البرادعى لانهم لا يتبنون او يعبرون عن اى تيارات سياسية واضحة وانهم لا يعبرون إلا عن انفسهم ولا يوجد بينهم من يتبنى او يعبر عن تيار سياسى محدد لدرجة انه فى كل الازمات الضخمة التى تشهدها مصر حالية لا نجد لاى منهم دورا حقيقيا ومؤثرا فى الراى العام فلا تجد الحكومة بدا من الذهاب الى السلفيين لانهم للأسف اكثر تأثيرا منهم . واوضح قائلاً : قد لا ألوم مرشحى الرئاسة على ادائهم ذلك فسببه الفراغ السياسى الذى يهيمن على مصر فى الفترة الحالية ذلك الفراغ الذى سببته هيمنة الحزب الوطنى على تيار الوسط وهو الدور الذى شغله فى السابق قبل ثورة 1952- حزب الوفد الذى كان حزبا فاعلا وله تاثيره الذى يعبر عن اغلبية المجتمع المصرى لكن الحزب الوطنى الذى استحوذ على كل التيارات السياسية بداخله كان رابضا فى حضن الدولة وبسقوط ذلك الحزب بعد ثورة 25 يناير لم يعد هناك لا يسار ولا يمين ولا حتى وسط. و شدد حماد على اهمية مبادرة الشباب للتواصل مع الجماهير التى شاركت فى الثورة لان الوقت بدا ينفد منهم مشيرا الى ان الشباب قد ظلم لعدم اتاحة الوقت الكافى له لتكوين احزاب سياسية لكن ذلك لا ينف عنه تقصيره فى التواصل مع الشارع حيث اقتصر نشاطه فى تكوين ائتلافات نخبوية تتعالى على الجماهير غير المسيسة التى شاركت فى الثورة. وعن مستقبل جريدة الاهرام ورأيه حول امكانية استعادتها مكانتها عند القارئ مرة اخرى بعد ان فقدت كثيرا منها بسبب انحيازها لجانب مؤسسة الرئاسة على حساب القارئ ، استشهد بمقولة للكاتب الصحفي عبدالرحمن عقل "الأهرام تمرض ولكن لا تموت" وضرب المثل بالوضع المتدهور الذى كانت عليه "الاهرام" فى خمسينيات القرن الماضى وكيف ازدهرت على يد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل حتى اصبحت واحدة من اهم الصحف العالمية مؤكدا ان ذلك يعنى ان "الاهرام" لديها من الامكانات ما يجعلها تعود مرة اخرى لمكانتها الطبيعية بشرط ان تعمل بروح المؤسسة ..فالقارئ يتمنى ان تستقيم الاهرام مرة اخرى حتى يغفر لها كل مساوئها فى ظل النظام القديم ، مشيرا الى ان عودة الاستاذ "هيكل" مرة اخرى للكتابة فى "الاهرام" حافز كبير لها للعودة من جديد ليس فقط لجودة ما يكتبه الاستاذ هيكل وانما لان عودته للكتابة فى "الاهرام" مرة اخرى تعنى تاكده من نجاحها.