هذا ليس إعلانا لإحدى مكاتب " يا بخت من وفق رأسين في الحلال " .. وليس لإحدى شركات ال 0900 التي ابتدعت لنا ما يعرف بلحاف الثورة أو برنامج ثورة 25 يناير على تليفونات المحمول الذي يحتوي على خطاب التنحي وصور شهداء الثورة.. ببساطة نشأت إحدى الصفحات على الفيس بوك التي نادت بأن تكون المواصفات التي تضعها كل فتاة كمعايير لاختيار الشخص المناسب للزواج بشكل يلائم الروح التي كانت موجودة أيام الثورة، ومن ثم بدأت هذه المواصفات تنتشر علي الصفحات الشخصية للفتيات من أعضاء الفيس بوك ممن لاقت هذه المواصفات إعجابهن، وإن كانت الفكرة تبدو في بدايتها تبدو مجرد مزحة إلا أنها لاقت استحسان الكثير من الفتيات اللاتي تحدثن بمبدأ : ولم لا؟! فقد اشترطت كل فتاة أن يكون عريسها قد شارك في 5 أيام على الأقل من إجمالي 18 يوما للثورة .. وأن يكون قد شارك في الاستفتاء سواء بنعم أو لا، وألا يكون لديه أي نشاط سياسي قبل 25 يناير سواء كان ليبراليا أو إخوانيا أو سلفيا وأن يكون شارك في اللجان الشعبية ومن أول 500 ألف مشترك على صفحه كلنا خالد سعيد، وعلى العريس الذي تنطبق لديه هذه المواصفات أن يرسل صورتين الأولى مع دبابة .. والثانية بالصباع الفسفوري! وقد طرح بعض الخبثاء سؤالاً حول إن كانت هذه المواصفات قد تغني عن بعض المواصفات الرئيسية التي كانت تتطلب وجودها في العريس في عهد النظام السابق مثل أن يكون العريس المتقدم لديه شقة وعربية ويعمل بوظيفة مرموقة أو نصف مرموقة أو المهم بيكسب فلوس كتير وخلاص، وإن كانت هذه المواصفات قد سقطت بسقوط النظام أم لا؟! وقد ضربوا مثالا في هذا الشأن ببعض من امتثلوا بأخلاق الثورة وأكتفوا بأن يكون حفل الزفاف مجرد جولة مع الأصدقاء والمقربين حول ميدان التحرير وأن تكون وجبة الفرح من كنتاكي لو كان مقفولا، وأن تكون صورة الزفاف بكاميرا موبايل سته ستمية كأحد أنواع البذخ وليس من إحدى الموبايلات الصيني أم خطين، وأن تكون ليلة الدخلة في خيمة خمس نجوم بحديقة الميدان تطل واجهتها على فندق سميراميس عشان ميبقاش حد أحسن من حد، وأن يشمل برنامج شهر العسل جولة على كوبري قصر النيل ورحلة نيليه بإحدى المراكب من أمام ماسبيرو، وبالتأكيد سيتم نشر صورة الزفاف في معظم الصحف بمبدأ نفع وأستنفع فالأولى من نصيب الصحفي الذي حظى بهذه اللقطة المثيرة والثانية من نصيب العروسين الذين نشرت لهم الصورة بلوشي بدلا من أخبار التهنئة المدفوعة!