أقدم المذيع المصري ممدوح الشناوي على محاولة "تمثيلية" بالانتحار بإلقاء نفسه من أعلى كوبري قصر النيل، وذلك في محاولة منه لمعرفة رد فعل المصريين ومدي شهامتهم أمام موقف كهذا، وقام الشناوي بالتجربة في أثناء تقديمه لبرنامجه "خلاصة الكلام" المذاع على فضائية الحياة .. عالم اجتماع: الشخصية المصرية تغيرت.. والقانون أهم من الضمير وكان يريد معرفة ما إذا كان أي أحد سوف يقوم بإنقاذه من الغرق، ولكنه فوجئ بعدم تدخل أي أحد.. بل اكتفى الحاضرون وقتها بالفرجة، وعقب خروجه من المياه علق الشناوي على التجربة في الحلقة قائلا:"أنا نطيت من فوق الكوبري عشان أثبت للناس حاجة، احنا أصبحنا عندنا لا مبالاة، ولم نعد نخاف على بعض مثل الأول، بدل ما حد ينقذ واحد يائس هينتحر، الكل بيتفرج ويصور بالموبايل، ربنا يلطف بينا"، وفي تصريحات خاصة ل "الشباب" يقول ممدوح الشناوي: إن الفكرة جاءت عن طريق تفكير جماعي بينه وفريق إعداد البرنامج، وأنه تحمس لها بشدة عندما سمعها، ووافق مباشرة على تنفيذها، رغم ما فيها من خطورة، مشيرا إلى أنه كان واثقا في أن الله لن يخذله طالما أنه يهدف إلى إتقان عمله، لافتا إلى وجود فريق إنقاذ وكافة الاستعدادات، وأضاف الشناوي: أنه وقف على سور الكوبري ما بين خمس وثمان دقائق، ولم يحاول أحد المارة إنقاذه، بل على العكس، فقد مر رجل كبير السن وقال له: "نط ربنا يوفقك"، ومرت سيدة نظرت له وضحكت، ولما أخبرها بأنه سينتحر قالت له "طيب أوكيه"، وحرص عدد من الشباب على التقاط صور "سيلفي"، قائلين "واحد جديد هينتحر أهو"، وأكد الشناوي أن الموضوع " تجاوز مرحلة العادي"، وأصبح المهم لدى الناس أن يكون لديهم السبق في رفع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي حتى يحصلوا على أكبر عدد من الإعجابات والتعليقات والمشاركات، ولم تعد هناك " النخوة " التي تدفعهم إلى إنقاذ الروح نفسها، وأشار إلى أنه اكتفى بتعليق موجز بعد التجربة من شدة الصدمة والضيق، فلم يجد ما يقوله واكتفى بقوله "ربنا يلطف بينا". كما أعرب عن اتفاقه مع كلام الشيخ خالد الجندي في أن بعض الأعمال الدرامية التي تمتلئ بالعنف تعد سببا في تفشي الجريمة والأخلاق الذميمة في المجتمع، مدللا بتغير أسلوب وتفكير المصريين مؤخرا. وعن توقع رد فعل بناء على التجربة التي قام بها، قال الشناوي: إنه يتمنى أن يكون لها صدى على شبكات التواصل الاجتماعي، وألا يكون مجرد سخرية من حالنا، بل العمل لى التغيير للأحسن، والعودة إلى قيم النخوة والشهامة، معربا عن أسفه لما يراه في "الأتوبيسات" عندما تقف سيدات أو فتيات بينما يجلس الشباب ولا يعرضون عليهن الجلوس مكانهم، موضحا أن هذا ما تربى عليه، ويسعى إلى أن يبثه من جديد في المجتمع. واختتم حديثه قائلا: أتمنى أن يعود الحب بين الجميع، بلا فرق بين دين وآخر، ليكون الحب للإنسانية كلها، فعندما أجد مشكلة أو محاولة انتحار أو مشاجرة أو تحرش، أتدخل وأتكلم مع الناس وأمنع الخطأ و"أجيب المتحرش من قفاه" وأبلغ الشرطة، ولا أكتفى بالتصوير والمشاهدة، فليس المهم هو أن أرفع الصورة على الانترنت وإنما أن أرفع عملي إلى الله وأقول له يارب أنا ضحيت، وعملت كذا، يارب أنا موجود". والجدير بالذكر أن ممدوح الشناوي كان قد انضم إلى أسرة قناة الحياة في يونيو الماضي، ليلحق بزميله خليل جمال الفائز بالمركز الأول في الموسم الأول من برنامج "مذيع العرب" والذي عرض حصريا على "الحياة"، وقدم الثنائي معا برنامج "خلاصة الكلام". ومن جانبه أكد الدكتور صالح سليمان أستاذ الاجتماع بآداب عين شمس حدوث تغيير في الشخصية المصرية، مشيرا إلى أن الكتابة عن شخصية أي شعب من التخصصات الصعبة، وأن تعميم صفات حول شعب بأكمله "أمر سخيف وغير علمي، فالمسألة نسبية، ولا توجد وصفة جاهزة لأي شعب"؛ لأن الإمكانات الثقافية والتعليمية، والأنظمة السياسية، والضغوط النفسية والاقتصادية، التي تمثل السياق المجتمعي هي التي تؤدي إلى صياغة سلوكيات الشعوب، وتغييرها مع الوقت، وأشار سليمان إلى أن التطبيق الصارم للقانون بحيث يكون رادعا للجميع وهو الحل في جميع المجالات، فالمواطن الذي يعلم أنه لا توجد قيادة واحدة في الداخلية تستطيع إلغاء مخالفات المرور سيحترم الإشارات، وقس على ذلك الاقتصاد والتعليم والإعلام وغيره من مجالات الحياة، أما الأخلاق الذاتية والضمير فلن يأتي إلا بعد تطبيق القانون، وأضاف أستاذ الاجتماع: أن بعض الكتاب المصريين مثل ميلاد حنا أفرطوا في مدح الشخصية المصرية في كتاباتهم، بينما اتسمت بعض الكتابات الأخرى بالاعتدال والتعرض للسلبيات والإيجابيات مثل كتابات الدكتور أحمد زايد والدكتور حامد عمار.