الأسبوع القادم يقوم الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بزيارة مهمة إلى أثيوبيا وأوغندا، وهي زيارة مهمة جدا بعد نجاح الوفد المصري الشعبي في تقريب وجهات النظر بين مصر وبين دول حوض النيل، الدكتور شرف طالب أيضا بضرورة تعيين نائب وزير خارجية للشئون الأفريقية، ليكون من ضمن مهامه تنشيط العلاقة مع دول حوض النيل .. فهل ينجح شرف في مهمته مع دول حوض النيل وتحديدا أثيوبيا؟ الدكتورة أماني الطويل خبيرة الشئون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية قالت لبوابة الشباب إن زيارة الدكتور عصام شرف لأثيوبيا وأوغندا سيكون لها بالتأكيد قبولا، خاصة بعد زيارة وفد مصري غير رسمي لدول حوض النيل، وأصحاب القرار السياسي في دول حوض النيل يدركون أن الوفد قد ينجز في مسألة تقارب وجهات النظر لكن ليس له أي صلاحات في الإتصال بين الدول على المستوى الرسمي، وبالتأكيد ستكون زيارة عصام شرف باعتباره رئيس وزراء مصر مرحبا بها لأنه سيطرح فيها أطر التعاون المستقبلية بين مصر ودول حوض النيل. وأكدت الدكتورة أماني الطويل أن الزيارة ستكون استكشافية لمواقف كل طرف تجاه الآخر وستبحث إمكانية التعاون بين جميع الأطراف، ولكن الزيارة لن يكون لها تأثير مباشر وفوري على إتفاقية عنتيبي الموقعة بين دول حوض النيل والمفروضة من قبل مصر والسودان، ولكن ستكون هناك مفاوضات فيما يتعلق بسبل التعاون المستقبلية، وبالنظر للظروف الحالية في مصر لا يجب أن نعول كثيرا على وجود استثمارات حكومية مصرية في دول حوض النيل، ولكن ربما يكون هناك استثمارات مصرية خاصة إذا اصطحب عصام شرف في زيارته عدد من رجال الأعمال المشهود لهم بالجدية والنزاهة، ولكن الحكومة المصرية لن تقدم على استثمارات حكومية في دول حوض النيل على الأقل خلال ال 3 شهور القادمة بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر. وقالت الدكتور أماني الطويل إن زيارة شرف سيكون لها مردود معنوي مؤثر وسيكون هناك مؤشرا أساسيا على طبيعة السياسات المستقبلية لمصر من حيث اهتمامها بإفريقيا وتفاعلها مع هذه الدول ووضع هذه الدول في إستراتيجات الخارجية المصرية، كما أكدت على أن مشكلة دول حوض النيل ليست مع النظام السابق ولكن هناك نوع من تعارض المصالح، ربما يوظف الأثيوبيين أنه هناك خلاف مع النظام السابق لكن هذا ليس حقيقي، في واقع الأمر هناك نوع من تعارض المصالح بيننا وبين أثيوبيا ولكن هذه المشكلة يمكن أن تحل بالتعاون والتفاهم، وهي واردة بنسبة كبيرة إذا أدركت مصر الحاجات التنموية لدول حوض النيل ومساعدتها على حدوث هذه التنمية والتعاون فيما يتعلق بالعلاقات التجارية بحيث نصدر منتجات مصرية مقابل منتجات إفريقية هذا النوع من الدعم المتبادل لإقتصادات الدول في شمال أفريقيا وشرق ووسط أفريقيا سوف يسفر عن تقارب وجهات النظر فيما يتعلق بهذه الدول ووضعها في أطر تعاونية بدل من وضعها في أطر صراعية. ويبقى السؤال .. ما هي نسب نجاح عصام شرف في مهمته؟ وهل يأتي اليوم الذي يزاح فيه كابوس مياه النيل ويتم غلق هذا الملف نهائيا؟