بعيداً عن المسئول عما يحدث .. أو أي كلام عن مقدمات ونتائج وردود أفعال .. أقل وصف يمكن إطلاقه على الوضع في كلية الإعلام الآن هو إنها فضيحة لم تتكرر فى تاريخ الحياة الجامعية المصرية نهائياً . تصوير: محمد لطفى كلية الإعلام دخلت حالة من العصيان والشلل التام بعدما وردت إشارة من مكتب رئيس الجامعة لإدارة الكلية فى تمام الساعة الحادية عشر صباحاً لإخلاء الكلية وإغلاق المدرجات ومكتبة البحث العلمى بالدور الثالث والخزينة ومكتب شئون الخريجين ورعاية الشباب تحسباً لوقوع اشتباكات أخرى بالكلية على خلفية الأحداث التى وقعت أمس . وكان عدد من الطلبة أعتدوا على الأستاذ الدكتور حسن عماد مكاوى بعد أنباء عن قيام الدكتور سامى عبد العزيز بتفويضه للقيام بصلاحياته فى إدارة مجلس الكلية لحين انتهاء الأزمة ، وقد تمثلت جملة الخسائر حتى اليوم فى تهشيم الباب الزجاجى بالدور الثانى المؤدى إلى مكتب وكلاء الكلية والاعتداء على سيارة الدكتور حسن عماد وتهشيم زجاجها الأمامى ، وتحولت الكلية اليوم إلى ما مبنى تسكنه الأشباح بعد أن اختفى أعضاء هيئة التدريس بالكامل ..وقد علمنا أن الدكتور سامى عبد العزيز حضر اليوم إلى قبة الجامعة لمقابلة الدكتور حسام كامل وتردد أن هناك صفقة بين الطرفين على أساس أن إقالة العميد ستكون القشة التى ستقسم ظهر العديد من القيادات الجامعية وعلى رأسهم الدكتور حسام كامل نفسه .. كما أن الاستقالة التى قدمها الدكتور سامى كانت وهمية وليس لها أساس من الصحة وأنه يصر على موقفه ولن يتنحى عن منصبه إلا بقرار من مجلس الوزراء . وقد عقد قسم الصحافة اجتماعا مطولاً لمناقشة الموقف وأعلن عدد من الأساتذة عن إصرارهم على رحيل العميد .. كما وقع اشتباك ومشادة كلامية حادة بين الدكتور ثريا البدوى المدرس بقسم العلاقات العامة وبين الطلاب المعتصمين .. الدكتورة ثريا حاولت تمزيق بعض اللافتات الموجودة فاحتد عليها الطلاب وذكروا لها أنهم لم يستفيدوا من شرحها وأنه لا يشرفهم أن تكون أستاذتهم .. وكانت الطريقة التى تحدث بها الطلاب تخلو تماماً من أي احترام لقيمة أستاذ الجامعة وهيبته ، وقد سعت الدكتوره ثريا إلى أن تدافع عن نفسها وعن موقفها وطالبت الطلاب باتباع القيم الجامعية وأنه لا يصح أن تناديها طالبة باسمها مجرداً من حرف الدال- قالت لها يا ثريا - ونفس الكلام تكرر مع عدد آخر من الأساتدة حيث باتت العلاقة بين الأستاذ وبين الطلب فى الكلية على صفيح ساخن ولم تعد هناك فوارق ولا قيم اعتبارية لأستاذ الجامعة. ومن ناحية أخرى أبدت الدكتورة ثريا البدوى ضيقها الشديد من رؤية الطلاب وهم نائمين فى مدخل الكلية حيث يعد ذلك مشهداً مخجلاً وخارج نطاق الذوق وطالبت "بشىء من الأدب" .. هؤلاء الطلاب بأن يستتروا حفاظاً على المشاعر العامة خاصة بين الطالبات. ويتعامل الطلاب المعتصمون مع الموقف مثلما تعاملت الثورة مع تفويض مبارك لعمر سليمان حيث اعتبروا ان ذلك يعد التفافا على مبادىء الثورة بالكلية على حد وصفهم! والبقاء وسط المعتصمين يكشف عن كواليس خطيرة حيث يحظون بتأييد وتضامن غير عادى من أساتذة قسم الصحافة وهم لا يمثلون الكلية فى عمومها حيث لا يزيد عددهم عن 50 طالباً من مختلف الدفعات ويتردد بين بعض الطلاب أن الموضوع فى مجمله ما هو إلا تصفية حسابات بين قسم الصحافة وقسام العلاقات العامة فى إطار حالة الصراع التقليدى بين القسمين على منصب العمادة ولهذا يتم الزج بالطلاب من أجل إشعال هذه المعركة التى تدفع الكلية بأكلمها ثمنها! والآن بات السئوال ملحاً وهو متى تنتهى هذه المشكلة المؤسفة التى أضاعت من هيبة الكلية وما هى الدوافع التى يتمسك بها قادة الاعتصام لهذا الحد غير العادى نحن التقينا أحد أبرز قادة الاعتصام بالكلية وهو الطالب محمد فتوح الفقى الذى يدرس بالفرقة الرابعة بقسم الصحافة .. محمد أكد لنا أنه لا ينتمى لأى فصيل سياسى وأنه لا ينتمى لأى جماعة وكذلك الحال بالنسبة لبقية المعتصمين حيث يقول: إحنا مش هنتنازل عن منطلبنا أبدا وهو إقالة العميد واختيار عميد آخر بالانتخاب بين أعضاء هيئة التدريس ولذلك نحن فى الأساس نعتصم من أجل تغيير قانون المجلس الأعلى للجامعات ولائحة الكلية يعنى الموضوع كبير ولن نقبل أى مصالحة ولذلك فإن محاولة الالتفاف على هذا المطلب هى محاولة غير مطلوبة وهذا ما دفعنا للمزيد من الاعتصام ضد الدكتور حسن عماد مكاوى . وحول الاتهامات الموجهة للطلاب بالاعتداء على الدكتور حسن عماد يؤكد محمد فتوح أن ما حدث بالضبط هو أن عدداً من الطلبة دخلوا للدكتور من أجل أن يسجلوا اعتراضهم ولكنه قام بطردهم ومن هنا قام الطلاب المعتصمون بالتواجد أمام مكتبه ونحن لم نحبسه والدليل على ذلك أنه دخل الحمام ولكن المشكلة حدثت عندما حضر عدد من أفراد الأمن الخاص بالجامعة فوقعت اشتباكات بينهم وبين الطلاب. ولم يتم التحقيق مع أى طالب. وأكد محمدة مفتوح ان الاعتصام مفتوح ولا تنازل مطلقا عن هذا المبدأ حتى يرحل العميد..